11 أغسطُس خلال 9 أعوام.. 41 شهيداً وجريحاً في استهداف غارات العدوان منازل ومزارع المواطنين في صعدة وصنعاء وحجّـة
تعمد العدوان السعوديّ الأمريكي في مثل هذا اليوم 11 أغسطُس آب خلال الأعوام 2015م، و2016م، و2019م، ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والمجازر الوحشية، وتدمير المنازل والمزارع والممتلكات في محافظات صعدة وصنعاء وحجّـة.
أسفرت عن 14 شهيداً و27 جريحاً، بينهم أطفال ونساء، وتدمير عشرات المنازل ومزرعة، وتضرر منازل وممتلكات المواطنين المجاورة، وحالة من الخوف والحزن، والقهر، وزيادة المعاناة، وتشرد وحرمان، ونزوح.
وفي ما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان في مثل هذا اليوم:
11 أغسطُس 2015.. 7 شهداء وجرحى في استهداف غارات العدوان منازل المواطنين بصعدة:
في مثل هذا اليوم 11 أغسطُس آب من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، منازل المواطنين بمنطقة الفرق مديرية رازح.
أسفرت غارات العدوان عن 5 شهداء وجريحين، وتدمير عدد من المنازل، وتضرر المنازل والممتلكات المجاورة لها، وحالة من الخوف في نفوس الأطفال والنساء، وموجة من النزوح والتشرد متجددة لعدد من الأسر نحو المجهول، ومضاعفة معاناة مئات الأشخاص، وتكريس حالة من الحزن والأسى وعدم الشعور بالأمان على مدار الساعة.
يحلق طيران العدوان السعوديّ في سماء مديرية رازح ليلاً ليرصد حركة المواطنين، والمنازل المأهولة بالأطفال والنساء، وكبار السن، فمنهم من أسدل النوم جفنه ومنهم من لم يأته النوم وظل في حالة اليقظة؛ لأنَّ صوت الطيران يزعجُه وهو يعربد في السماء، فخرج ومعه أهله وكامل أسرته، ومن نام تأخر عن لحظة إلقاء صواريخ متشظية وقنابل متفجرة تقتل وتدمّـر ما تصل إليه وترعب من حولها ووصل إليه صدى صوت انفجارها.
قرية الفرق في رازح أشبه بالحضر والمدينة في تزاحم وكثافة منازلها، فخصص لها العدوان قدرًا كبيرًا من غاراته المدمّـرة، حولت المنازل إلى كومة دمار وخراب انهدت قواها وقوامها وأركانها على المنازل المجاورة لها والمدرجات التي أسفل منها في المنحدرات والسفوح، تجسد في صورتها قرى قوم عاد وثمود، بما بقي منها وما تدمّـر.
يقول أحد المتضررين من فوق ركام منزله: “الساعة الثانية بعد منتصف الليل ضرب طيران العدوان قرية الفرق بالكامل، والناس يغطون في نومهم، وحصل 5 شهداء وجريحان؛ لأَنَّ معظم المنازل كانت فارغة وسبق أن نزح أهلها منها خلال الشهور الأولى من العدوان”.
ويقولُ آخر: “هذا عدوان غاشم يقوم بالقصف العشوائي لمنازل المواطنين، ويقتل ويجرح، ويدمّـر، من الجو، ليعلن عن إنجازات عسكرية، بحق المدنيين، إذَا فيه شجاعة بينن الجبهات، ويخلي المدنيين في حالهم، أنه عدو متعطش للقتل ولم يستثن أحداً، حتى كتاب الله في رفوف المنازل تم استهدافها ومزقت بين الدمار والشظايا”.
كما يقول حاج طاعن في السن: “العدوان استهدافنا ونحن ناس عزل لا سلاح لدينا، نحن مع أطفالنا نائمون، ما أفزعتنا إلا البيوت وهي نازلة علينا، إلى أين ننزح، وإلى متى يستمر العالم في صمته ولم يتحَرّك لوقف العدوان الهمجي الفاشي وجرائم الإبادة بحقنا، أين هي الأمم المتحدة ومجلس الأمن، كُـلّ هؤلاء شركاء في قتلنا”.
جريمة العدوان في رازح صعدة واحدة من آلاف جرائم الحرب والإبادة الجماعية بحق الشعب اليمني المتواصلة منذ 9 أعوام، في ظل صمت وتواطؤ دولي، مكشوف.
11 أغسطُس 2016.. 5 جرحى في استهداف غارات العدوان لمنزل مواطن بصنعاء:
في مثل هذا اليوم 11 أغسطُس آب من العام 2016م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، منزل المواطن محمد علي جمعان، بمنطقة نقم مديرية آزال.
أسفرت غارات العدوان عن 5 جرحى، وحالة من الخوف والرعب ودمار المنزل وتضرر منازل وممتلكات المواطنين المجاورة، ونزوح عشرات الأسر وسط ظلمة الليل، وخوف ورعب خشية من معاودة الغارات واستهداف منازلهم.
دمار المنزل أحجار الجدران وأعمدته وخشب أسقفه، والأثاث يغطي مساحة حول مكان المنزل الذي تحول إلى عدم، كما هي دماء الجرحى مسفوكة على الأرض وفي التراب وانتشلت من تحت الأنقاض، وسط حالة من الهلع، وتم إسعاف الجرحى إلى المستشفى، ومعظم السكان لم يعودوا على ثقة بسلامة منازلهم في الأيّام والليالي القادمة”.
محمد علي جمعان أحد الناجين من المجزرة المحقّقة لولا لطف الله يقول: “الحمد لله على لطفه، وما حدث من اعتداء غاشم على منزلنا من الطيران السعوديّ الأمريكي، والذي كان يتكون من مجلس وقف لأهل الحارة لحل مشاكلهم ولأفراحهم وأحزانهم، وشقة للأسرة، ولا وجود فيه لأسلحة ولا قيادات، وفي هذا الوقت لم يكن يوجد فيه سوى الأطفال والنساء؛ ولهذا رسالتي للعدو الجبان “نحن فداء لليمن ببيوتنا وأهلنا ونسائنا وأطفالنا وكل ما نملك، وفداء للشعب، وموتوا بغيظكم، ولن نتزحزح قيد أنملة، وسنظل ثابتين صامدين، بإذن الله ولا تهتز لنا شعرة من كُـلّ جرائمكم بحقنا، وسنقاتل برجالنا وأبنائنا في سبيل الله، والجبهات مكاننا المفضَّل وعشقنا لملاقاتكم، ونزالكم”.
ويضيف جمعان “هذه الغارات على المنازل دليل على خزيكم وعاركم، وهذا دليل على بعدكم عن الله وعدم خشيتكم من عقوبته، وهو تبارك وتعالى إلى جانب عباده المستضعفين وناصر المظلومين، ومهما بلغت جرائمكم نحن لكم بالمرصاد”.
منزل جمعان ليس وحده من تضرر بل عشرات المنازل تشققت وتكسرت زجاجاتها وقمرياتها ولم تعد صالحة للسكن؛ بسَببِ قرب الغارات منها، وهذه جريمة حرب ومحاولة إبادة جماعية، من آلاف جرائم العدوان بحق الشعب اليمني على مدى 9 أعوام.
11 أغسطُس 2016.. جريحان في استهداف غارات العدوان مزرعة مواطن بصعدة:
في مثل هذا اليوم 11 أغسطُس آب من العام 2016م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، مزرعة أحد المواطنين، بمنطقة آل عقاب مديرية سحار.
أسفرت عن جريحين، أطفال، أحدهما في الساقين وآخر في الرقبة تم إسعافهما إلى المستشفى، وتدمير المزرعة وسحق شتلات محميتها، وإفزاع الأهالي، وتضرر الممتلكات والمزارع المجاورة لها.
يقول أحد المواطنين: “هذا العدوان الغاشم استهدف مزارع المواطنين ومحمياتهم الزراعية، في منطقة عقاب، لمنع الناس عن الزراعة ويحاصرنهم من البر والبحر والجو وعلى أرضهم، ليموت الناس من الجوع، من أين لهؤلاء المواطنين أن يعيشوا ويوفروا قوتَ يومهم لولا الزراعة؟”.
ويضيف: “كان الأطفال والنساء موجودين في المحميات، أثناء الغارات ولو لا عناية الله في خلقه لكانوا شهداء، رغم هذا الدمار وعدد الغارات، والحمد لله لم يجرح سوى طفلين، أحدهما جرح في الرقبة والآخر في الساقين، فيما الخراب في المحميات كبير وفي التربة ومنظومة المياه وشبكة الري”.
وأنت قريب من مكان الغارات وحجم الخراب تكاد تقول هل حَـلّ بهذه المنطقة أعاصر، خرب كُـلّ تلك المحميات في منطقة عقاب، وكيف أتلفت المشاتل والأشجار من تحتها، وتغيرت وضعية التربة وظهرت حفر عملاقة لمكان الغارات، لم يبق من الطماطم والباميا والبطاطا غير القليل على الأرض في مشهد يوضح مدى الحرب الاقتصادية والعسكرية والنفسية على اليمن.
جريمة آل عقاب واحدة من آلاف جرائم العدوان المستهدفة للجبهة الاقتصادية ومقومات الاقتصاد اليمني، وشعبه وسكانه، على مدى 9 أعوام، في ظل غياب الدور الإنساني والحقوقي، والقانوني لوقف آلة القتل والدمار والحصار السعوديّة الأمريكية المُستمرّة إلى اليوم.
11 أغسطُس 2019.. 27 شهيداً وجريحاً من أسرة واحدة بغارات العدوان على حجّـة:
في مثل هذا اليوم 11 أغسطُس آب من العام 2019م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، أسرة خالد آل حياش، والنازح ناصر علي الحجوري، بمنطقة الصوامل مديرية مستبا محافظة حجّـة.
أسفرت غارات العدوان عن جريمة حرب مكتملة الأركان ومجزرة مروعة بحق 9 شهداء أغلبهم أطفال و18 جريحاً، بحق النازحين، من مدينة حرض، وحالة من الخوف في نفوس بقية النازحين.
غارات العدوان حولت أسرة خالد آل حياش وإخوانه إلى أشلاء مقطعة وجثث أزهقت منها الأرواح، والدماء عليها مضرجة، وجرحى يئنون ويصرخون، ومسعفون يبكون من هول المجزرة ومشاهدها الوحشية.
يظهر أحد النازحين والمسعفين يجمعون الأشلاء، أقدام أطفال وأذرعهم مزقتها الغارات هنا وهناك وفي مختلف الجهات، فيقول لهم: “هذه أشلاء أولادي، أطفالي يا عالم ما عملوا بآل سعود”، يرد عليه أحد المنقذين هؤلاء أولادك يا حج، من أين أنتم، يرد عليه “نحن نازحون من حرض، هربنا من قصف الطيران فلحق بنا إلى هنا”.
النازح ناصر علي علي الحجوري أبناؤه استشهدوا وكامل أسرته بين شهيد وجريح يقول: “أسرتي 12 فردًا أطفال ونساء، لم أجد أحدهم سالماً، مقطعين كلهم، يتلفت يمنة ويسرة علَّ أحداً من أسرته يظهر من هنا أَو هناك ويخبره بأنه على قيد الحياة، لا أمل، كُـلّ بحثه بين الأشلاء والجرحى يخرج بدون فائدة، لم يعد سالماً سواه”.
صغير وكبير نساء ورجال، عدد من الأسر النازحة أنهتهم الغارات، في مشهد إجرامي، يعكس في تفاصيله حقيقة العدوان على اليمن وينفي الإسلام عن المشاركين فيه.
يقول أحد المسعفين بصوت خائف من هول المجزرة وبشاعتها وهو يتفقد الجثث المرمية على الأرض: “لا حول ولا قوة إلا بالله”، مكرّراً لها وهو يتنقل من جثة إلى أُخرى، ليسعف من لا يزال فيه نفس، فيجد قدماً مقطوعة وعلى مقربة منها جمجمة طفل، وهناك امرأة تكاد تفارق الحياة، والدماء تنزف من ذراعها، وبجوارها طفلة فارقت الحياة وكلها كسور ودماء.
جثمان أم شهيدة لا تزال تحتضن بعض من جسد طفلها الذي مزقته الغارة بين ذراعها، ورب أسرة يعود إلى منزله المتواضع فلم يجد منهم أحداً سوى الأحجار مفرقة والسقوف محترقة، والدماء على الأرض مسفوكة، وبقايا أشلاء نسيت من قبل المسعفين معلقة على غصن سدرة بالجوار، والكل ينظر إليه بشفقة ورحمة، وحزن وأسى، ليقول أحدهم له: “بقي من أسرتك 4 جرحى تم إسعافهم، لا نعلم إلى أين”، فيسقط مغشياً عليه، ثم يحاول الأهالي رشه بالماء البارد، عله يفوق، فكان ذلك، ولكنه لا يقدر على حمل قدميه والوقوف عليها، من شدة الحزن وهول المصاب، فيسعفونه إلى ذات المشفى الذي يوجد فيه بقية الجرحى.
استهداف العدوان للنازحين وملاحقتهم من منطقة إلى أُخرى ليست الأولى ولا الأخيرة بل هي واحدة من مئات جرائم الإبادة بحقهم مارسها العدوان في عدد من المحافظات خلال 9 أعوام، في ظل صمت وتواطؤ أممي ودولي مستدام.
هذه الجريمة وغيرها آلاف بحق الشعب اليمني، لن تسقط بالتقادم، ولا تزال محفورة في ذاكرة اليمن ووعي أجيالها، واهتمام قادتها، إلى أن يقدم قيادات العدوان وأدواتهم إلى محكمة العدل الدولية في الدنيا قبل الآخرة؛ ليمكن الله شعبنا من الاقتصاص منهم وزوال عروشهم.