12 أغسطُس خلال 9 أعوام.. 51 شهيداً وجريحاً وتدمير ممنهج للمساجد والمنازل والجسور ومحطات الوقود بغارات العدوان على صعدة والجوف والمحويت والحديدة

استمرَّ العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 12 أغسطُس آب خلال الأعوام 2015م، و2016م، و2019م، بارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية، بحق أبناء الشعب اليمني، واستهدف منازلهم ومساجدهم ومدارسهم وجسورهم، ومحطات الوقود والأحياء السكنية، بمحافظات صعدة والمحويت والحديدة والجوف.

أسفرت غاراتُ العدوان وقنابلُه المضيئة وقذائف مرتزِقته عن 21 شهيداً 30 جريحاً، بينهم أطفال ونساء، وحالة من الخوف والحزن والنزوح والتشرد، ومضاعفة المعاناة وتأخر وصول الاحتياجات الأَسَاسية وإسعاف المرضى والجرحى، وتوقف عجلة العملية التعليمية، وهدم بيوت الله وقدسيتها أمام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية الحقوقية والجهات القانونية التي لم تحَرّك ساكناً.

 وفي ما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان بحق الشعب اليمني في مثل هذا اليوم:

 

 12 أغسطُس 2015.. طيرانُ العدوان يستهدف مسجدَين ومدرسة ومحطة وقود ويلقي القنابل المضيئة بصعدة:

في مثل هذا اليوم 12 أغسطُس آب من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، أحد المساجد ومدرسة خولة للبنات في مدينة ضحيان بمديرية مجز، ومسجداً آخر ومحطة للوقود وألقى قنابل مضيئة في سوق منطقة الفرع بمديرية كتاف، محافظة صعدة.

ففي مديرية مجزر أسفرت غارات العدوان عن تدمير أحد المساجد ومدرسة خولة للبنات للمرة الثالثة خلال أقل من شهر، وتضرر منازل وممتلكات المواطنين المجاورة، وحالة من الحوف والتشرد والنزوح، والحرمان، ومضاعفة معاناة المواطنين.

تحلّق طائرات العدوّ على سماء المنطقة لتجد بعض فصول من مدرسة خولة للبنات لا تزال قائمة، فتلقي عليها غاراتها المدمّـرةَ لتنهي ما بقي من الغارات السابقة، وتسوّي المدرسة بالأرض، وتكون الصورة كومةً كبيرةً من الدمار يعتليها سقفٌ متماسِكٌ جاثٍ عليها، في مشهد يعكس مستوى الحقد على الشعب اليمني وبنيته التحتية.

هنا أحدُ الطلاب يقول من جوار حوش المدرسة بعد مضي أكثر من نصف عام من بقائه في البيت، وأماكن النزوح، دون تعليم: “هذا العدوان حرمنا من الدراسة والتعليم”، متسائلاً “لماذا كُـلّ هذا الظلم؟ أين الشعوب العربية؟ أين الدم العربي؟ أين العروبة؟، أكثر من 5 غارات في هذه المدرسة، لماذا يقصفونها كُـلّ هذا القصف؟ لا يوجد فيها غير الماسات والكتب والأقلام، ولماذا كُـلّ هذا العدوان لماذا؟ هل هذا دفاعُهم عن اليمنيين؟ بهذه الطريقة يدافعون عنا!”.

وفي مديرية كتاف أسفرت غارات العدوّ وقنابله المضيئة عن تدمير مسجد ومحطة وقود، والمجمع التجاري ومستودعاته، وتضرر منازل وممتلكات المواطنين المجاورة، وحالة من الخوف والفزع في نفوس الأطفال والنساء، وانعدام المشتقات النفطية في المنطقة وإعاقة حركة التنقل والنزوح، وزيادة معاناة المزارعين والمرضى والجرحى، وكلّ أبناء المنطقة.

سوق فرع كتاف بمسجده ومحطة الوقود ومستودعات المواد الغذائية ومواد البناء، أهداف استراتيجية لطيران العدوان، حوَّلتها إلى دمار وخراب وحرائق، في وسط اليل ولم يكن بها أحد.

قدسية بيت الله وكتابه القرآن الكريم على الرفوف، منتهكة، ولم يعد لها في قائمة العدوان أي اعتبار، بل كانت على قائمة الأهداف والتوقعات بتواجد الأهالي فيها، والنازحين، من منازلهم كما كانت العادة في الأيّام الأولى من عدوانه الغاشم على المنازل والقرى والأحياء السكنية.

مصاحف القرآن الكريم ونوافذ الجامع ورفوفه كلها كومة واحدة على السجاد مختلطة، ومصاحف ممزقة، وأوراق متطايرة في الغبار والدمار، كما هي جدران المسجد ومنبره وسقفه مبعثرة ومدمّـرة، وساحته التي وصلت إليها الغارة وحفرت فيها حفرة عملاقة.

أحد الأهالي وكله آلم على بيت الله وكتابه، يرفع الأوراق والنسخ الممزقة من الأرض، يقول: “إذَا كان الله يقول في كتابه الكريم “وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا” فما بالكم بقصفها واستهدافها بالغارات؟ هل يريدون محو الإسلام؟ لماذا هذا العدوان على جامع! هذا باطل، هذا كتاب الله ممزق، فبأي دعوة تقصف وتدمّـر مساجد الله وكتابه الكريم؟ ولكن هذا العدوان الذي لا يجوز، يؤكّـد أن الحرب بين الحق والباطل والخير والشر، ولشعبنا الفخر أنه يقفُ في صف أهل الحق، وموعود بالانتصار والغلبة”.

محطة الوقود محترقة بالكامل، ولم يبق فيها ما يمكن الاستفادة منه، كما هي بعض السيارات وشاحنات النقل، جزء من الدمار، بجوار مجمع الفرع التجاري ومستودعاته التي لم تَسْلَمْ من الغارات والنيران، وتلف ما بداخلها.

يقول أحد المواطنين وهو يتفقد المستودعات والأضرار: “هذه مستودعات المواد الغذائية لم يبق منها سوى القليل، كما هو حال مواد البناء والصيدلية لم تسلم من العدوان، هل هذه أهدافكم، هل الأعيان المدنية وقوت المواطنين سلاح يرعبكم؟!، إلى أين أنتم ذاهبون تقتلون المدنيين، وتحرقون المواد الغذائية؟!”.

 

قنابلُ مضيئة:

قَدِمَ الليلُ بظلامه الحالك، وقَدِمَ العدوان بطيرانه يلقي عشرات القنابل المضيئة، ليسهل لأدواته وجيشه وأقماره الصناعية وطائراتها التجسُّسية، الرصد ومعرفة الحركة وأين يقضي المواطنون لياليهم، تقترب القنابل المضيئة من منطقة الفرع في كتاف ويعم الضوء المنازل والمزارع وإلى الكهوف والخنادق والجبال التي ينزح الأهالي إليها مع أطفالهم ونسائهم.

صغار السن والنساء لم يعهدوا ظاهرة ضوئية في ظلال الليل تسقط من السماء أبطأ من الشهب وأكبر منها وأكثر إشعاعاً، فيفزعون على هول لم يدركوا مبتغاه وهدفه، سوى بعد أن عرفها الآباء المهدِّئون لروعة عوائلهم، بأنه لا خوف من هذه القنابل.

استهداف العدوان للمساجد والمدارس والمنازل ومحطات الوقود ومخازن الأغذية في محافظة صعدة جريمة حرب مكتملة الأركان واستهداف للأعيان المدنية، وواحدة من آلاف جرائم الحرب والإبادة المتواصلة خلال 9 أعوام، في ظل صمت أممي ودولي مكشوف.

 

12 أغسطُس 2016.. 6 جرحى بينهم طفل و3 نساء في استهداف طيران العدوان لجسر بالمحويت:

في مثل هذا اليوم 12 أغسطُس آب من العام 2016م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، جسرَي الدرجة ومكحلة في الطريق الرابط بين صنعاء والحديدة.

أسفرت غاراتُ العدوان عن 6 جرحى بينهم طفل و3 نساء، وحالة من الخوف والرعب، في نفوس عابري السبيل، وإعاقة حركة السير ونقل البضائع والاحتياجات التموينية بين ميناء الحديدة وصنعاء وما جاورها من المحافظات المستمدة منها وقطع الطريق العام لساعات، ومضاعفة معاناة المواطنين والمسافرين على حد سواء.

في تلك الليلة يحلق طيران العدوان في سماء جسر الدرجة بمنطقة مكحلة في مديرية بني سعد بالمحويت، راصداً حركة السيارات وتنقل المواطنين، وما أن وصلت إحدى السيارات المحملة بالأطفال والنساء على الجسر، حتى باشرها العدوّ بغارة دمّـرت جزءًا واسعًا من الجسر وأصابت جسد السيارة بمن عليها بشظاياها الجارحة.

غارات العدوان دمّـرت الجسر وكادت أن تقطعه من الجهتين، وما بقي منه سوى جزء لحركة عجلة السيارات بحركة بطيئة جِـدًّا، بعد أن كانت تعبر السيارات والشاحنات بكل سلامة وبسرعة عالية ودون أية معوقات.

يقول أحد الأهالي من تحت الجسر المدمّـر: “العدوان استهدف جسر الدرجة وجرح 6 مواطنين بينهم 3 نساء وطفل، وأخاف الأهالي في القرى والمناطق المجاورة، وأفزعهم من نومهم منتصف الليل، لكن ذلك لم يثنِ شعبنا اليمني من الصمود والاستمرار في مواجهة العدوان، مهما كانت التضحيات”.

استهداف العدوان للجسور جريمة من آلاف جرائم الحرب المستهدفة للأعيان المدنية، المُستمرّ في ارتكابها بحق الشعب اليمني خلال 9 أعوام.

 

12 أغسطُس 2016.. 22 شهيداً وجريحاً بينهم نساء وأطفال في استهداف طيران العدوان لممتلكات المواطنين بالجوف:

في مثل هذا اليوم 12 أغسطُس آب من العام 2016م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، ممتلكات المواطنين بمديرية المتون محافظة الجوف.

أسفرت غارات العدوان عن 8 شهداء وَ14 جريحاً بينهم نساء وأطفال، في مجزرة وحشية وجريمة إبادة جماعية، وحالة من الخوف والحزن والتشرد والنزوح، وَالحرمان والمعاناة.

جثث متفحمة ونيران مشتعلة ودمار ورماد، وأشلاء مقطعة ممزقة، ودماء مسفوكة، وحقوق تحترق، وأملاك تدمّـر، وأصوات تصرخ، وعيون تبكي، ودموع تذرف، وأوجاع وآلام وأحزان وخوف ورعب وهلع، وفقدان للأمل والأمن والاستقرار، وسلب للسيادة والكرامة والحرية، بغارات غاز متوحش ظالم مجرم، هدفه الوحيد والأوحد الإبادة والاحتلال.

القاطرات والشاحنات والسيارات والمحال التجارية والمنازل، ومحطة الوقود، تحترق في مديرية المتون، بغارات العدوان المستهدفة لمعالم الحياة على الطريق العام، وفي القرى المجاورة.

أحد الأهالي يقول: “نستنكر هذا العدوان الغاشم على المواطنين ومعداتهم وممتلكاتهم، بدون أي سبب، ولكن ذلك يزيدنا إيمَـاناً وقوة وتمسكاً بقضيتنا والدفاع عن بلدنا وشعبنا مهما كانت التضحيات، وسنجاهد في سبيل الله إلى آخر قطرة من دمائنا”.

في المشفى يقول الدكتور: “الإصابات بالغة، وما نشاهده يدمي القلب، فكيف لصاروخ أن يستهدف أبرياء تحت أسقف منازلهم، وفوق سياراتهم، هذا يودي إلى الإبادة، وإن سلم منهم جرحى فجراحاتهم خطيرة للغاية”.

جريمة الجوف واحدة من آلاف جرائم الحرب والإبادة الجماعية، للعدوان السعوديّ، الأمريكي بحق الشعب اليمني خلال 9 أعوام، مع الصمت العالمي المستدام، والتواطؤ المكشوف وازدواجية المعايير والقوانين الدولية الإنسانية والحقوقية.

 

12 أغسطُس 2016.. 22 شهيداً وجريحاً في استهداف طيران العدوان لمنازل المواطنين بصعدة:

في مثل هذا اليوم 12 أغسطُس آب من العام 2016م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، منازل المواطنين في مديرية باقم محافظة صعدة.

أسفرت غارات العدوان عن 13 شهيداً وَ9 جرحى، في مجزة وحشية وجريمة إبادة جماعية، ضحاياها أطفال ونساء ومدنيون، وحالة من الخوف والحزن والتشرد والنزوح نحو المجهول، والحرمان من المأوى، ومضاعفة المعاناة، لأهلهم وذويهم، وزيادة السخط الشعبي، وفقدان الأمل بوقف آلة الموت الموجهة على الشعب اليمني.

 

 إنها الإبادة الجماعية:

هنا الجثث تفحمت والأشلاء تناثرت تحت دمار وخراب المنازل، ومشاهد دماء مسفوكة، وممتلكات تتصاعد منها أعمدة الدخان ولهب النيران، ومعها وفيها وبداخلها صرخات الجرحى من تحت الأنقاض، ومن بين الدمار والرماد، هذا يطلب النجدة وبجواره جثة متفحمة لفحتها ألسنة اللهب الكثيف، وآخر مرميٌّ على قارعة الطريق بنصف جسد، وغيره جثة احتزت الغارة رأسها، وذاك يتأوه عله ينهض لكن قدميه انتشلتهما غارة ثانية، وقطعتهما الشظايا، فلم تمنحاه القدرة على ذلك، إنها ليلَة مرعبة.

يهرع الأهالي لإنقاذ الجرحى، وأعداد الشهداء في تزايد تحت الأنقاض، والمسعفون لا يستبعدونَ غدر العدوِّ بغاراتٍ المعتاد منها قتل وسفك دماء المسعفين، ومعاودة القصف لذات المكان، ما أخَّرَ الانتشال للجرحى، وَزاد من نزيف الدماء.

يقول أحد شهود العيان: “هذا العدوان لم يفرق بين مواطن ولا امرأة ولا بين شيخ ولا طفل، ولا حيوان ولا مزرعة، بل كُـلّ ما وجده على الأرض مستهدف، خَاصَّة المناطق الحدودية بمحافظة صعدة ضرب باستمرار، وجرائم يومية، وشهداء وجرحى كُـلّ يوم في قرية”.

يتابع بقوله:” طيران العدوان استمر في التحليق ساعة ونصف الساعة، ونحن نريد إنقاذهم ولم نستطِع فكان الترصد يهدف لقتل المسعفين، وهذه شظايا الصاروخ وهو يرفعها بيده أمام العالم”.

استهداف المواطنين تحت أسقف منازلهم بمحافظة صعدة، واحدة من جرائم العدوان المتواصلة بحق الشعب اليمني، على مدى 9 أعوام، وجريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان، وانتهاك فاضح للقوانين والمواثيق الدولية، والشرائع السماوية، تتطلَّبُ تحَرّكات فورية لمحاسبة الجناة، وتقديمَهم لمحكمة العدل الدولية.

 

12 أغسطُس 2019.. جرح فتاة بشظايا قذائف مرتزِقة العدوان بالحديدة:

في مثل هذا اليوم 12 أغسطُس آب من العام 2019م، استهدف مرتزِقة العدوان السعوديّ الإماراتي الأمريكي، منطقة المُدَمَّن بمديرية التحيتا، محافظة الحديدة، بقذائف المدفعية.

أسفرت ضرباتُ مدفعية مرتزِقة العدوان عن جرح فتاة بشظايا، وحالة من الخوف، والتشرد والنزوح، ومضاعفة معاناة المواطنين، وفقدان الأمل بوقف إطلاق النار المتفق عليه تحت إشراف الأمم المتحدة، منذ العام 2018م، واستمرار الخروقات المتكرّرة بحق الأهالي والمدنيين.

أهالي منطقة المدمن بمديرية التحيتا ينعمون بنومهم العميق كباقي أبناء الشعب اليمني، وفي لحظات فارقة من تلك الليلة تسقط قذائف مرتزِقة العدوان على منازلهم، وتفزع أطفالهم، ونسائهم، وتجرح طفلة بشظية في كتفها، لتنقل إلى المشفى لتلقي العلاج، فيما بقية الأسرة يقرّرون النزوح وترك المنزل المتضرر.

في المشفى تقول أم الطفلة وكلها خوف ورعب خشية على طفلتها: “كنا نائمين فوق السطوح وبعد منتصف الليل سمعنا القذائف والانفجارات، ومنها قذيفة مدفعية وقعت على منزلنا وأصابت ابنتي، فخرجنا مسرعين من الحي”.

بدوره يقول والد الطفلة من جوارها في المشفى: “نعاني من مرتزِقة العدوان يوميًّا، وكل يوم 20 – 30 قذيفة على الحي، وأكثر من هذا، ومعها تسيل أرواح ودماء أبرياء”.

جريمة مرتزِقة العدوان بحق الأهالي في الحديدة، واحدة من آلاف جرائمهم المتواصلة منذ العام 2018م، ترقى لجرائم حرب، في ظل اتّفاق السويد ووقف إطلاق النار المتفق عليها، وواحدة من جرائم العدوّ منذ 9 أعوام في مختلف المحافظات اليمنية الحرة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com