الاستهدافُ الأمريكي للواقع السياسي في اليمن قبل عام 2011

“برنامجُ الأحزاب” -الذي كانت تديرُه سيدةٌ صربيةٌ- عمل على استقطاب القيادات الحزبية اليمنية وتجنيدِها لصالح المخابرات الأمريكية

كُلُّ الأحزاب والشخصيات السياسية كانت تسعى لإرضاء أمريكا من بينهم عبد الوهَّـاب الآنسي، ياسين سعيد نعمان وعبد الملك المخلافي الذين كانوا من أقربِ الأصدقاء للسفارة الأمريكية

كانت هناك علاقةٌ حميميةٌ تربُطُ الفريقَ علي محسن الأحمر بالسفارة الأمريكية خَاصَّةً بالسفير فيرستاين الذي كان يتردّدُ عليه كَثيراً، وكان بينهم زياراتٌ مشتركة كثيرة”.

كانت في البداية كُـلُّ الأحزاب تدخُلُ في حالة صراعات بإيعاز من أمريكا حتى يبقى الوضعُ السياسيُّ مهلهلاً

خبيرٌ لبناني يُدْعى علي شاهين حضر إلى اليمن؛ بهَدفِ دراسة حركة أنصار الله الناشئة وقتَها وتحَرّكاتها، وحجمها، ونشاطها وكانوا مهتمين بها كَثيراً

سعد الدين بن طالب كان من رجال المخابرات الأمريكية المركَزية وعمل على استقطاب مجموعةٍ من النواب أثناء عمله وأقام صداقاتٍ وعلاقاتٍ شخصيةً

من أبرز البرلمانيين الذين كانت لهم علاقةٌ قويةٌ وتواصُلٌ مع السفارة الأمريكية سُلطان البركاني، وصخر الوجيه، ومحمد علي الشدادي

معهدُ الـ NDI منوطٌ به عمليةُ استقطاب كبار الشخصيات وتجنيدهم وربطهم مباشرة بالسفارة الأمريكية وتحديداً بالسفير الأمريكي ونائبة السفير الأمريكي

تم استقطابُ برلمانيين للعمل لصالح المخابرات الأمريكية واستقطابُ كبار الشخصيات السياسية وربطُهم مباشرةً بالسفارة الأمريكية

برنامجُ الأحزاب عمل على إقناع الأحزاب السياسي على أن السفارة الأمريكية هي الراعي للعملية السياسية في اليمن

السفارةُ والمخابراتُ الأمريكية كانت تسعى من خلال البرنامج للحصول على السجل الانتخابي للمواطنين اليمنيين

المسيرة – خاص:

عاش اليمنُ تجربةً مريرةً من الصراع السياسي منذ سنوات عديدة، وظل الخائنُ علي عبد الله صالح متربِّعاً على عرش السلطة، مهيمناً على كُـلِّ مفاصل الحياة السياسية في البلد.

وخلال تلك الفترة وجدت الإدارةُ الأمريكية الكثيرَ من الفرص لاختراق الواقع السياسي في اليمن، مستخدِمةً كُـلَّ الإمْكَانات؛ لتحويل اليمن إلى منطقةٍ تابعةٍ للأمريكيين، ومنتهكة لسيادته.

وتُظهِرُ اعترافاتُ شبكة التجسس الأمريكي الإسرائيلية جانباً من هذا الاستهداف الأمريكي لليمن في الواقع السياسي، وهنا سنركِّزُ على ما تم من استهدافُ في المرحلة التي سبقت ثورة فبراير 2011.

 

السيطرةُ على اللجنة العليا للانتخابات:

يقول الجاسوسُ شايف الهمداني: “من البداية عمل قطاعُ الديمقراطية على تحديد الرئيس الذي يتولى إدارةُ اليمن، وذلك من خلال دعم الانتخابات الرئاسية، والسيطرة على اللجنة العليا للانتخابات“.

وفيما يتعلق ببرنامج الانتخابات، يقول الجاسوس عبد المعين عزان، الذي كان يعمل في المعهد الديمقراطي الأمريكي: “إن البرنامج كان يديره خبيرٌ يمني يُدعى مراد ظافر، وكان في الظاهر على أَسَاس أن البرنامجَ يقدم الدعم الفني للأحزاب السياسية، فيما يتعلق بالانتخابات، وكيف تشارك في الانتخابات، وتستهدف الناخبين وغيرها، وكان أَيْـضاً على أَسَاس أنه يقدم الدعمَ الفني للجنة العليا للانتخابات والاستفتاء”، مُشيراً إلى أن “برنامجَ الانتخابات لا يختلف عن غيره من البرامج، وكان له دورٌ مخابراتي، ودور خفي، حَيثُ كان من أبرز هذا الدور المخابراتي استقطابُ القيادات الحزبية التي كانت مهتمة بموضوع الانتخابات، والأهمُّ من ذلك أن السفارة والمخابرات الأمريكية كانت تسعى من خلال البرنامج للحصول على السجل الانتخابي حق المواطنين اليمنيين، تحتَ مبرّر أتمتة السجل، الذي كان ورقياً؛ ولذا كانوا يسعون للحصول على نسخةٍ من السجل الانتخابي للمواطنين اليمنيين”.

بدوره يقول الجاسوس شايف الهمداني: “إن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية عملت في اليمن مع بقيةِ المكاتب والملحقيات في السفارة الأمريكية مع اللجنة العليا للانتخابات أَيَّـام الانتخابات الرئاسية بين علي عبد الله صالح وفيصل بن شملان”، لافتاً إلى أنه “كان من ضمن الفريق المكون من مختلف أقسام السفارة الأمريكية، وكان السيد براد هانسن هو مدير الفريق، حَيثُ كلَّفه بمتابعة اللجنة العليا للانتخابات لمعرفة أن الأمورَ في عملية الانتخابات تسيرُ وفق ما تريدُه أمريكا والاطلاع على سير الأعمال والترتيبات التي تقوم بها اللجنةُ العليا للانتخابات والنزول الميداني إلى أبرز الدوائر والمراكز الانتخابية من حَيثُ عدد الناخبين، مع التركيز على الدوائر الانتخابية التي يوجد فيها الثقلُ الجماهيري الذي سيحدّد من سيفوز بالانتخابات؛ كون براد هانسن من طرف السفارة الأمريكية، ويقدم المساعدات للجنة العليا للانتخابات في هذه المهمة، التي كانت إدارةُ براد هانسن ترجِّحُ فوزَ علي عبد الله صالح بالانتخابات حينها”.

 

برنامجُ الأحزاب واستقطاب قيادات الأحزاب:

وفي سياق هذه الاعترافات يقول الجاسوس عبد المعين عزان: “عملتُ بشكل غير مباشر لصالح المخابرات الأمريكية وذلك عبر المدعو مراد ظافر الذي كان وقتها مدير البرامج، والذي كان أَيْـضاً يلعب دوراً في تهيئة الموظفين اليمنيين، وتجهيزهم للعمل لاحقاً لصالح المخابرات الأمريكية، وكان يستضيفني في البيت عنده في جلسات القات، وكان يعطيني التعليمات عن كيفية الاستقطاب، وعن كيفية الحصول على المعلومات، وعن كيفية إقامة علاقات، وحتى هو شخصيًّا فتح لي علاقاتٍ مع جهات، ومع أشخاص مختلفين”.

ويضيف: “برنامج الأحزاب الذي كانت تديره سيدة صربية خبيرة دولية تدعى “ساشا بسفيتش” وكان معها مساعدون يمنيون، وعمل البرنامج في ظاهر الأمر على أنه يقدِّمُ الدعمَ للأحزاب السياسية والقيادات السياسية اليمنية، بينما في الحقيقة عمل على استقطاب القيادات الحزبية والقيادات السياسية اليمنية وتجنيدِها لصالح المخابرات الأمريكية، وعمل أَيْـضاً على إقناع الأحزاب السياسية على أن السفارةَ الأمريكية هي الراعي للعملية السياسية في اليمن والمحكم للخلاف، والصراع السياسي بين الأطراف المختلفة في اليمن”.

وفي هذا الإطار يقول الجاسوس شايف الهمداني أن المخابرات الأمريكية كانت تقدم دعماً لأشخاص معينين في أحزاب سياسية معينة، وذلك لتقوية أحزابهم، وكان الكل يسعى لإرضاء أمريكا، فيما يتعلق ببناء العلاقة معها بأي حالة من الأحوال، فقد كانت كُـلّ الأحزاب والشخصيات تسعى إلى رضاها، مثلاً في الأحزاب السياسية الدكتور ياسين سعيد، الذي كان من أقرب الأصدقاء للسفارة الأمريكية، ومن الحزب الناصري عبد الملك المخلافي كان من أصدقاء السفارة الأمريكية ومن الأشخاص الذين كانوا يتردّدون على السفارة.. أَيْـضاً في حزب التجمع اليمني للإصلاح كان هناك عبد الوهَّـاب الآنسي وغيره ممن كنا نلتقيهم في الحفلات”.

ويواصل الجاسوس الهمداني قائلاً: “كانت هناك علاقةٌ حميمية تربط الفريق علي محسن الأحمر بالسفارة الأمريكية خَاصَّة بالسفير فيرستاين الذي كان يتردّد عليه كَثيراً، وكان بينهم زيارات مشتركة كثيرة.. أَيْـضاً كان من أهم الأهداف التي تقوم بها السفارة والوكالة بشكل عام مثل ما ذكرنا أنه كان هناك دور تكاملي بين مختلف وكالات السفارة فيما يتعلق بجانب الديمقراطية والحُكم الرشيد؛ حتى يتم الوصول إلى قرارات مشتركة تقدم الدعم أَو تقدم الفائدة الاستخباراتية على كُـلّ شيء، وذلك من خلال استقطاب هذه الشخصيات للعمل على إيجادِ حالة قلاقل بين الأحزاب السياسية” منوِّهًا إلى أن “الإصلاح لا يطيقُ المؤتمر الشعبي العام، والإصلاح لا يطيق الاشتراكي لأسباب عقائدية، وكانت في البداية كُـلُّ الأحزاب تدخل في حالة صراعات بإيعازٍ من أمريكا حتى يبقى الوضعُ السياسي مهلهلاً”.

الجاسوس عبد المعين عزان يواصلُ سرديةَ اعترافاته فيما يتعلق ببرنامج الأحزاب، وتطوير الأحزاب، مؤكّـداً أن “من ضمن المهام هي كيف تكون الأحزاب قادرةً على أن تشارك في الانتخابات وتساهم وتستقطب الناخبين وغيرها وهو عمل أَيْـضاً في ظاهره أمر جيد، ولكن من خلاله تم استقطابُ النخب السياسية الكبيرة وبالذات النخب التي كانت ترفض التعامل مع الأمريكيين”، موضحًا أن “المعهد الديمقراطي لعب دوراً في استقطاب الكثير من تلك القيادات؛ كي تعمل على دعم الأجندة الأمريكية”.

 

برنامجُ البرلمان واستقطاب البرلمانيين:

ويضيف الجاسوس عزان: “بالنسبة لعملي فقد كان في المعهد، لا سِـيَّـما برنامج البرلمان، حَيثُ كنتُ مساعِداً لرئيس البرنامج الذي كان من جنسية كندية، أَو مدير البرنامج بالأحرى كان وقتَها من الجنسية الكندية، حَيثُ عملت على أَسَاس أنه كان أولاً كان في متابعةٍ لجلسات مجلس النواب بشكل يومي وما هي الجلسات، وكنت أعمل عليها ملخَّصات، سواءً من الأخبار ولاحقاً من خلال صحفيين كانوا يعملون داخل مبنى المجلس، وحتى من نواب كنت أتصل بالنواب نيابةً عن الشخص الكندي هذا المدير الكندي أتواصل معهم وأكون على اتصال أبلغهم إذَا هو بحاجة يريد منهم معلومات في مجال معين أَو في شيء معين”.

ويزيد: “أثناء عملي في المعهد الديمقراطي وتحديداً في برنامج البرلمان كان مراد ظافر، وخبير لبناني يدعى علي شاهين كان قد حضر لليمن كانوا يدرسون بدرجة أَسَاسية ظهورَ الحركة الناشئة وقتَها حركة “أنصار الله” وتحَرّكاتها، وحجمها، ونشاطها وغيرها، مهتمين بها كَثيراً، وأنا ساعدتُ أَيْـضاً في الدراسات التي كانوا يعدُّونها والتقارير التي كانوا يعدونها عن حركة أنصار الله في ذلك الوقت”.

ويضيف: “فيما يتعلَّقُ بعملي في برنامج البرلمان في المعهد الديمقراطي عملتُ لفترة أولاً تحت إشراف هذا السيد الذي كان اسمه كارلو بيندا، لاحقاً كارلو راح وتم ترقيتي أنا كمسؤول على برنامج البرلمان، واستمررت في إدارة برنامج البرلمان تقريبًا لنهاية نصف العام 2009 وكان برنامج البرلمان استقطب مجموعةً من البرلمانيين عن طريق شخص كان يعمل كنائب لمدير البرنامج لفترة هو كان برلمانياً سابقًا يُدعى سعد الدين بن طالب، وكان عضوَ برلمان لفترة قبل أن ينضمَّ للمعهد، وأثناء عمله وهو من العاملين وهو من رجال المخابرات الأمريكية المركَزية وعمل هذا الشخص على استقطاب مجموعة من النواب أثناء عمله وعمل صداقات وأقام صداقاتٍ شخصية وعلاقات شخصية”، موضحًا أنه “حتى بعد أن انضم للمعهد الديمقراطي كان يستضيف البرلمانيين هؤلاء في بيته، واستغل الصراع بين السلطة والمعارضة في ترويج أن أمريكا تساعدهم في الوصول إلى السلطة”، مؤكّـداً أنه استطاع أن يجنّد مجموعة من البرلمانيين من خلال الدعوات في البيت، ومن خلال الورش والندوات التي كانت تعقد داخل أروقة المعهد الديمقراطي.

ويقول الجاسوس عزان: “من الأعمال المخابراتية التي قمت بها استقطاب البرلماني عبد المعز دبوان، والذي من خلاله حصلت على معلوماتٍ كثيرة وعلى مواقع كثيرة استخدمت بعضها فيما يتعلق بالجانب النفطي في اليمن، والعمل للشركات النفطية والاستكشافات النفطية وغيرها، كما حصلت على معلومات كثيرة من هذا الجانب بحكم علاقاته أَيْـضاً هو كنائب كان يستطيعُ الحصولَ على هذه المعلومات من زملائه وغيرها وكنت أرفعُها لمسؤولةِ مكتب اليمن داخل إدارة المعهد الديمقراطي في واشنطن وَاسمها لي كاثرين مايلز التي لاحقاً لما أصبحت أنا مشرفًا على البرنامج ومسؤولًا على البرنامج كنت أتعامل معها بشكل مباشر وأكتب لها تقارير وأرفع لها تقارير عن البرلمان اليمني وعلى الوضع في البرلمان اليمني وبعض التقارير وخُصُوصاً فيما يتعلق بالجوانب النفطية وخُصُوصاً فيما يتعلق بجوانب الاستكشاف والتنقيب وغيرها بشكل مباشر إلى عندها.

أما الجاسوس عبد القادر السقاف فيقول: “إن الدورَ السلبي للسفارة الأمريكية فيما يتعلق بالبرلمان اليمني، ومثلاً في تكثيف اللقاءات مع أعضاء البرلمان الذين هم فاعلون وإقامة علاقات واسعة؛ لكي يتم التعارف بينهم بشكل أوثق وَيتبادلون الآراء ويقدِّمون لهم أَيْـضاً بعض الأساليب”، منوِّهًا إلى أنهم “بهَدفِ كسبهم كانوا يرسلونهم إلى أمريكا للمشاركة في دورات، وَفيما يتعلق بمجلس النواب، كانت تتم دورات زيارات إلى مجلس النواب الأمريكي عبر برنامج الزائر الدولي، ويتم بعد ذلك توثيق العلاقة واللقاءات والربط”.

ويشير إلى أن “السفارة الأمريكية أثناء تنفيذ الأنشطة السنوية كانت حريصة على دعوة البرلمانيين، ويتم من خلالها عقد اللقاءات المكثّـفة والتواصل والربط، والتنسيق مع هؤلاء بما يتم تناوله في البرلمان، وتمرير ما يطلبه الأمريكيون، فيما يتعلق إذَا كان هناك قروض، أَو شراء أسلحة، أَو اتّفاقيات، بخصوص ما يتعلق بمجال الأمن وَمكافحة الإرهاب، وفي المجالات الاقتصادية، وغيرها؛ بمعنى يمرِّرون المشاريع التي هي لصالح الأمريكيين، ويتم عرقلة واعتراض المشاريع الأُخرى التي ليست لصالح الجانب الأمريكي”.

ويبيِّن أن من أبرز البرلمانيين الذين كانت لهم علاقة قوية وتواصل مع السفارة الأمريكية سلطان البركاني، وصخر الوجيه، ومحمد علي الشدادي، لافتاً إلى أن اللقاءات كانت تتم في منزل محمد علي الشدادي.

وأوضح أن من ضمن اللقاءات التي تمت مع المسؤولة السياسية في السفارة الأمريكية لقاء محمد الحزمي وهاشم الأحمر وعُثمان مجلي الذي كان يحضُرُ اللقاء في السفارة مع السفير مباشرة عن طريق مراسيم السفارة.

ومن الأعضاء الآخرين الذين كانت لهم لقاءات مع السفارة شوقي القاضي الذي كان عنده منظمةٌ لتدريب خطباء المساجد حسب ما يقولون، وكان علاقته مع الملحقية الإعلامية في قسم مبادرة الشراكة الشرق أوسطية (ميبي)؛ بهَدفِ القيام بدورات تدريبية للخطباء، حَيثُ كان يعطى له مثلاً نوع من المنحة المالية لتسيير هذه المنظمات فكان هذا مع الملحقية الثقافية والإعلامية في ذلك القسم يتواصل وموجود.

ويواصل الجاسوس السقاف في سياق اعترافاته: “رئيس كتلة برلمان الإصلاح زيد الشامي ونائبه عبدالرزاق الهجري، كانت لهم لقاءات مع الملحق السياسي، وَلقاءات مع مكتب في مقر الإصلاح حول أمور البرلمان يعني وأمور الحزب”.

 

مشاريعُ الوكالة الأمريكية:

وبالنسبة للمشاريع التابعة للوكالة الأمريكية للتنمية، وأي مشاريع غربية تابعة للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الغربية يقول الجاسوس هشام الوزير: “إن جميع المشاريع تأتي دائماً تحت يافطة تقديم المساعدات للبلاد، والشعب، وَهذه جزئية لكنها تتضمن جزئية أهم وأخطر وهي الجزئية الخفية الخَاصَّة بالعمل الاستخباراتي الخاص بكل من هذه المشاريع مهما اختلفت مجالاتها”.

ويضيف: “على سبيل المثال معهد الـ NDI منوط به عملية استقطاب كبار الشخصيات وتجنيدهم وربطهم مباشرة بالسفارة الأمريكية وتحديداً بالسفير الأمريكي ونائبة السفير الأمريكي، بحيث يُدارون من هؤلاء مباشرة ويوفرون المعلومات لهم لصالح الـ CIA مباشرة التي هي أهم قسم موجود في السفارة، وأهم وكالة من الوكالة الأمريكية فيما يخص صياغة السياسات الأجنبية الخَاصَّة بأمريكا”.

ويشير إلى أنه كذلك يناط بالمعهد عملية الاستقطاب وإدارات الشخصيات الإعلامية، وشخصيات منظمات المجتمع المدني وشخصيات المرأة والشباب، وهؤلاء يدارون عادة من قبل الدبلوماسيين الذين هم يكونون أمريكيين رؤساء الأقسام المعنيين بهذا الموضوع مثل رئيس القسم السياسي والاقتصادي أَو المسؤولين السياسيين هناك أَو رئيس القسم الإعلامي، لافتاً إلى أن “هؤلاء يدارون من قبله، ويرتبطون بشكل مباشر به، يوفرون المعلومات لهم وتُرفَعُ مباشرة إلى قسم الـ CIA في السفارة”.

ويبيِّن أن “مشروعَ RGP كذلك كان معه عمل مشابه هو يعمل على عملية توفير شبكات عمالة تابعة للأمريكيين في مختلف الجهات التي كان يعمل فيها تحت مسمى بناء القدرات، سواءً في رئاسة الجمهورية مثلاً أَو في رئاسة الوزراء، من خلال تجنيد مديري الدوائر، وَمن خلال تجنيد نائب المدير، وَمن خلال تجنيد مدير مكتب رئيس الوزراء، وَمن خلال تجنيد المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء، ويتم ربطهم بمدير المشروع الذي يربطهم بمباشرة بكل من مدير الوكالة، ونائبة مدير الوكالة، وهؤلاء هم من يديروهم مباشرة لصالح قسم الـ CIA وتُؤخذ المعلومات منهم بشكل مباشر”.

 

استقطابُ المعارضة:

ويوضح الجاسوس شايف الهمداني كيف كانت المخابرات الأمريكية تعمل على استقطاب المعارضة اليمنية، مُشيراً إلى أنه كانت توجَّـهُ إليهم دعوات لحضور حفلات السفارة المختلفة، حَيثُ كانت تأتي معظمُ الشخصيات السياسية إلى تلك المناسبات.

ويضيف: “كان أَيْـضاً يتم إرسال هذه الشخصيات في برامج تتعلق بتبادل الزيارات مع الولايات المتحدة الأمريكية، وَكان يأتي إلى هذه الزيارات، ويقوم بهذه الزيارات عدة شخصيات لها وزنُها السياسي، ولها وزنها الاقتصادي، ولها وزنها الاجتماعي من مختلف شرائح المجتمع في اليمن؛ فمثلاً في جانب القضاء كان هناك شخصيات من مستوى قاضٍ في استئناف، حتى وصل إلى مستوى قاضٍ في المحكمة العليا، ضمن الأشخاص الذين شاركوا في برنامج الزائر الدولي”.

ويواصل: “أيضاً كان هؤلاء الأشخاص على صلة وثيقة بالملحقية الثقافية الأمريكية والسفارة الأمريكية بشكل عام، وكانوا مصدر بيانات ومصدر معلومات خَاصَّة فيما يتعلق بجانب القضاء وسَنِّ القوانين، حَيثُ تكون لهم معرفة مسبقة وَأَيْـضاً يكون لهم تأثير عليها”.

وفيما يتعلق بموضوع الجانب السياسي كان يتم استقطاب عدد من الشخصيات السياسية، من خلال العمل عن قُرب مع النخب السياسية، وذلك من خلال عملية الاستقطاب وإشراكهم فيما يتعلق ببرامج التبادل، وتبادل الزيارات مع الولايات المتحدة الأمريكية كأحد الوسائل، فكانت هذه أحد وسائل بناء العلاقات وبناء الشخص ليكون مصدر معلومات ومصدر بيانات وعينًا لأمريكا سواءٌ أكان على المستوى الحكومي أَو على مستوى المعارَضة أَو على مستوى المجتمع المدني واسم منظمات المجتمع المدني والحقوقي وفي الصحافة وفي القانون، وَفي الجانب الأكاديمي، وَفي الجامعات وغيرها، فقد كان يتم الاستثمارُ في هذا الجانب كَثيراً.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com