محورُ المقاومة ما بين حسابات التنفيذ وأبعاد الانتظار للتأكيد
عبدالجبار الغراب
أوجدت همجيةُ الأفعال الإجرامية الوحشية والحماقات القذرة والمتكرّرة التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق سكان قطاع غزة واستخدامه للغباء المتواصل في إشعاله للصراع العسكري على المستويين الإقليمي والدولي بجعله من ورقة الاغتيالات بديلًا لنصر فشل في تحقيقه على مدى عشرة شهور كاملة من حربه الإجرامية علي قطاع غزة؛ وإشعاله للنيران لتتصاعد بذلك حدة الصراعات وبمستوياتها الكبيرة في الشرق الأوسط بالذات والتي قد تنفجر معها الأوضاع فيصعب على الجميع بعد ذلك تجنبها أَو حتى إيقافها.
هذه الحماقات الإسرائيلية الفاشية وبمختلف مقاييسها الإجرامية وبعبثية اتِّخاذهم للقرارات العسكرية والجبانة في إطالتهم لحرب الإبادة على قطاع غزة بارتكابهم للمزيد من المجازر الدموية بحق الفلسطينيين وبصعوبة تحقيقهم للأهداف في القضاء على حركة حماس وإعادتهم للأسرى وباستحالته إحرازهم للانتصار كان لهم اللجوء لأوراق أُخرى ولمسارات تصعيدية في إشعالهم لفتيل الصراع في المنطقة بفعل إقدامهم الجبان على اغتيال القادة الكبار بمحور المقاومة لتصويره كجزء من نصر يتم تسويقه لجمهورهم المتصاعد غليانه والمطالِبِ وباستمرار برحيل نتنياهو وإيقاف الحرب واستعادة الأسرى.
أخذت الأحداث الأخيرة والتي أشعلتها الحماقات الإسرائيلية باغتيالها لقادة في محور المقاومة في تسارعها الكبير وإظهارها لهرولة الأمريكيين على وجه التحديد ومعهم الغرب في إصرارهم المتزايد لإنقاذهم للكيان الغاصب، ومن عدة أوجه ومسارات مختلفة كان استقدامهم للحشود العسكرية والضخمة للدفاع عن الكيان من الردود القادمة لمحور المقاومة وتشديدهم ودعوتهم للعودة إلى المفاوضات وبحثهم الكاذبِ عن طرق قد تؤدي إلى إيقاف الحرب في غزة وكلها مسارات واضحة ما كانت لها الحدوث والاتّفاق عليها من كُـلّ القوى الغربية.
التواجد العسكري الكبير للأمريكان والذي لم يسبق في الوجود وَهكذا انتشار وإرسالهم للمبعوثين إلى أغلب دول المنطقة وهرولتهم بالقيام بالعديد من الجولات والمباحثات واتصالاتهم الدائمة وزيارتهم بما فيها لدول محور المقاومة من إيران إلى لبنانَ ووساطات كبيرة قدموها إلى اليمنيين وحثهم على خفض التصعيد.. كلها محاولات ومخاوف هم على معرفة بها وإدراك بالقدرة والكفاءة والإمْكَانيات لدى محور المقاومة على توجيه ضربة كبيرة للكيان، وما التحَرّكات والمساعي الحثيثة للأمريكان وتواجدهم في المنطقة وبأعلى المستويات ما هي إلَّا محاولات مُستمرّة ومتكرّرة لإنقاذهم للصهاينة من الردود العسكرية الحتمية والقادمة من محور المقاومة.
التأخير في الردود من قبل قوى محور المقاومة ما هو إلا للدراسة والتمهل والانتظار للأخذ بكل الاحتمالات خُصُوصاً بعد جولة المفاوضات، وهذا له أسبابه المباشرة والتي أعطت ترجيحًا للانتظار الطبيعي من قبل محور المقاومة وهم من أدخلوا ونجحوا في إيجادهم للضغط العسكري على الكيان لقبوله بالمفاوضات بفرضهم لحتمية الرد؛ لكي لا تكون ورقة للصهاينة يتحججون بها وبعدها سيكون لكل حدثٍ حديثٌ وما قاله القادة سيتم تنفيذُه.
حسابات التنفيذ للردود من قبل محور المقاومة هي محسومة القرار وقادمة لا محالة وترك الانتظار له أبعاده الأَسَاسية للتأكيد على معاقبة الكيان وجعله في دوامة عدم المعرفة متى يحين موعد الرد.
أبعاد الانتظار لتنفيذ الرد صبت في مصلحة حركة حماس بامتلاكها لورقة ضغط عسكرية قوية في المفاوضات وهي ورقة الردود القادمة والمنتظرة من قوى محور المقاومة، وأَلَّا يكون الرد السريع ذريعةً لهم لإفشال المفاوضات وهو ما تتمناه أمريكا والغربُ ومعهم الأدواتُ من الأعراب المتصهينين.