شريعةُ القرآن توجبُ رَدَّ العدوان بمثله والجرم على مستحِلِّه

ق. حسين محمد المهدي

مما لا ريبَ فيه أن من تعدى على جيرانه وذويه تناهى في ظلمه وتعديه.

ومن سَلَّ سيفَ البغي أغمده الله في رأسه، ولم ينل ما يشتهيه ويبتغيه.

فمن أسَّس أَسَاسَ الشر أسَّسه على نفسه، وساقه بغيه إلى حتفه.

إن أخسر الناس مَن أخذ الناس بغير حق، وأنفق المال على غير مستحق، وحاق به مكره، (ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله) (ومن بُغِيَّ عليه لينصُرَنَّه الله) هكذا جرت سنة الله في خلقه، (ولن تجدَ لسنة الله تبديلا).

ولئن تماهت دولٌ في حصارها على اليمن وبغيها على أصحاب الحكمة والفطن، وسعيها في زرع الفتن، وتخريب اقتصاد اليمن، وظلم أبنائه؛ طمعًا في نهب ثروته، واستعباد أهله؛ خدمةً للصهيونية اليهودية الأمريكية، وتحقيق مآربها في طمس معالم الدين، وإضعاف شوكة المسلمين، ويأبى الله والمؤمنون ذلك.

فقد ظهر كبيرُ كيدهم، وعظيمُ مكرهم، وقُبْحُ بغيهم، وسوءُ سيرتهم، وإصرارُهم على الأفعال التي تجلب المذام، وتخالف شريعة الإسلام.

فالاعتداء على القرابة والجيران مذمومٌ في الجاهلية والإسلام.

إن الغلظة والجفوة والقسوة قد أشار إليها نبيُّ الإسلام على سبيل التحذير من قرن الشيطان الذي ظهر في أهل الشعر والوبر، رأس التحالف المشؤوم إشارة من النبي “عليه وآله الصلاة السلام” هي من إعلام نبوته.

لقد صرح عليه “صلى الله عليه وآله وسلم” بأنه: “من هاهنا يطلع قرن الشيطان” فأظهر مؤاذاتِه لبني الإنسان، وهو متمادٍ في البغي والعدوان على الجيران يمن الإيمان.

وقد صح أن النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” أنه قال: (لا يؤمنُ من لا يَأمَنُ جارُّه بوائقَه) وفي رواية (لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه).

إن صبر اليمنيين بلغ حده ومنتهاه، فكم من دماء بريئة سُفكوها بغير حق، وكم من مساجد هدموها على رؤوس المصلين، وكم من صالات أعراس قصفوها وهي مكتظة بالآباء والبنين، فحوَّلوا الأعراس إلى أتراح!

وكم من ديار هدموها، وأطفال ونساء قتلوها، ومع ذلك حاصروا اليمن جوًّا وبحرًا وبرًّا وظلموها، واستولوا على عائدات النفط فيها، ولم يرعوا حق الجوار، وكأنهم لم يصيخوا أسماعهم إلى قول العزيز الجبار الكبير المتعالي: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجُنُبِ والصاحب بالجنب… إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا).

وها هم لا يزالون مصرين على غيهم في حصارهم لليمن، مع أن اليمن بقيادة قائد المسيرة القرآنية السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي “حفظه الله” وأنصار الله تمتلك من القوة الإيمَـانية والعسكرية ما لا تمتلكه هذه الدول المعربدة في غيها، ولديها القدرة على ضرب مصالحهم، وتعطيل اقتصادهم.

وإذا لم يقلع هؤلاء عن غيهم فيوشك أن تذهب دولتهم، وتكسر شوكتهم.

إذ من غير المعقول أن يظل حصارهم ومنعهم للمرتبات المستحَقَّة لأبناء اليمن والتعويضات التي يجب عليهم سرعة المبادرة بها إلى أَجَلٍ غير مسمى؛ فذلك قتال وحرب، والله سبحانه وتعالى يقول: (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم)

ولن ينفع هؤلاء تحالفهم مع أمريكا واليهود؛ فهذه قوة أنصار الله تهزم الصهيونية في البحرَينِ العربي والأحمر وتفرض حصارًا على اليهود؛ فثوبوا إلى رشدكم، وانتبهوا من غفلتكم.

واعلموا أن خطر الصهيونية اليهودية عليكم وعلى الأُمَّــة الإسلامية كافة قائم، فاجعلوه نقطة البدء، واحشدوا طاقاتكم لمناصرة القضية الفلسطينية، وضعوا يدكم في يد أنصار الله، وأعلنوا تراجعكم وتوبتكم عما أحدثتموه من المنكر والفساد في يمن الإيمان والحكمة قبل نفاد الوقت، ومجيء الرد، (فجزاءُ سيئةِ سيئةٌ مثلُها) (ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم).

إن أنصار الله وأبناء اليمن رغم الجراح يسوءهم ويؤسفهم أن يتندر بكم عدوهم وعدوكم المشترك من ساسة الصهيونية اليهودية وأنتم صامتون على إهانتهم لكم.

فقد آن الأوان أن تستيقظ هذه الأُمَّــة وترفع راية الجهاد ومناصرة الشعب الفلسطيني (ولينصرن الله من ينصره أن الله لقوي عزيز).

العزة لله ورسوله والمؤمنين، والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين، ولا نامت أعين الجبناء.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com