الشيطانُ الأكبر لن يفلحَ في إفساد حياة أهل الإيمان
ق. حسين محمد المهدي
الشيطان هو العدوّ الأول للإنسان؛ باعتبَار سعيه إلى إحباط العمل الصالح للإنسان والإضرار به؛ فهو الذي يزيِّن ما تهوى إليه النفوس وتميل إليه من حب فاحشة الجنس وَالسعي إلى اكتساب المال الحرام والاستيلاء عليه، والحرص في الوصول إلى السلطة بغير حق، والتطلع إلى الجاه؛ مِن أجلِ الاستعلاء على الناس، والميل إلى الطغيان والتسلط على الناس؛ لهذا حذَّر الله من عداوته فقال: (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوًّا إنما يدعو حزبه ليكون من أصحاب السعير).
الشيطانُ هو الذي يغري بالعداوة والبغضاء بين الناس بين طوائف الأُمَّــة وجماعاتها وأفرادها، حتى بين الأخ وأخيه، وبين الرجل وزوجته.
الشيطان يطلقُ في اللغة على كُـلّ عات مفسد متمرد من الإنس والجان، فقد سُمِّيَ الشيطانُ شيطانًا لتمرده وبُعده عن الحق.
فشياطين الإنس والجن تتجه عداوتُهم لصالحي الأُمَّــة واوليائها، وفي المقدمة الأنبياء، دَلَّ على ذلك قول الحق تبارك وتعالى: (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوًّا شياطين الجن والإنس يوحي بعضُهم إلى بعض زخرفَ القول غرورا)؛ بمعنى أنهم يزيِّنون للناس المنكرات، ديدنُهم الحرصُ على إفساد أعمال الإنسان الصالحة، ويزيِّنون للناس الأعمال الخبيثة، ويزينون لأهل الباطل إشعال الحروب والفتن
وقد حكى الله في القرآن العظيم تزيينَ الشيطان لقريش بمحاربة رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” دل على ذلك قول الحق سبحانه (وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس فلما تراءت الفئتان نكص على عقبَيه وقال إني بريءٌ منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب) هذا دأب الشيطان وعمله.
وهكذا شياطينُ الإنس والجن تسعى نفوسُهم الشريرة إلى إيقاد نيران الحروب بين الأمم لتهلك الحرث والنسل، وتأتي على الأخضر واليابس.
وفي عصرنا هذا نرى أن أمريكا الصهيونية اليهودية وأذنابها في أُورُوبا وإخوانها من الشياطين قد حملوا مجموعة من اليهودي إلى أرض العرب والمسلمين ليحتلوها فأوقدوا نار الحرب، وزينوا لأتباعها أن لا غالبَ لهم وسعَوا بكل طاقاتهم السياسية والثقافية والعسكرية لسفك الدماء البريئة في فلسطين وغيرها، ومحاولة نشر الرذيلة والترويج للعهر والمجون والفاحشة في مراكز الترفيه الذي شجّعوا بعض الساسة المنحرفين إلى غرس شجرة الفتنة وحشو جذورها في مناطق العرب والمسلمين وحرمهم الأمن، ومحاولة بث الفساد وإشاعة الفاحشة بين المؤمنين ليفسدوا عليهم دينهم وسعادتهم، وهذه الجمهرة من الجواسيس الذي يعج العالم بهم من الذي زين لهم كُـلّ هذه الأفعال المنكرة إنه الشيطان الأكبر الذي يزين لبعض الدول إدخَال الرذيلة عن طريق مراكز الترفيه والمجون، إنه الشيطانُ الأكبر الذي زين لليهود سفك دماء الفلسطينيين واحتلال أرضهم ومقدساتهم وحب إشاعة الفاحشة في المؤمنين (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذابٌ أليم في دنيا والآخرة).
ولقد جاء الإمامُ الخميني -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- بعد أن هرول بعضُ ساسة العرب إلى (كامب ديفيد) مطبِّعين علاقتَهم مع اليهود مغترين بتزيين أمريكا لهم ذلك، فوصف الإمامُ الخميني -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- أمريكا وما تشنه من الحروب العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية بالشيطان الأكبر، أي الشيطان الأكبر من الإنس.
وهو وصف دقيق ينطبق على ممارسة الشياطين وأفعالهم، وإشهار عداوتهم لأهل التقوى واليقين.
أليس أمريكا وحلفاؤها من أشعل الحرب في اليمن وَالعراق وأفغانستان وفي السودان.. وفي فلسطين وهذه دماء الفلسطينيين تجري أنهارًا.
فشياطين الإنس والجن ديدنُها المكرُ والخديعة، وإيحاء زخرف القول غرورًا وإشعال الحروب، فاتباعُ خطوات أمريكا الصهيونية وأذنابها في إشاعة الرذيلة والمِثلية واحتلال شعب فلسطين وسفك دماء أبنائه هو اتباع لخطوات الشيطان، وحكم الله ونهيه عن اتباع خطوات الشيطان مما لا يخفى على ذي لب من بني الإنسان، وَالحق سبحانه وتعالى يقول: (ومن يتبع خطوات الشيطان فَــإنَّه يأمُرُ بالفحشاء والمنكر).
فالشيطان الأكبر وأتباعُه هم الذين يلوحون بإفقار الناس وحصارهم إذَا لم يصغوا إلى فتنة الشيطان وظلمه في مختلف بلدان العالم وشاهد ذلك ماثل للعيان فيما فعلته مع إيران تحت مبرّر أن إيرانَ تريد صنع قنابل نووية ذلك خدمة للصهيونية اليهودية وكذا ما فعلته مع اليمن والعراق وغيرها.
وتأمل أخي المسلم قول الحق سبحانه وتعالى: (الشيطان يَعِدُكم الفقرَ ويأمُرُكم بالفحشاء).
فهل آن لهذه الأُمَّــة أن تقلعَ عن عبادة الشياطين من الجن والإنس، فاتباع طرقهم كفرٌ وضلال، وعبادةٌ لغير الله الكبير المتعال (ألم أعهد إليكم يا بني آدم أنْ لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين).
فالعبادة تعني الطاعة؛ فمن أطاع الشيطان فقد عبده، ومن أطاع الله فقد عبده.
وليعلم العالَمُ أنه قد جَــدَّدَ للدين السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي “حفظه الله” فريضةَ الجهاد بإعلانه الحربَ على الصهيونية اليهودية وتطويقها بالطائرات والمسيَّرة والصواريخ المجنحة في البر والبحر نصرةً لدين الله ولكتابه، ودفاعًا عن مقدسات المسلمين وعن مظلومية الشعب الفلسطيني المسلم الأبي طاعة لله وامتثالًا لأمره في جهاد الكفار والمنافقين واتباع الشياطين، وكان ذلك فخرًا للعرب والمسلمين مؤيدًا بنصر الله وبجنده الغالب من أنصار الله أبناء يمن الإيمان والحكمة يعضدُهم من لبنان والعراق حزب الله بقيادة سماحة السيد حسن نصر الله ويدعمهم قائد الثورة الإسلامية في إيران الإمام علي الخامنئي “دام ظله” والحرس الثوري الإسلامي من أهل الشدة والنجدة، محتسبين ذلك إعلاء لكلمة الله ونصرة المظلومين في فلسطين..
فالحربُ بين الشيطان الأكبر أمريكا رائدة الصهيونية العالمية والأمة الإسلامية وأحرار العالم قائمة والجهاد فريضة لازمة على الأُمَّــة الإسلامية حتى يتم تحريرُ فلسطين وإرغام الشيطان الأكبر على التسليم لأوامر الله والاحتكام لشرعه فَــإنَّه لا بُـدَّ من تحرير أمريكا وأُورُوبا من هذا الكابوس الصهيوني اليهودي الذي جثم على الإنسانية كلها، وما ذلك على الله بعزيز.
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين، ولا نامت أعين الجبناء (ولينصرن الله من ينصره، إن الله لقوي عزيز).