بين الخِذلان العربي وحماقة العدو.. الردُّ قادم والقرارُ حاسم
شهاب الرميمة
تتوسَّعُ رقعةُ الحرب؛ بسَببِ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والهجوم الوحشي دون اكتراث لأحد بكل الوسائل الإجرامية والأساليب الهمجية بأبشع صورها
ما حدث في قطاع غزةَ ويحدُثُ حتى اللحظة من جرائم ارتكبت على مرأى ومسمع العالم ولم تكن غائبة عن وسائل الإعلام المرئية والمسموعة.
تباينت التحَرّكات والمواقف “العربية والدولية والتصريحات الأممية وما يسمى بمنظمات حقوق الإنسان.
مواقف وتصريحات خجولة لا ترقى إلى مستوى ما يمكن اعتبارها مواقفَ لها أثرُها فيما يشكّل ضغطًا قويًّا على العدوّ لإيقاف جرائمه.
الأنظمة والحكومات العربية كانت مواقفهم جبانة، وذليلة ومُجَـرّدة من الإنسانية وبعيدة عن القيم والمبادئ العربية الأصيلة والمسؤولية الدينية.
التحَرّكات والمواقف الشجاعة “لمحور المقاومة “والحضور الفعلي صنعت المتغيرات في المنطقة وأثّرت بشكل كبير على العدوّ وشتت قوته وتوهمه باستفراده بغزة.
اليمن يمثّل رأس حربة المحور في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم، والعصا الغليظة التي قصمت ظهر العدوّ وشلت حركته الاقتصادية وأربكت تحَرّكاته العسكرية وفرضت عليه حصارًا خانقًا من بوابة البحر الأحمر.
وبخطى ثابتة تنامت مراحلُ التصعيد المساندة لغزة من المرحلة الأولى إلى المراحل الأُخرى -حسب المعطيات والنتائج والتأثير- والتي كان لها دورٌ كَبيرٌ في تغيير قواعد المعركة لصالح فصائل المقاومة؛ ما دفع الأمريكي والبريطاني للتواجد والحضور المباشر، في دعم وإسناد وحماية العدوّ لتحقيق أهدافه المزعومة في فرض السيطرة الكاملة على غزة عسكريًّا وميدانيًّا، والقضاء على فصائل المقاومة من جهة ولإنقاذ كيانهم الهشِّ من الانهيار الاقتصادي والفشل العسكري من جهة أُخرى، عبر تشكيل تحالفات دولية للقيام بعمليات عسكرية أبرزها ما سمي “حارس الازدهار” وهي إنما حارس الكيان؛ لحماية السفن الإسرائيلية أَو المرتبطة بالشركات الداعمة له والواصلة إلى موانئها وما أعلن حديثًا من إفلاس أكبر موانئ العدوّ الاستراتيجية.
إضافة إلى عمليات تهدفُ إلى استهداف القدرات العسكرية اليمنية وإضعافها مشرعةً ومباشِرةً عدوانَها على اليمن؛ ظَنًّا منها أنها ستحول دون استمرار العمليات المساندة من قبل القوات المسلحة اليمنية بكل تشكيلاتها ووحداتها العسكرية ومن قبل الشعب اليمني والذي كان وما زال يمثل الحضور الأكبر في الساحات والخروج بمظاهرات مليونية أسبوعية وفعاليات وأنشطة وندوات بصورة مُستمرّة وزخم أكبر استجابة لدعوة قيادته الشجاعة والحكيمة.
الحضور المباشر للأمريكي وحلفائه والتغيرات استدعت من القيادة التوجيه بضرورة العمل على تطوير القدرات العسكرية بما يتناسب مع المرحلة والمتغيرات على الساحة.
وبتوفيق الله التصنيع العسكري اليمني يسدل الستار عن امتلاك صواريخ فرط صوتية وزوارق مسيرة وأسلحة متنوعة ومتطورة صناعة يمنية.
ليأتي أمر الله وإذنه إلى الذين يقاتلون بالرد على هذه التحالفات وأن الله على نصرهم لقدير بعمليات أشد بأسًا وأنكى من سابقاتها.
مشهدٌ تجلَّت فيه الرعاية الإلهية في صنع المعجزات، تغرق بوارج العدوّ وحاملات طائراته في البحر وتذل قُوَى الهيمنة والاستكبار كما فعل بفرعون وجنوده.
مع استمرار الكيان الإسرائيلي في ارتكاب المزيد من الجرائم الوحشية المروعة بحق أبناء غزة، تعلن القيادة اليمنية المتمثلة في السيد القائد “عبد الملك بدر الدين الحوثي” انطلاق المرحلة الخامسة من مراحل التصعيد المساندة لغزة مثلت حدث مهم وَانعطافه محورية غيَّرت كُـلّ مجريات المعركة، بعملية عسكرية نوعية في قلب يافا المحتلّة والتي يسميها العدوّ المحتلّ “تل أبيب” بطائرة مسيرة “يافا” متعددة المهام؛ شديدة البأس، اخترقت كُـلّ وسائل وأنظمة الرادارات وأجهزة الرصد الحديثة ومنظومات الدفاع الجوي دون أن يتم اكتشافها.
مسيرة “يافا” يمنية الصنع؛ فلسطينية الاسم؛ عربية الهُــوِيَّة أعاد اسمها الاسم التاريخي للمدينة الفلسطينية المحتلّة، والذي ربما قد طمس وغيب اسمها التاريخي عن كثير من المدونين والنخب الفكرية والسياسية وعن المناهج التعليمية العربية وعن ذاكرة الكثير من الأعراب.
لقد كانت لهذه العملية وقعها وأثرها فالعدوّ الإسرائيلي بدأ متخبطًا غير مدرك لما بعد هذه العملية؛ ما دفعه التصرف بحماقة وتهور لمحاولة ترقيع سُمعته وهيبته العسكرية وحفظ ماء وجهه القبيح المهدور تحت أجنحة مسيرة يافا، مرتكبًا جريمته المشهودة والاستعراضية باستهداف خزانات شركة النفط بميناء الحديدة وإشعال النيران فيها.
غير أنه إنما أشعل نار الغضب اليماني المرتقب؛ في الإعداد والتحضير لرد مدروس والتي ستحرقه في عقر داره عما قريب.
وهذا وعد الله ووعد السيد القائد والمعلَن بقوله:
“الرد على استهداف الحديدة آتٍ حتمًا، وله مسارُه وتجهيزاته وتكتيكه وإمْكَاناته المخصصة لذلك”.
الكيان بتخبطه ذهب لتوسيع نطاق المعركة في المنطقة وَبإيعاز من الأمريكي والذي أعطاه الضوء الأخضر ووفر له الغطاء الاستخباراتي لارتكاب الحماقة الكبرى باستهداف واغتيال رئيس حركة حماس القائد “إسماعيل هنية” داخل الأراضي الإيرانية في انتهاك صارخ للسيادة الإيرانية وأمنها عشية انتهاء مراسم تنصيب رئيسها المنتخب
عملية غادرة وجبانة تأكّـد تمادي العدوّ الصهيوني في غيه وصلفه والذي كان قد ارتكب قبلها بساعات جريمة اغتيال القائد في حزب الله المجاهد “فؤاد شكر” في ضاحية بيروت في لبنان
جريمتان في يوم واحد قام العدوّ بارتكابها وبنفس الأهداف، وما سبقها من عملية استهداف خزانات الوقود في ميناء الحديدة اليمنية.
استراتيجية خاطئة وغير مدروسة ولا محسوبة العواقب، أراد العدوّ من خلالها إيصال رسائلَ عدة للمقاومة في غزة بشكل خاص باستهداف قياداته والقضاء عليها وأُخرى لمحور المقاومة أنه يمتلك الجرأة لكسر شوكة المحور وضربها متى شاء.
لم يدرك العدوّ بأن هذه الخطوة التي أقدم عليها إنما هي بداية النهاية والزوال لكيانهم الواهن وأوهن من بيت العنكبوت
وبداية وعد الآخرة والرد المحتوم وإن تأخر؛ وهو ما بات العدوّ يترقبه بخوف وقلق لم يسبق له ذلك.
العالم في حالة ترقب للرد وساعة الانتقام وعلى يد المحور والذي يجري التحضير والإعداد له في سياق مدروس ليكون مفاجِئًا وموجِعًا أكثر للعدو ينهي غطرسته وجبروته.
وهذا وعد الصادقين التي أكّـدها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطابه بقوله:
“الرد قادم والقرار حاسم وهو التزام إيماني صادق من صادقين جُرِّبوا في صدقهم بالقول والفعل، وهو ضرورة عملية لردع العدوّ”.