النفاقُ والتحديثاتُ النفاقية المجابِهة لليمن وعملياته الإسنادية
محمد الموشكي
في بادئ الأمر وبعد انطلاق عملية (طوفان الأقصى) المباركة والاجتياح العسكري الصهيوني لغزة، كان المنافقون يقولون بنص: (يا حوثي وين أنت! وين شعارات الموت لإسرائيل! وين أنت وأنت تشاهد غزة وأطفالها ونسائها تُقتل من قبل الإسرائيليين؟ ماذا عملتم لهم؟ هل نصرتموهم وقطعت البحر عن السفن الإسرائيلية التي تحمل السلاح والمؤنَة والتي تسرح وتمرح في البحر الأحمر؟)
طلع السيد القائد سيد الوعد الصادق وضمن خطة استراتيجية إسنادية كان قد رسمها، قال: نحن مع فلسطين وغزة والمقاومة الفلسطينية وسنقف معهم بكل ما نملك. وقال يجب أن يعلموا إننا لن نتركهم وسنعمل ما نستطيع أن نعمله لنصرة غزة ومقاومتها البطلة.
وصدق السيد في وعده، وما هي إلا أَيَّـام قليلة حتى نفذ الجيش اليمني عبر القوة البحرية عملية نوعية ناجحة احتجزت وأخذت إحدى أكبر السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، وقبل أن يعترف الصهاينة بملكيتهم لهذه السفينة، شكك المنافقون في العملية بشكل كامل، ومن ثم قالوا بعد مشاهدة اقتياد السفينة إلى أحد موانئ الحديدة إن هذه السفينة ليست إسرائيلية أبداً.
من بعدها، وبعد ارتكاب جرائم بشعة من قبل الصهاينة في غزة، أعلن اليمن عبر قائده أبي جبريل إطلاق العمليات البحرية المساندة لفلسطين عبر مراحل متعددة، الغاية منها حصار الكيان الصهيوني بحريًّا. وبفضل الله حقّقت هذه العمليات نجاحاً كَبيراً جعلت الصهاينة أنفسهم ويعترفون بجدوائية هذه العمليات التي أَنتَجت لهم إفلاساً كاملاً في أحد أكبر موانئنهم البحرية المطل على البحر الأحمر، إيلات.
المنافقون وقتها وبعد هذه العمليات المباركة التي نالت إعجاب أحرار العالم والمقاومة الفلسطينية، اشتغلوا وحدَّثوا نفاقهم على مسارين:
المسار الأول مشكك بهذه العمليات والقول عنها بأنها مسرحيات لا غير، الغاية والهدف منها تلميع أنصار الله عالميًّا.
المسار الثاني مسار هجومي يهاجم ويتهم هذه العمليات بأنها عمليات إرهابية شبيهة بعمليات القرصنة، وأنها عمليات استجلبت الغرب لمحاربة وتدمير اليمن، وأنتجت كذلك لليمن كوارث بيئية بحرية وكراهية وسخط عالمي، وهو العكس تماماً، حيثُ إننا شاهدنا أن كُـلّ أحرار العالم يثنون على هذه العمليات.
واستمروا على هذه الموال وهذين المسارين حتى تم قصف ميناء الحديدة من قبل الصهاينة، والذي شاهدنا البعض منهم بارك هذه القصف والبعض الآخر لا يلوم إلا المقصوف نفسه؛ بحجّـة أن اليمنيين ومن خلال إسنادهم لفلسطين وقصف عاصمة الكيان جلبوا لأنفسهم هذا الدمار وهذا القصف.
المهم دخل اليمن بعد هذا القصف وبعد استهداف هنية وشكر، في مسار التصعيد المشترك والرد الموجع القادم الموجع، وهو ما سيحصل إن شاء الله بشأن قصف مستوطنات الصهاينة. أما بشأن البحر والعمليات الإسنادية في البحر فقد حصل وتم من خلال اتِّخاذ استراتيجية جديدة موجعة تبدأ بعمليات الاستهداف لهذه السفن إلى نطاق عمليات القوات اليمنية، ومن ثم ضربها وحرقها وإغراقها بعمليات مشتركة دقيقة تجمع بين القوة الصاروخية والطيران المسير والقوات البحرية، ومن ثم توثيقها ونشرها على وسائل الإعلام.
وهذا ما حصل وشاهدناه في العمليات المباركة الأخيرة التي استهدفت السفينة النفطية اليونانية المتجهة نحو الكيان المحتلّ، وقد قوبلت هذه العملية بمباركة وتأييد كامل من كُـلّ أحرار العالم.
وفي المقابل وبنفس الوقت شاهدنا تحولاً نوعيًّا ومساراً جديدًا؛ إذ اتخذه المنافقون لمواجهة هذه العمليات المباركة، من خلال نشر أخبار كاذبة وعارية عن الصحة تستهدف القوة الصاروخية والطيران المسير اليمني، تفتري فيها أن هذه القوة وبدلًا عن قصف الإسرائيليين كما يقولون، حاولت قصف أحد الآبار النفطية في اليمن، وهو الافتراء الذي نشره جيش الارتزاق في مأرب حين نشر خبر اعتراض دفاعاتهم الجوية لمسيّرات مصدرها صنعاء، كانت تنوي استهداف الآبار النفطية في صافر… في نفس توقيت عرض مشاهد السفينة اليونانية المستهدفة في البحر الأحمر.
وكان المرتزِقة ومن خلال مجابهة انتصارات ونجاح العمليات المباركة في البحر، يريدون أن يرسلوا رسالة لأنصار الله مفادها أنهم وبكل وقاحة ونفاق وحقد سيجابهون أية عملية موثقة يتم نشرها بأخبار مشوهة لهم أمام العالم المعجب بهذه العمليات.