لماذا..؟ ومِن أجل مَن..؟!

بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي.

تخيَّلوا معي للحظةٍ واحدةٍ فقط: ماذا لو أن السعوديّة مثلاً أَو الإمارات أَو أية دولةٍ مطبِّعةٍ أَو منبطحةٍ أُخرى، قرّرت التحولَ فجأة، وأعلنت، وبقدرة قادر، الحربَ على “إسرائيل”؛ دعماً ومساندة لغزة وفلسطين..

ماذا لو عادت وأقرت أن غزةَ مظلومة، وحماس ليست إرهابية، وأن عملية (طوفان الأقصى) عملية مشروعة وضرورة ولازمة حتمية..

ماذا لو قرّرت الانضمام أَو الانخراط في محور المقاومة..؟

برأيكم،

كيف سيكون موقف أُولئك (العلماء) الذين قالوا وأفتوا بعدم جواز دعم غزة أَو الدعاء لها، أَو ذهبوا إلى تجريم حماس، وتكفير (هنية) أَو مباركة اغتياله..؟!

هل سيتحولون هم أَيْـضاً فجأة..؟

هل سيتغيرون..؟

أم أنهم سيظلون ثابتين وراسخين على موقفهم ورؤيتهم المعلَنة هذه..؟!

أتحدى واحداً يقول بذلك..

أتحداه يجزمُ أنهم لن يتحولوا..

أو يتغيَّروا..

أتحداه يقول إنهم لن يملؤوا المنابر صراخاً وبكاءً على غزة وأطفال ونساء غزة..

ولن يَعدِموا الأعذار طبعاً..

يعني: نحن أمام حالة انفصام وَ(نفاق) غريبة وعجيبة طالت كَثيراً ممن يفترض أنهم (علماء) وقائمون على الدين..!

وهكذا هم علماء السلطان والهوى دائماً..!

تخيلوا فقط..

كم أضلّوا كَثيراً من الناس..؟

كم ثبّطوهم..؟

وحرّضوهم على القعود والجلوس..؟

كم برّروا لـ “إسرائيل” جرائمَها، ولأعوانها من الحكام تخاذلهم وتقاعسهم وتآمرهم..؟

كل هذا، وأكثر منه، قاموا به..!

وباسم ماذا..؟!

باسم الدين..!

لماذا..؟ ومن أجل من..؟

أمن أجل أن لا يغضبوا السلطان..؟!

أم؛ مِن أجلِ لعاعةٍ من لعاعة الدنيا..؟!

أم ماذا يا تُرى؟

فعلاً:

أدهى من الجهل علمٌ يطمئن إلى أنصاف ناسٍ طغوا بالعلم واكتسبوا.

قالوا: هم البشر الأرقى، وما أكلوا شيئاً، كما أكلوا الإنسان أَو شربوا..

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com