السيدُ نصرُ الله يؤكّـدُ استهدافَ مقر المخابرات الصهيوني في “تل أبيب”

المسيرة | خاص

أنهى حزبُ الله بنجاح المرحلةَ الأولى من الرد على اغتيال القائد الشهيد “فؤاد شكر”، وكشف تفاصيل العملية وطبيعة الأهداف والمواقع التي استهدفتها المقاومة حطاب لسماحة السيد حسن نصر الله مساء الأحد.

وأعلن السيدُ حسن في خطابه، تسميةَ العملية بعملية “يوم الأربعين”، مؤكّـداً أن الهدفَ الرئيسي للعمليات تمثل في استهداف قاعدة المخابرات الإسرائيلية الواقعة في ضواحي ما يسميه الكيان الصهيوني “تل أبيب”، والتي تتواجد فيها تجهيزات ضخمة، وعدد كبير من الضباط.

ولفت أنَّها “قاعدةٌ تُديرُ عمليات الاغتيالات في المنطقة، وتدير الحربَ النفسية، مبينًا أن هذه القاعدة تبعُدُ عن حدود لبنان 110 كلم تقريبًا، وعن حدود تل أبيب 1500 متر، فهي من ضواحي المدينة”.

 

موجزُ عملية “يوم الأربعين”:

وأصدر حزبُ الله، خلال الساعات الماضية 3 بيانات، قدم فيها رواية موجزة عن العملية العسكرية، وقال بيان لحزب الله: إن العملية “تأتي في رد أولي على اغتيال القائد العسكري للحزب فؤاد شكر”.

وفي البيان الأول، قال حزب الله: إن “مجاهديه بدأوا هجوماً جويًّا بعددٍ كبيرٍ من ‏المسيرات نحو العمق الصهيوني واتّجاه هدف عسكري إسرائيلي نوعي سيعلن عنه لاحقًا”.

وأشَارَ إلى أنه بالتزامن مع ذلك، استهدف مجاهدو المقاومة عدداً من مواقع وثكنات العدوّ ومنصات القبة الحديدية في شمال ‏فلسطين المحتلّة بعدد كبير من الصواريخ، وأكّـد أن هذه العمليات العسكرية ستأخذ بعض الوقت للانتهاء منها، وبعد ذلك سيصدر بيان تفصيلي حول مجرياتها ‏وأهدافها.

كما أكّـد أن المقاومة الإسلامية في لبنان الآن، وفي هذه اللحظات، هي في “أعلى جهوزيتها وستقف بقوة وبالمرصاد ‏لأي تجاوز أَو اعتداء صهيوني وبالأخص إذَا تم المسّ بالمدنيين فسيكون العقاب شديداً وقاسياً جداً”. ‏

في البيان الثاني، أعلن حزبُ الله أنه “تم الانتهاءُ من المرحلة الأولى من الرد العسكري على اغتيال فؤاد شكر بنجاح كامل”، وَأَضَـافَ، أنه تم في هذه المرحلة “استهداف الثكنات والمواقع الصهيونية تسهيلاً لعبور المسيرات الهجومية باتّجاه ‏هدفها المنشود ‏في عمق الكيان، وقد عبرت المسيَّراتُ بحمد الله كما هو مقرّر”. ‏

وفي هذا البيان، كشفت المقاومة عن المواقع التي استهدفها، وعن عدد الصواريخ التي أطلقها، وأكّـدت أن “عدد صواريخ الكاتيوشا التي أطلقتها تجاوزت 340 صاروخًا باتّجاه مواقع العدو”‏، مشيرةً إلى أنها استهدفت 11 موقعاً.

وجاء البيان الثالث لحزب الله ليؤكّـد أن عمليته “تمت وأنجزت”، وذلك للرد على مزاعم “إسرائيل” بإحباط الهجوم الذي خطط له الحزب، مُضيفاً، أنه “تم إطلاق جميع المسيرات الهجومية في الأوقات المحدّدة لها ومن جميع مرابضها ‏وعبرت ‏الحدود اللبنانية الفلسطينية باتّجاه الهدف المنشود ومن مسارات متعددة”.

 

السيد نصر الله يجيب على التساؤلات:

في الإطار؛ فند سماحة السيد حسن نصر الله جميع التساؤلات التي دارت خلال الأيّام الماضية، ومن بينها لماذا تأخر الرد، لافتاً إلى أن حزب الله كان على استعداد للرد منذ يوم تشييع جثمان السيد فؤاد شكر، لكن كان هناك استنفار أمني واستخباراتي وميداني وجوي، وبري، وبحري إسرائيلي وأمريكي، حَيثُ كان الاستنفار في الذروة.

وقال: إن “المقاومة وضعت عدة ضوابط وعناوين للرد، بحيث ألا يكون الهدف مدنيًّا، وألا يكون باستهداف البنى التحتية، وأن يكون الهدف عسكرياً”، منوِّهًا إلى أن اختيار الهدف العسكري حدّدت له المقاومة مجموعة من المواصفات، من بينها أن يكون قريب جِـدًّا من “تل أبيب”.

 

نجاحُ طُعم المقاومة في تشتيت جهود العدو:

ووفقاً للمعطيات الميدانية فَــإنَّ الهجوم الاستثنائي الذي شنته المقاومة الإسلامية في لبنان، قد نجح في خداع وتشتيت جهود كيان العدوّ، من خلال جعله ينشغل بالهجوم الصاروخي، في حين تمكّنت المقاومة من الوصول إلى الهدف الأَسَاسي.

وبحسب خبراء عسكريين، فقد قام حزب الله بخداع “إسرائيل” وقدم لها طعماً، ليتمكّن من اختراق الأجواء الإسرائيلية والوصول إلى الهدف الاستراتيجي والأَسَاسي والقريب من “تل أبيب”.

وأكّـدوا أن هجوم حزب الله بدأ بعدد من الصواريخ على طول الجبهة الممتدة غرباً من “عكا” حتى “الجولان” شرقاً؛ مِن أجلِ إلهاء منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية المؤلفة من القبة الحديدية و”مقلاع داوود” والطائرات الحربية.

وبالتالي نجح حزب الله في خطته؛ لأَنَّ “إسرائيل” ركَّزت على الهجوم الجوي الصاروخي، الذي كان طُعماً لها؛ لكي تنشغل بهذا الهجوم الأولي، لتتمكّن المقاومة من إرسال أسراب من الطائرات المسيّرة، والتي اخترقت الأجواء الإسرائيلية ووصلت إلى هدفها الأَسَاسي.

وتشير التقارير إلى أن حزب الله تمكّن من إصابة عدة أهداف بدقة؛ مما أَدَّى إلى أضرار مادية كبيرة في بعض القواعد والثكنات العسكرية الإسرائيلية المستهدفة، ومع ذلك، فَــإنَّ التفاصيل الدقيقة حول حجم الأضرار والخسائر البشرية قد تكون غير واضحة؛ بسَببِ التعتيم الإعلامي الإسرائيلي.

 

التعتيم الإعلامي الإسرائيلي الأمريكي على العملية:

في الإطار؛ سارع كيان الاحتلال الصهيوني منذ الساعة الأولى للعملية إلى تقديم سردية مناقضة للواقع، وقال جيش الكيان في سرديته المعتادة: إنه “أحبط هجوماً أكبر بكثير بشن ضربات استباقية بعد أن توقع أن حزب الله يستعد لإطلاق وابل الصواريخ”.

وأشَارَ متحدث عسكري إسرائيلي إلى أن معظم الضربات الإسرائيلية أصابت أهدافاً في جنوب لبنان، لكن الجيش كان مستعداً لضرب أي مكان يوجد فيه تهديد، حَــدّ تعبيره.

وخلال ذلك، أصدر جيش العدوّ تعليمات تتعلق بالدفاع المدني في مناطق من وسط “إسرائيل” وحتى الشمال، حَيثُ قيد التجمعات مع السماح للسكان بالذهاب إلى العمل إذَا كان بالإمْكَان الوصول إلى ملاجئ الاحتماء من الضربات الجوية سريعًا”.

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية والأمريكية عن مسؤولين دفاعيين من البلدين قولهم: إن “الإدارة الأمريكية والجيش الإسرائيلي كانوا على علم بتحَرّكات حزب الله الأخيرة”، معتقدين أن الوابلَ الذي أطلقه حزب الله على شمال “إسرائيل” كان دون تخطيط مسبق”، وذلك بعد “الضربة الاستباقية التي نفذتها طائرات مقاتلة إسرائيلية على مواقع الإطلاق التابعة لحزب الله”.

غير أن خبراء عسكريين رأوا أن التعتيم الإعلامي الإسرائيلي، هو جزء من استراتيجية إسرائيلية أمريكية معتادة تهدف إلى تقليل تأثير الهجمات على الروح المعنوية العامة ومنع حزب الله من الحصول على معلومات دقيقة حول نتائج هجماته.

بدوره؛ أشار سماحة السيد نصر الله إلى أن هذا التعتيم، يأتي؛ بهَدفِ تجنب نشر تفاصيل دقيقة حول المواقع المستهدفة وحجم الأضرار؛ وهو الأمر الذي يلاحظ من خلال تسليط الضوء على الردودِ العسكرية الإسرائيلية والتعاون والتنسيق الأمريكي، بدلاً عن الأضرار التي لحقت بها، وفرص السيطرة على تدفُّقِ المعلومات من خلال وسائل الإعلام الرسمية ومنع التسريبات.

وإذ لفت الخبراء إلى أن التعتيم الإعلامي قد يكون له تأثيرٌ نفسي على المستوطنين، ويزيد من القلق والخوف؛ بسَببِ عدم وضوح المعلومات لديهم، وهو ما يشير إليه بوضوح إعلانُ أكثرَ من 16 شركة طيران دولية بتعليق رحلاتها من وإلى “تل أبيب”، إلى أجل غير مسمى.

وبشأن ما أوردته القناة 12 الإسرائيلية من أن رئيسَ الحكومة “بنيامين نتنياهو” أوعز لوزراء ونواب حزب “الليكود” بعدم الإدلاء بتصريحات، وهذا الإجراء يؤكّـد أن “نتنياهو” لديه ما يخفيه عن الإسرائيليين بخصوص هجوم حزب الله.

وبحسب مراقبين، ربما يخشى “نتنياهو” من بعض الأسرار أَو تصعيد الأوضاع، أَو من تعرضه للإحراج من أية تصريحات لأعضاء حزبه وحكومته والذين يعارض بعضهم وقف الحرب في قطاع غزة.

إذ سارع “نتنياهو” للتصريح على الملأ بأنه أعطى أمر الرد على هجوم حزب الله، ليظهر أنه حقّق إنجازًا، وأنه لا يخاف من حزب الله، ومستعد للحرب.

مراقبون رأوا أن “نتنياهو” يدرك جيِّدًا أنّه غير قادرة على الدخول في حرب موسَّعة مع حزب الله ما لم يكن لديها ضوءٌ أخضرُ أمريكي وحلفُ حماية تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.

 

أهدافُ عملية “يوم الأربعين” على ضوء التفاعل العبري:

وعن التفاعلات الحاصلة في الداخل الإسرائيلي، بعد عملية “يوم الأربعين، تفيد التسريبات الإسرائيلية بأن هجوم حزب الله استهدف مقرَّي جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) والقوة 8200، وهو جهازٌ خاصٌّ تابعٌ للاستخبارات العسكرية، ومتخصص في التنصت والرصد والمتابعة وتحليل المعلومات وجمعها.

وأشَارَت التقارير العبرية إلى أن المقرَّين السريَّين حسّاسان جِـدًّا، ويقعان في منطقة “غليلوت” الواقعة شمالي مدينة “تل أبيب”، وتحتوي- وفقًا للمصادر الإسرائيلية- مجمعاً للأجهزة الأمنية الحساسة، وخَاصَّة مقرَّي الموساد والقوة 8200.

ويقول الإسرائيليون: إن “هجوم حزب الله يؤكّـد أن المقرَّين يدخلان ضمن بنك أهداف الحزب اللبناني وأنه تمكّن من الوصول إليهما”.

 

سرديةُ العدوّ كاذبة:

في السياق، أشار السيد نصر الله إلى أن “السردية الإسرائيلية بشأن الأحداث مليئة بالأكاذيب، ولا أَسَاس لها من الصحة”، مستغرباً لجوءَ هذا الكيان الذي “يدَّعي أنه الأقوى في المنطقة أن يلجأ إلى هذه الأكاذيب”.

ولفت إلى أن حديث كيان العدوّ الصهيوني من أنَّ خطة كانت استهداف مدينة “تل أبيب” أَو أهداف داخلها، أَو المطار هي ادِّعاءات كاذبة، موضحًا أن الحديثَ عن التعرض لأهداف مدنية داخل الكيان الصهيوني هي كاذبة، والدليل أن كُـلّ المسيرات اتجهت نحو الأهداف العسكرية وَإذَا فيه إصاباتٌ فهي ناتجة عن الصواريخ الاعتراضية، مؤكّـداً أن المقاومة أطلقت 340 صاروخاً، وكان المخطّط إطلاق 320.

وبيّن أن حديث العدوّ أنه استهدف صواريخ استراتيجية كانت معدة “لتل أبيب” وأنه أنقذ المدينة، كله غير صحيح، مؤكّـداً أنه “لم يتم في هذه العملية استخدامُ الصواريخ الدقيقة وإنما بالطائرات المسيَّرة، موضحًا أن “أيًّا من الصواريخ التي يتحدثون عنها لم يصب بأي أذى”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com