موثِّقاً لجرائم الاحتلال.. ممرضٌ كندي: كنا هدفاً لضربات جوية إسرائيلية 9 مرات
المسيرة | وكالات
عمل الممرض الكندي من أصل فلسطيني “أحمد قوتة” في مستشفيات غزة التي كانت هدفاً يوميًّا لهجمات قوات الاحتلال العنيفة جواً وبراً وبحراً، ووثَّق المجازرَ بمنشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي، مبينًا أنهم كانوا هدفًا لهجمات مباشرة 9 مرات.
وعاش “قوتة” معظمَ حياته في كندا، وتوجَّـهَ إلى غزة في سبتمبر 2023م، لإكمال رسالة الماجستير في الإدارة الصحية، ولكن بعدَ الحرب انقلبت خططُه رأساً على عقب، حَــدَّ قوله.
وأشَارَ إلى الظروفِ الرهيبة التي شهدها في غزة على مدى 8 أشهر، والتهديد المُستمرّ بالقتل الذي تعرض له، ومعاناته اليومية؛ مِن أجلِ البقاء.
وقال: “كنا هدفًا لضربات جوية مباشرة تسع مرات. ولولا إيماني بقدر الله، لَكنتُ قُتلت أَو جُرحت”، مُشيراً إلى أن الثمن العاطفيَّ لما عاشه في غزة كان باهظاً بقوله: “من المرعب أن ترى مئات الجثث كُـلّ يوم. في البداية تنبهر بشدة، ثم تصل إلى مرحلة تشعر فيها بالخدر؛ لأَنَّك تعتاد رؤية الجثث والجرحى يموتون بجوارك والأشخاص يُحملون أشلاء”.
وَأَضَـافَ، في “كل يوم تسمعُ صرخات جديدة، وقصصًا جديدة، وفظائعَ جديدة، لا سِـيَّـما من الذين تعرفهم”، وتابع، “اليوم يمكنني أن أكونَ مع صديق، لكن صباح الغد قد يخبرونك أن الشخصَ الذي كنتُ معه أمس قُتل”.
وأعرب الممرض الكندي “قوتة” عن خيبة أمله من عدم مبالاة العالم بالمعاناة في غزة؛ لأَنَّ “العالم رأى كُـلّ شيء، لكنهم يفضِّلون العمى”، موضحًا في حسابه على “إنستغرام” لتوثيق مجازر غزة أنه يواجه الرقابة رغم أن لديه أكثر من 400 ألف متابع.
وقال: “إنستغرام تقيّد دائماً ما نشاركه. ما ننشره ليس إلا 20 بالمئة من الرعب الذي يحدث في غزة”، وتابع، لقد “فقدت كُـلّ أسرة في غزة أحد أحبائها، ودمّـرت معظم المنازل واحتُلت المستشفيات. يدعو الناسُ الله؛ مِن أجلِ الموت بدلًا عن تحمل هذا البؤس”.
ومنذ 7 أُكتوبر 2023م، يشُنُّ الكيانُ الصهيوني بدعمٍ أمريكي حرباً مدمِّـرة على غزة خلّفت أكثر من 155 ألف شهيد وجريح ومفقود، معظمُهم أطفال ونساء، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
في استهانةٍ بالمجتمعِ الدولي، تواصِلُ الترسانةُ الحربيةُ الإجرامية الإسرائيلية هذه الإبادة الجماعية، متجاهلةً قرارَ مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتِّخاذ تدابيرَ لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.