مقاومةُ رد وردع
عيسى السياني
في خطاب جديد تميز بنبرة التحدي والثبات، أعلن الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، عزم المقاومة اللبنانية على الرد بقوة على الاعتداءات الأخيرة التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، وأسفرت عن استشهاد السيد فؤاد شكر وعدد من المدنيين.
وفي خطوة استراتيجية لتثبيت معادلات جديدة في الصراع مع العدوّ الإسرائيلي نفذت المقاومة اللبنانية عملية وصفت بالأكبر من نوعها، بإطلاق 340 صاروخًا استهدفت عمق العدو الصهيوني بدقة عالية وتجاوزت أنظمة الدفاع الحديثة وأجهزة الرصد والتشويش والتحليق المُستمرّ للطيران الحربي الأمريكي والبريطاني لصد واعتراض أية هجمات من محور المقاومة، الذي توعد الكيان بالرد على كافة الاعتداءات بحق المدنيين وقادة المقاومة.. ضربات دقيقة وأكثر كفاءة استهدفت قاعدة “غليلوت” للاستخبارات قرب تل أبيب وقاعدة “عين شيما” للدفاع الجوي.
مما أَدَّت إلى شَلِّ حركة العدوّ وإغلاق تل أبيب ومطاراتها، وفتح الملاجئ في كُـلّ أنحاء الكيان؛ لتاتي هذه العملية كجزء من العقاب المستحق لمرحلة أولى.. ولن تكون الأخيرة.
السيدُ نصرُالله أشار إلى أن هذه العمليةَ جاءت في وقت حساس تزامنًا مع أربعينية الإمام الحسين (ع)، مؤكّـداً أن هذا التوقيت لم يكن صدفة، بل يعكس ارتباط المقاومة بمبادئها وثباتها على طريق المقاومة، حتى في ظل غياب القائد الكبير السيد فؤاد شكر ولم يتأخر الرد بل جاء سريعًا وموجهًا؛ وَكانت المقاومة قد خططت منذ البداية للرد على العدوان الذي وقع بعد استشهاد السيد محسن، إلا أنها تريثت لمنح فرصة أخيرة للمفاوضات ووقف العدوان على غزة، ومع فشل تلك المفاوضات، وفرض شروط جديدة، حتمت على المقاومة اتِّخاذ قرارها بالرد.
في رسالة قوية إلى العدوّ، على أن المقاومة لن تتراجع، وستظل تواصل دعمها لغزة والشعب الفلسطيني، مهما كانت الظروف والتحديات.