خِذلانُ حكام العرب وشعوبهم
لطف البرطي
مئات الملايين من الشعوب العربية وفوق ذَلك عربي ومسلم يقف موقف المتفرج من حرب الإبادة الجماعية ضد أهل غزة وشعب فلسطين.
أمر مشين ومهين ومذل لملايين المسلمين الذين ينتمون للعروبة، هنا نسأل أنفسنا كيف لهذا العدد الكبير من العرب أن يرضوا بهذا على كرامتهم وعلى شرفهم ونخوتهم، كيف يقبلون بالاستمتاع بالأكل والشرب وأهل غزة يتضورون جوعاً وعطشاً، ولا ينامون ليلاً ونهاراً، مئات الآلاف من الفلسطينيين في الشوارع وبين الخيام وفي المباني المدمّـرة؟
لو كان العرب كلهم قطيعاً من القرود الحيوانية لهبت للدفاع عن القرود الجريحة، لتحَرّكت وطاردت الوحش المفترس، وحالت به وقضت على كُـلّ الوحوش المفترسة؛ ما بالك بإنسان يدعى بالإسلام والعروبة وهو يتفرج على لحم وأشلاء الشعب الفلسطيني، دون اكتراث لكل هؤلاء الملايين، الذين تريد “إسرائيل” وحلفائها القضاء عليهم بدم بارد دون مبالاة بالمجازر الجماعية التي لم تبق من الإنسانية شيئاً.
هنا في هذه الحرب (يميز الله الخبيث من الطيب) خذلان وتواطؤ ووقاحة كلها لا يصدقها العقل؟ ولا يقتنع فيها عربي آمن بالله واقتنع بمحمد رسولاً، وصدّق أن المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين، تبًّا لإنسانيتكم، تبًّا لحكامكم الجبناء، العروبة والإنسانية يوجد لديها الضمير، وبعض حس إنساني، وبعض انتماء لتاريخ هذه الأُمَّــة، متى؟ سنشاهد الخروج لكافة الشعوب العربية بمظاهرات جماهيرية نصرة لغزة، ورفضاً للمجازر الإسرائيلية، وتقول كفى لحكام أرادوا الخنوع والذل تحت هيمنة أمريكا و”إسرائيل” وتبلع حكامها في مزبلة التاريخ.
يا أيها الشعوب العربية، من منكم يجرؤ على الصراخ والهتاف بروح تحمل الشجاعة نصرة لأهل غزة، حسبنا الله ونعم الوكيل، لقد ماتت النخوة، وانطفأت لديكم غريزة العروبة والإنسانية.
وفي الأخير نقول لحكام وشعوب العار المطبعين والمشجعين للكيان الصهيوني على جرائمه البشعة، غزة لها الله ومحور المقاومة الصامدون، الذين بإذن الله سيجتثون “إسرائيل” من الوجود وإنقاذ المستضعفين من هذاء السرطان الخبيث، ولله عاقبة الأمور.