ما وراءَ توسيع العدوان الصهيوني إلى الضفة الغربية؟
المسيرة: أصيل نايف حيدان:
وسَّعَ العدوُّ الصهيوني مؤخّراً عدوانَه الغاشمَ على الشعب الفلسطيني ليشملَ الضفة الغربية بعد أن كان كُـلُّ جُهده منصبًّا على قطاع غزة.
ويسعى العدوّ الصهيوني في حرب الإبادة التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني إلى تحقيق أكبر قدر من القتل والتدمير بحق الفلسطينيين، فلأول مرة منذ 22 عاماً، وفي تصعيدٍ خطير يحاول العدوّ الصهيوني الغاشم توسيع حربه من قطاع غزة إلى الضفة الغربية وسط صمت وسكوت عالمي وعربي ينذر بالشؤم، حَيثُ يستفيد الصهاينة من الدعم الأمريكي اللامحدود، الذي يشجِّعُ الكيانَ الغاشمَ على تهجير الفلسطينيين، لتصبحَ فلسطين كُلَّها بلداً خالصاً لليهود.
وفي خطابه الخميس الماضي، أبرز السيد القائد عبد الملك الحوثي -يحفظه الله- مساحة من حديثه عن هذا الخطر، وتمدد العدوان ليشمل الضفة الغربية.
وقال السيد القائد: “في هذا الأسبوع اتَّجه تصعيد العدوّ الإسرائيلي أَيْـضاً وامتد إلى الضفة الغربية، مع أنه لم يتوقف عن اعتداءاته في الضفة الغربية في كُـلّ يوم، وهذا شيءٌ مشاهدٌ في التلفزيون، ولكن اتَّجه إلى تصعيدٍ هو الأكبر منذ اثنين وعشرين عاماً، منذ العملية التي سمَّاها قبل اثنتين وعشرين سنة بـ [عملية السور الواقي]”.
وأضاف: “هناك تصعيد كبير، وهجوم بقوام فرقة عسكرية، يُشَنُّ على شمالي الضفة الغربية، يستهدف عدداً من المدن والمخيمات، وبنفس الطريقة الإسرائيلية الإجرامية الوحشية، المستهدف منذ اللحظة الأولى هو: المستشفيات، قام بمحاصرتها، والاستهداف لها، واتَّجه إلى تدمير المنازل، واتَّجه إلى تدمير المساجد، إلى تجريف الشوارع، إلى تهديم البنية التحتية من المياه، والكهرباء… وغير ذلك، الاستهداف لكل شيء”.
وأكّـد أن “هذا العدوان يوضح حقيقَةَ التوجّـه الفعلي والحقيقي للعدو الإسرائيلي، بحمايةٍ ومساندةٍ وشراكةٍ أمريكية، وهو يحاول أن يرسم مشهداً جديدًا في فلسطين، وهناك تواطؤ واضح من بعض الأنظمة العربية معه، والتي تتمنى له أن يحقّق آماله الشيطانية والإجرامية في فلسطين؛ مِن أجلِ أن تدخل في مرحلة ما يسمونه بالتطبيع معه، في مرحلة الولاء الصريح الواضح، الذي قد تكشَّف، لكنهم يريدونه أن يكون بشكل تحالف، وأن تكسر فيه كُـلّ الحواجز، وأن تستكمل فيه بقية الخطوات، هذا ما يريدونه”.
تهديدٌ للقدس والمقدسات:
وفي السياق ذاته يقول العلامة فؤاد ناجي: إن “توسيع العدوّ الصهيوني للحرب في الضفة الغربية والعدوان عليها هو جزء من المخطّط الصهيوني الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية وهو كذلك جزء من الإجرام الصهيوني الذي لا يستثني أحداً”.
ويضيف في حديثه لـ “المسيرة” أن “هذا دليل على أن الكل مستهدف، وأن العدوّ يستفرد بالقضية الفلسطينية وبالفلسطينيين وبالكل”.
وفي ظل التخاذل العربي المهين يؤكّـد ناجي أن “العدوّ الصهيوني سيستهدف منطقة بعد أُخرى، والدور قادم لا يتوقف على الضفة الغربية، بل سينتقل إلى الشرقية، وسيستهدف مصر والأردن، وحتى السعوديّة والدول المطبعة؛ تنفيذاً لمخطّط الصهاينة بإقامة دولة “إسرائيل” الكبرى من البحر إلى النهر”.
ويشير ناجي إلى أن “هذا الإجرام الصهيوني، وبسبب التواطؤ والتخاذل العربي الذي جرّأ الصهاينة إلى الانتقال إلى الضفة الغربية والدعم والغطاء الأمريكي والتماهي العربي الذي وصل إلى الحد الذي قال عنه السيد القائد إن البعض من العرب يتمنى للصهاينة أن ينتصروا في معركتهم في غزة وفي الضفة”.
ويضيف أن “الحربَ الصهيونية على الضفة الغربية هي تهديد للقدس وللمقدسات، ولا سيَّما مع ما يصرح به قادة العدوّ من أنهم يهدفون إلى بناء كنيس في المسجد الأقصى”، مردفاً “وطالما قد جَسُّوا النبضَ مرةً بعد أُخرى ووجدوا أن ردةَ الفعل كانت باهتةً من قبل الشعوب العربية والإسلامية؛ فهذا هو أكثر شيء، جعلهم يتجرؤون على توسيع الحرب في الضفة الغربية وما بعد الضفة الغربية، وهذا ما يسعى إليه الصهاينة”.
وتطرق لقول السيد القائد بأن “هذا التخاذل لن يعفي المتخاذلين من المسؤولية أمام الله، ولن يعفيهم من النتائج والتبعات لهذا التخاذل حتى في الدنيا؛ ولأنهم لو رجعوا إلى أحداث التاريخ وتوجيهات القرآن الكريم لأخذوا العظة والعبرة وعرفوا ما هو الموقف الذي يجب أن يتخذ”.
تواطؤٌ عربي وعدم موقف واضح:
من جانبه يوضح الخبير والمحلل العسكري عبد الغني الزبيدي، أن “العدوان الصهيوني على الضفة الغربية يؤكّـد أن العدوّ الصهيوني لم يعد يأبه لأحد؛ بسَببِ الموقف المتخاذل للأمم المتحدة والدعم اللا محدود من قبل أمريكا والغرب والتخاذل والتواطؤ العربي المهين”.
ويضيف في حديثه لـ “المسيرة”: “يبدو أن العدوّ الصهيوني بدأ يستفرد في كُـلّ جبهة اليوم”، متوقعاً: “أن العدوّ الصهيوني سيوسع حربه في الضفة الغربية وربما في لبنان وسيأتي يوم ويستفرد مع الأمريكيين بحربهم في اليمن، طالما ان هناك تواطؤًا وعدمَ موقف واضح”.
ويواصل الزبيدي: “كان يُفترَضُ أن يكون هناك جُهدٌ عربي وجهد من قبل دول المحور وأن تكونَ هناك ضربات مؤلمة وموجعة ومتتابعة للكيان الصهيوني، ولكن مع الأسف أقولها بمرارة إن هناك نظرةً من قبل الصهاينة بأن العرب اليوم يتفرجون، وليس هناك من تحَرّك إلا لجبهات الإسناد، وأكثرها فاعلية هي اليمن ولبنان؛ وهذا ما يشجّعُ الصهاينة والأمريكيين على الاستمرار؛ بسَببِ الصمت والخيانة العربية”.