مشروعُ القراءة المبكِّرة.. اختراقٌ أمريكي لعقلية الطلاب في سِنٍّ مبكرة
المسيرة – خاص
تواصلُ الأجهزةُ الأمنية بَثَّ اعترافاتِ شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية حول استهداف القطاع التعليمي، محدِّدةً لذلك الفترة من عام 2010- 2020.
وخلال هذه الفترة أمعن الأمريكي في استهداف التعليم في اليمن تحت غطاء عدة مشاريعَ تآمرية من أبرزها، مشروع “نهج القراءة المبكرة” والذي بدأ منذ عام 2009 واستمر حتى 2015م، وهو مشروع ممول من الوكالة الأمريكية للتنمية وتنفذه منظمة كرييتف.
ويهدف هذا المشروع بحسب اعترافات شبكة التجسس إلى الآتي:
– استكمال مؤامرة ضرب القراءة لدى الطلاب في الصفوف الأولى.
– تعميم طريقة غير مناسبة لاستيعاب الطلاب للقراءة في الصفوف الأولى، وهي الطريقة الكلية المستوحاة استراتيجيتها من طرق تدريس اللغة الإنجليزية.
وفي هذا الجانب يقول الجاسوس محمد حاتم المخلافي: إن “هذا المشروع له مكونات كثيرة، في وزارة الصحة، والمياه والإصحاح البيئي، ومكون في التعليم”، مُشيراً إلى أن مكون التعليم ينصب على تطوير مناهج القراءة للصفوف من (1-3) المسمى بنهج القراءة المبكرة.
ويشير إلى أن طاقم المشروع في اليمن كانت تديره الأمريكية “جوي دوبلسي”، ثم الأمريكي أرنست أونيل، موضحًا أن كليهما يعملان مع المخابرات الأمريكية، ثم جاء بعدهم محمد مطر وهو فلسطيني الجنسية، وهم كذلك من ضمن رجال المخابرات الأمريكية، موضحًا أن الكادر اليمني الذي كان يعمل في هذا المشروع كبير، ومن ضمنهم صبري الحكيمي، ومجموعة في إدارة المشروع، وكلهم مرتبطون بالمخابرات الأمريكية.
ويشير الجاسوس المخلافي إلى أن مشروع “نهج القراءة المبكرة” كان في البداية من خلال إعداد الفريق، مبينًا أن وزير التربية والتعليم في حكومة الوفاق الوطني عبد الرزاق الأشول، تواصل به، وكلَّفه برئاسة الفريق، حَيثُ كان من ضمن الأنشطة التخريبية للمشروع أنه رتَّبَ زيارة لفريق العمل إلى مصر للاطلاع على التجربة المصرية، لمعرفة كيف ساروا في تنفيذ المشروع، غير أن الهدف الخفي تمثل في محاولة نقل بعض الأشياء وإعادة ترتيبها في اليمن، موضحًا أنه كان هناك خبيران أجنبيان “ساندرا” الأمريكية، و”فتحي العشري”، وهما صاحبا فكرة هذا المشروع، وكان لديهما خبرة في تطبيقه على أرض الواقع.
وظهرت ساندرا في مقاطع فيديو أثناء تدريس استراتيجيات نهج القراءة المبكرة، وهي تبين للمتدربين كيف يمكن نطقُ كلمة (بابا وماما).
ويواصل الجاسوس المخلافي قائلاً: “من الأهداف الخفية للأمريكيين في هذا المشروع، أولاً تعميم برنامج يحتاج إلى إمْكَانيات غير متوفرة لتنفيذه، وهذا لن يؤدي إلى تحقيق الأهداف المرجوة، فالطلاب لن يتقنوا المهارات المطلوبة.
ثانياً: توفير إمْكَانيات كبيرة للتجريب في اليمن ومن ثم التوثيق واستخدامها للتخريب في بلدان أُخرى.
ثالثاً: تأكيد استمرار الطريقة الكلية التي من أضرارها إهمال خطوة تحليل الكلمات إلى حروفها مع الأعداد الكبيرة من الطلاب”.
وفي سياق اعترافاته يقول الجاسوس شايف الهمداني: إنه تم استهداف معلمين وطلاب الصف الأول إلى الخامس ابتدائي، عبر مشروع “اقرأ” أَو ما يسمى بـ “القراءة المبكرة”، مؤكّـداً أن الهدف من هذا المشروع هو التأثير على آلية ووسيلة نقل المعلم للمعلومة إلى الطالب، وذلك لإدخَال الطريقة الأمريكية التي يقوم الأُستاذ من خلالها بتعليم الطالب بحجّـة إيصال المعلومة الصحيحة إلى الطالب بطرق حديثة ومتطورة، مُشيراً إلى أن الهدف من هذا هو التأثير على آلية وأداء المعلمين في التدريس وفق الطريقة الأمريكية، والعمل على فرض العادات والتقاليد الأمريكية التعليمية في المدارس فيما يتعلق باختلاط الطلاب والطالبات والتأثير على عقلية الطالب، في سن مبكرة جِـدًّا.
من جانبه يعاودُ الجاسوس المخلافي حديثه، مؤكّـداً أن الوكالةَ الأمريكية ركَّزت بشكل رئيس وأَسَاسي على موضع القراءة والحساب، لفئة الطلاب من (1-3)، فهي الحلقة الأَسَاسية للتعليم بشكل عام؛ لأَنَّه إذَا بينت بشكل جيد في هذه المرحلة، فَــإنَّ المخرجات ستكون سليمة، وَإذَا بنيت بشكل ضعيف ستكون ضعيفة.
ولفت إلى أن نهجَ القراءة المبكرة مكون من 7 خطوات، يكون فيها دور للمعلم والمتعلم، والمشكلة أن الطالب يظل خلال فصل دراسي كامل يستخدمُ استراتيجية واحدة، بينما من خصائص الأطفال في هذه المرحلة من أول إلى ثالث يجب أن يستخدم حواسَه كاملة، وتستخدم معه استراتيجيات متنوعة وليس استراتيجية واحدة.
ويوضح أن الخلل الثاني كان يُفترَضُ أن يتم تطوير القاعدة البغدادية بما يتناسب مع واقع المدرسة اليمنية، وبما يتناسب مع تراثنا، حَيثُ كان في السابق يتخرج الطفل وهو قادر على قراءة المصحف بشكل كامل، فيما يسمى “بالكتاتيب” من خلال استخدامه للقاعدة البغدادية بطريقة يمنية، مؤكّـداً أن الطلاب الذين كانوا في الصفوف الأولى إلى ثالث يعانون اليوم من مشاكل في القراءة والحساب، منوِّهًا إلى أن هذه الاستراتيجية الأمريكية لا تتناسب مع واقع المديريات في بعض المحافظات اليمنية من حَيثُ بيئة هذه المحافظة؛ بمعنى أن المانح درب المعلمين، لكنه لم يوفّر الوسائلُ التي سينفذ من خلالها هذا النشاط.
نماذجُ من التدخُّلات الأمريكية في مناهج اللغة العربية:
وفي هذا السياق يقول الجاسوس محمد حاتم المخلافي: إنهم قاموا كفريق في إطار المفاهيم الثلاثة الرئيسية التي يسعى الأمريكي إلى إدراجها في مناهج الدول العربية والإسلامية، وهي نشر ثقافة السلام ومعناها الخفي نشر الاستسلام، ومحاربة التطرف والإرهاب، ومعناها الخفي إبعاد شباب الأُمَّــة عن الجهاد ومقاومة العدوّ والاحتلال، والمفهوم الثالث مراعاة مفهوم النوع الاجتماعي من ضمن مفاهيمه الخفية نشر الاختلاط والتبرج وما إلى ذلك.
ويشير إلى أن درس “مكر الثعلب” فيه عدد من القيم السلبية، من ضمنها اللجوء إلى الحيلة، والجزاء السيء للمحسن، مواصلاً أنه في درس الفلاح الذكي فيه غرس صورة سلبية للشخص الأعرج، وغرس للقيم السلبية المتمثلة بالتنابز بالألقاب، مؤكّـداً أنه تم تسريب صور ومواقفَ تخفف من العداء للنصارى وتغرس الحب لهم، مثل إيراد علامة الصليب على عربة الحصان، والصليب هو رمز للنصارى.
ولفت إلى أن المفاهيم السلبية التي أدخلها الفريق في كتاب القراءة للصف الثالث الجزء الثاني، هي تسريب مفاهيم الإلحاد من خلال حَـلّ لغز، والذي يتحدث عن الهواء، وكأنه ظاهرة طبيعية، وليس كأنه نعمة من الله، حَيثُ أبرز الهواء كظاهرة طبيعية وليس كنعمة.
وأوضح أنه كان هناك تدرج للتهيئة للتطبيع بالتخويف من خلال عنوان الدرس “أطفال الحجارة”، حَيثُ تم في هذا الدرس، إيراد صور للجنود الإسرائيليين، وهم يعتقلون بعض الأطفال ويعذِّبونهم، وفي هذا تخويفٌ وفيه إيحاءٌ سلبي بعدم هذا العمل؛ لأَنَّه يؤدي إلى التعذيب والاعتقال، بينما كان من المفترض إظهار صورة للأطفال وهم يرمون العدوّ بالحجارة؛ لكي نغرس فيهم روح المقاومة والجهاد.
وأكّـد أن كُـلّ هذا العمل تم بتوجيه من المخابرات الأمريكية عبر توجيهات لفرق التأليف في المواد التي تم إعدادها، ومنها فريق اللغة العربية.