ذكرى مولد النبي الكريم وأهميتُها العالمية
فتحي الذاري
يعتبر مولد النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حدثًا مهمًا يحتفل به ملايين المسلمين في جميع أنحاء العالم.
حَيثُ أكّـدت دعوته إلى توحيد الله وعبادته دون سواه وترك عبادة الأوثان والأصنام والطاغوت والإيمان بعبوديتنا إلى خالق الكون الله عز وجل، وله تأثر بعمق على مسار التاريخ.
كانت رسالته استجابة للاحتياجات الملحة للإنسانية في ذلك الوقت ولا تزال دعوته تتردّد صداها مع الناس إلى يوم القيامة ومن أهم احتياجات البشرية البحث عن المعرفة بالله والتوجيه إلى وحدانيته عز وجل في الحياة وما بعد الحياة، لقد نقل النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- رسالة الإسلام التي تؤكّـد على أهميّة طلب المعرفة وفهم الغرض من الوجود وعبادة الله دون سواه، وتشجع تعاليمه التفكير النقدي والتأمل مما يمكن المجتمع المؤمن من تنمية فهم أعمق لأنفسهم والعالم من حولهم وكان المجتمع الذي ولد فيه النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- مشوهًا بالظلم وعبادة الطاغوت والأصنام وعدم المساواة والتمييز، دافعت تعاليمه عن حقوق الضعفاء والمضطهدين وعززت مبادئ العدالة والمساواة واحترام جميع الأفراد في المجتمع بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي، وتستمر هذه الرسالة في إلهام الحركات؛ مِن أجلِ العدالة الاجتماعية في جميع أنحاء العالم.
النبي الكريم -صلى الله عليه وآله وسلم- رحمة للعالمين، وقد جسدت حياته الرحمة واللطف، إن تأكيده على التعاطف والتفاهم بين الأفراد يعزز الشعور بالمجتمع والانتماء، ويسلط الضوء على حاجة البشرية إلى دعم ورعاية بعضهم البعض، وتوفر تعاليم النبي إطاراً أخلاقيًّا شاملاً يساعد الأفراد على التنقل بين تعقيدات الحياة وَيساعد تأكيده على الصدق والنزاهة ومساءلة الناس في اتِّخاذ الخيارات التي تتوافق مع قيمهم الأخلاقية، وتساهم في بناء مجتمع متناغم في عصر يسعى فيه الكثيرون إلى المعنى والغرض وتقدم رسالة الإسلام طريقًا إلى الوفاء الإيمَـاني والعقائدي.
إن تعاليم النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- تشجع على الارتباط العميق بالخالق وتوفر العز والأمل والشعور بالانتماء إلى شيء أعظم من الذات، أكّـد النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- على أهميّة المجتمع، موضحًا الحاجة إلى أن يجتمع الناس معًا، ويدعمون بعضهم البعض، ويعملون بشكل تعاوني؛ مِن أجلِ الصالح العام.
لم يكن ميلاد النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) مُجَـرّد حدث تاريخي؛ بل كان بداية لحركة عميقة تناولت الاحتياجات الأَسَاسية للإنسانية وتستمر تعاليمه في تقديم التوجيه وإلهام العدالة وتعزيز الرحمة ونصرة المظلوم، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني المستضعَف من ظلم وإجرام إرهابي في حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي من قوى الاستكبار والكفر الأمريكي الإسرائيلي الصهيوني الغربي واحتلال أوطانهم ولنهب وسلب ممتلكاته وجب على العالم المؤمن الوقوف معاً لنصرة المظلوم، مما يترك تأثيراً كَبيراً على الأفراد والمجتمعات المؤمنة في جميع أنحاء العالم إلى الحاجة لتحقيق أهداف الإسلام العادلة، وبينما يتأمل الناس في حياته -صلى الله عليه وآله وسلم- ورسالته فَــإنَّهم لا يجدون إجابات لاحتياجاتهم الخَاصَّة فحسب، بل يجدون أَيْـضاً دعوة عالمية للمحبة والإخاء والعدالة والوحدة في عالم متنوع.