الضرباتُ البحرية الأخيرة تكشفُ عن ملامح تصعيد جديد في مسار حظر الملاحة المرتبطة بالعدو
المسيرة| خاص:
على الرغم من أن العملياتِ البحريةَ الأخيرةَ التي نَفَّذَتْها القُوَّاتُ المسلحةُ اليمنية؛ إسنادًا لغزةَ تأتي في إطار المعادلات والمراحل المعلَنِ عنها مسبقًا، فَــإنَّها تَحمِلُ العديدَ من الملامح التي تجعل منها تصعيدًا جديدًا لمسار الحظر البحري المفروض على ثلاثي الشر.
ومن خلال إعلان القوات المسلحة، مساء الاثنين، عن استهداف السفينة (بلو لاجون1) في البحر الأحمر، بات واضحًا أن هناك فئةً معينةً من السفن أصبحت عُرضةً للضربات المباشرة والمركَّزة، وهي السفن النفطية الكبيرة التابعة للشركات التي لها صلاتٌ بموانئ العدوّ الصهيوني؛ فالسفينة الأخيرة هي ناقلة نفط كبيرة من نوع “سويس ماكس” (أكبر حجم لسفن النفط التي تستطيع عبور قناة السويس بحمولة كاملة) وهي نفس فئة السفينة (سونيون) التي لا زالت تحترق في البحر الأحمر منذ 10 أَيَّـام.
والمرجح أن هذه السفن كانت تُستهدَفُ في السابق أَيْـضاً في إطار معادلات الحظر البحري، لكنها خلال الفترة الأخيرة بدأت تتعرضُ لضرباتٍ أكثرَ شدةً تتجاوزُ سقفَ العمليات التحذيرية، وهذا ما يعكسُه أَيْـضاً أُسلُـوبُ الاستهداف لهذه السفن، حَيثُ يلاحظ من خلال التفاصيل التي تكشفها هيئة العمليات البحرية البريطانية أن هذه السفن بالذات تتعرض لمطاردات نوعية على امتداد ساعات طويلة، حَيثُ يتم استهدافُها بعدة عمليات متتالية وبأسلحة مختلفة، وقد ذكرت الهيئةُ أن قذائفَ (آر بي جي) استُخدمت لأول مرة في إحدى هذه المطاردات.
وقد شكّلت عملية اقتحام وإحراق السفينة (سونيون) علامةً واضحةً على دخول تكتيكات جديدة في الهجوم، توازيًا مع تسليط النيران على هذا النوع من السفن إلى جانب السفن الأُخرى.
كل هذا يجعل من استهدافِ هذه السفن الكبيرة تصعيدًا جديدًا في مسار العمليات البحرية اليمنية المساندة لغزةَ، وهو تصعيدٌ يحملُ رسائلَ مهمةً للأعداء أبرزُها الجديةُ في التطبيق الكامل لقرار حظر حركة الملاحة المرتبطة بهم، وعدم استثناء أي نوع من السفن ذات الصلة بهذا القرار؛ وهذا ما بدا بوضوح، من خلال الهجوم الاستثنائي على الناقلة (سونيون) والذي كشف بوضوح أن القواتِ المسلحةَ قد أعدَّت استراتيجيةً معيَّنةً للتعامُلِ مع ناقلات النفط المرتبطة بالأعداء بما يضمَنُ الإضرارَ بها وفي نفسِ الوقت عدمُ وقوع أيِّ تسرُّب نفطي.