استراتيجياتٌ عسكريةٌ جديدةٌ تهدّدُ الكيانَ الإسرائيلي
براق المنبِّهي
في خطابٍ مثيرٍ، أشار السيدُ عبدالملك بدرالدين الحوثي إلى “مفاجآت في البر كما في البحر باستخدام تقنيات جديدة غير مسبوقة”؛ ما يفتح المجال أمام تحليل عميق للرسائل العسكرية التي يحملها هذا التصريح.
تعكسُ هذه التصريحاتُ تحولًا استراتيجيًّا في العمليات العسكرية اليمنية، والتي تتجاوز كونها ردودَ فعل عابرةً؛ لتصبح جزءًا من استراتيجية مُستمرّة تهدف إلى التأثير الفعّال على الكيان الإسرائيلي.
تستهدف العمليات العسكرية اليمنية، التي تشمل استهداف السفن الحربية والتجارية التابعة لأمريكا وبريطانيا و”إسرائيل”، توسيعَ نطاق الضغوط على الكيان الصهيوني.
يبدو أن الضرباتِ اليمنية ستتجهُ نحوَ عُمق الكيان؛ ما يعكس مستوىً عاليًا من الفعالية والدقة.
الحديث عن “تقنيات جديدة” يثير تساؤلات حول مدى تقدم الجيش اليمني في مجال التسلح والتكنولوجيا؛ قد تشمل هذه التقنيات أسلحة متطورة مثل الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة، بالإضافة إلى تكنولوجيا الحرب الإلكترونية التي يمكن أن تعيق قدرات الدفاع الإسرائيلية.
وإذَا كانت هذه التقنيات تتضمن تطوير صواريخ ذات مدى طويل ودقة عالية، فَــإنَّها ستزيد من التهديدات الموجهة للأهداف الإسرائيلية؛ مما يؤثر بشكل كبير على استراتيجيات الدفاع الخَاصَّة بالعدوّ.
كما أن إدراكَ السيد القائد لحاجة الكيان الصهيوني إلى ضرباتٍ قوية ورادعة قد يدفعه إلى إعادة النظر في عدوانه على غزة.
إن الوعيَ بتأثير الضغوط العسكرية يمكنُ أن يلعبَ دورًا حاسمًا في تحقيق هذا الهدف؛ ما يتماشى مع طبيعة الصراع المُستمرّ في المنطقة، إذ يدرك اليمنيون أن “إسرائيل”، رغم تفوقها العسكري، تحتاج إلى عمليات تُحدِثُ اضطرابًا كَبيراً في استقرارها الداخلي.
السيد القائد ربَطَ بين العمليات البحرية المؤثرة والقدرة على تنفيذ ضربات فعالة ضد الكيان؛ ما يعكسُ استراتيجيةً مدروسةً تهدفُ إلى تحقيقِ تأثيرٍ حقيقي.
وإذَا كانت صنعاء قد نجحت في تطوير تقنيات وأساليبَ جديدة في البحر، فَــإنَّ ذلك يرفعُ من احتمالية قدرتها على نقل هذا النجاح إلى ميادينَ أُخرى، بما في ذلك الهجمات البرية ضد “إسرائيل”.
بالتالي، فَــإنَّ تصريحاتِ السيد ليست مُجَـرّدَ كلمات، بل تعبيرٌ عن استراتيجية مدروسة تهدفُ إلى تحقيق تأثير ملموس وفعّال على العدوّ.
وكما نجحت الاستراتيجية اليمنية في التضييق على “إسرائيل” في البحر، فَــإنَّ من الضروري توسيعَ دائرة التأثير اليمني باتّجاه البر؛ مَا يعكسُ استعدادًا تامًّا لمواجهة التحديات المستقبلية.