يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ
عبد الله دعلة
إن الجهادَ في سبيل الله هو من المهام الأَسَاسية، التي سطّرها القرآن في حركة النبي صلوات الله عليه وآله، وسيرته الجهادية، لما للجهاد من أهميّة في ردع المستكبرين، والطغاة، والجبابرة، والظالمين؛ لأَنَّه الحل الوحيد للحفاظ على الأُمَّــة ودينها وعزتها وكرامتها.
فالنبي “صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ” هو النبي المجاهد، هو من أعظم الأنبياء جهادًا في سبيل الله، هو الذي أمره الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” بقوله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}، والذي قال له الله: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا}[النساء: الآية84]، فتحَرّك وأعطى الجهاد في سبيل الله جزءًا مهمًا من اهتماماته، من أنشطته، ليس هناك أحد يمكن أن يصل إلى مستوى اهتمامه بأمر الجهاد في سبيل الله، فهو الذي تحَرّك وحرَّك الأُمَّــة، وكان يعد العدة، ويحرِّض، ويجهز ويصنع المتغيرات والأحداث وبنى دولة إسلامية كانت لها الصدارة في ذلك العصر؛ لأَنَّ الإسلام أراده الله أن يسود المعمورة من شرقها إلى غربها، لكن الأُمَّــة وللأسف الشديد انحرفت عن النهج الذي أراد الله ورسوله أن تكون عليه وابتعدت عن القرآن الذي يمثل النور الذي يرشدنا إلى ما فيه الخير والفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة؛ فكانت النتائج ما نراه اليوم من ذل وهوان وانحطاط وتغلب أعدائنا علينا، وهذا أكبر شاهد على انحراف الأُمَّــة التي كان يراد لها أن تكون خير أُمَّـة أخرجت للناس.
وما نراه اليوم من جرائم إبادة جماعية في غزة ولا أحد يحرك ساكناً سوى من عادوا إلى الله والقرآن وساروا خلف العترة الطاهرة فلهم الريادة في هذا وبقية أبناء الأُمَّــة في صمت وسبات وكأنهم يعيشون في عالم آخر، بل في كوكب آخر وكأنهم لا يربطهم بهم علاقات دينية واجتماعية وعروبية وجغرافية وَ… إلخ.. والله المستعان.
وكما تحدث السيد القائد -يحفظه الله- فَــإنَّ النتيجة الحتمية هي الغلبة على هذا العدوّ الأشد عداوة للذين آمنوا أَيْـضاً ستكون النتيجة الخزي والذلة لكل المتخاذلين والمذبذبين في الدنيا والآخرة.
(وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ).