واقعُ شعبنا اليوم ثمرةٌ من ثمار الولاء والارتباط بالرسول الكريم
خالد عوض أبو شلفاء
نحن في هذا الشعب العزيز عندما نحتفل بذكرى مولد رسول الله “صلواتُ اللهِ عليه وعلى آله” ونظهر فرحتنا وابتهاجنا كشعب يمني بهذه المناسبة؛ فَــإنَّ ذلك يعطي الدلالة البينة الناصعة على أننا حقيقة وبكل وعي ومعرفة نعرف من هو رسول الله، وما هي أخلاقه، وما هي علاقته بالله، وما هي القيم التي جسدها في حياته، وما هي الانتصارات التي كان أَسَاسها والأصل فيها، وما هي المعارك التي خاضها بكل جدارة وبكل اقتدار.
لهذا فَــإنَّ الحديث عنه “صلواتُ اللهِ عليه وعلى آله” وعن شخصيته العظيمة وكماله المطلق ليس حديثاً عابراً أَو للترفيه والاستعراض الديني المرائي فقط كما ينتهج ذلك كثير من دعاة الفتن والباطل.
حديثنا وفخرنا وابتهاجنا وإنعاشنا لواقعنا ومجتمعنا ولكل ما حولنا بكرامات وفضائل الرسول الكريم هو وأَسَاساً وفق هذا المنطلق بأنه هو أعظم قائد عرفه التاريخ، كما أن ذلك فيما يعنيه هذا الرجل لنا أنه رجل استثنائيٌّ له صلةٌ بأرواحنا وقلوبنا وحياتنا وله صلة كبيرةٌ بسعادتنا وقوتنا وخيرنا في الدنيا والآخرة.
مسؤوليته ودوره في الحياة هدايتنا وإرشادنا وإدخَالنا في طريق النور من كُـلّ أبوابه حتى نرى بذلك ما حولنا ونعرف ما هي مسؤوليتنا وما هو دورنا وما هو المطلوب منا في هذه الحياة.
وقد جربنا وجرب غيرُنا ممن كانوا سابقين في عصره وما بعد عصره كيف كان التحَرّك بغيره وبغير التسليم المطلق لتوجيهاته وكيف كانت نتائج من رأوا أنفسهم فوقه وأنهم أجدرُ منه في الأعمال الجهادية وإدارة المعارك، وتحديد القادة الذين بهروا العدوّ بشجاعتهم واستبسالهم وظهروا نماذج لا يرقى إلى مستواها أحد، رأيناهم بالأمس كيف ذلوا وسقطوا وهُزموا أمام أقلية من اليهود المضروبين بالذلة والمسكنة وعادوا وهم منهزمون، كلّ منهم يجبن صاحبه.
وهكذا تجارب حدثت عديدة، منها ما كان لمن كان مرتبطاً برسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- وذائباً في حبه ومتبعاً لمنهجه وسائراً على سنته التي سنها كيف كان له هيبته وله قيمته وهو الفعال دائماً في الميدان.
أما ما كان من تصرف عكس ذلك العمل بعيدًا عن رسول الله ومخالفاً لما كان عليه؛ فَــإنَّنا نرى فيه كما هي الشواهد الذلة والهوان والتصرفات الحمقاء ومعدومة الحكمة والرشد، وهذا هو ما نراه اليوم في تصرفات وقرارات الكثير من الأنظمة العربية والإسلامية، وذلك إنما يرجع ويعود إلى ابتعادهم عن رسول الله وعن منهجه ورسالته.
شواهد اليوم تقول إن أُمَّـة المليار مسلم بدون محمد “صلواتُ اللهِ عليه وعلى آله” وَالقرآن وأعلام الهدى ورثة الكتاب والنبوة في ابتعادها عن هذه الركائز المهمة قد باتت والله المستعان تحت أقدام أُمَّـة المليون الذين وفي كتابه الكريم وَعلى ألسنة أنبيائه ورسله قد لعنهم الله وأذلهم خاضعين وخانعين وليس لهم قيمة يسبحون في بحور الهوى وَالرقص والمجون، يعيشون مع العاهرات والخمور طيلة الأوقات، وَإخوانهم في غزة ويا للعار يذبحون ويمارس ويرتكب في حقهم أبشع الجرائم على أيدي أولئك الملعونين من اليهود والنصارى.
فيما رأينا شعبنا العزيز وكنموذج لمن يقتدي برسول الله ومنهجه عندما جعل محمداً “صلواتُ اللهِ عليه وعلى آله” رمزاً وقائداً ومعلّمًا له عندما تولاه ورفع ذكره وقدّسه وأجلَّه ووقره، كيف وصل بتلك المبادئ بتمكين الله إلى مصاف الدول العظمى وقهر الطاغوت بكل أنواعه وأسقط الطائرات وفجر السفن والغواصات ودخل في كُـلّ الظروف القاسية وكان المنتصر فيها.
هكذا كان يقيننا في هذا الشعب وهكذا كانت عقيدتنا أننا عندما نأخذ بيد رسول الله “صلواتُ اللهِ عليه وعلى آله” وندخلُه إلى قلوبنا وَأفئدتنا فَــإنَّنا وحتماً سوف نكون الغالبين والمنتصرين.
كما أننا نعلم علماً يقيناً أننا عندما نجعل رسول الله فوق رؤوسنا ونذوب في حبه ونُشيد بذكره ونحتفل بذكرى مولده فَــإنَّنا وتلك حقيقة نلمسها دائماً نرى العزة والكرامة والشجاعة ونرى تأييد الله وهزيمة الأعداء ولو كانوا كباراً وجبابرة ولو تجمعوا وتحالفوا وكان بأيديهم السلاح القوي والفعال فَــإنَّ الله ورغم ما يملكون أشد وأقوى بأساً وتنكيلاً.