مولدُ خير البرية عند شعب الإيمان والحكمة.. محطاتٌ لتنشيطِ الذاكرة
عبدالجبار الغراب
من الذاكرة الإيمانية المليئة بكرامة وأصالة شعب مؤمن عظيم مناصر للمستضعفين والمظلومين، الغنية بالدروس الواسعة للتعليم والتعلم للأخذ منها للعبرة والموعظة والإرشاد وللاقتدَاء بما سطره اليمنيون العظماء من تاريخ مجيد خلده المؤرخون في أنصع الصفحات لأصحاب القلوب الكاملة العطاء في محبتهم للنبي المصطفى، الجاعلين دوماً وباستمرار كُـلّ مواقفهم محطات للذاكرة والاستيعاب للدروس والعبر والعظات الغزيرة بالقيم والمعاني والمبادئ الرفيعة التي لها محتويات وتسلسلات طويلة تنوعت في قواميسها ومجلداتها التي لا انتهاء لها للاستفادة والتعلم والاسترشاد والاهتداء منها بكل ما تم نقله بحقيقة كاملة عن رسول هذه الأُمَّــة.
إلى كُـلّ من افتعل وأخذ من صناعة الأقوال وغيرها من أحاديث ينسبها للرسول الكريم لجعلها مسالك ودروباً غاياتها ومرادها خدمة النصارى واليهود، بأن يراجعوا أفكارهم ويعملوا على تغيير طريقة تعاملهم المأخوذة كأدوات مقابل كسبهم للمال لتركهم كتاب الله خدمةً للأمريكان والصهاينة والغربيين الحاملين للحقد والكراهية للإسلام والمسلمين، وما يدور حَـاليًّا في قطاع غزة إلا أكبر شاهدٍ على حقارة وخذلان الأعراب المتصهينين وخير دليلٍ لهذا الواقع التعيس الواضح والمشهود.
فمولد خير البرية عند شعب الإيمان والحكمة جعله اليمنيون متغيراً عن كُـلّ الأيّام؛ لأَنَّه نقطة لتحولات عظيمة في حياة كامل هذه الأُمَّــة، التي استنارت عظمتها الخالدة في تأسيسها الرفيع لمنهج رباني حكيم، وفي استعادتها للذاكرة السابقة لمن ناصر واصطف دفاعاً عن الرسول، ومعرفتها الحالية للمغازي والمخطّطات الموضوعة والمرتبة لقوى الشر والاستكبار العالمية؛ مِن أجلِ جعلها مذاكرة واتعاظ للمعرفة والاستدراك لكل ما صارت من أحداث وافتعالات هي بالفعل مرتبة ومرسومة ومنظمة بإحكام لجعل المسلمين في شرود وتيهان، لا يعرفون ألا كيف يوفرون لهم وأبنائهم لقمة العيش، لا يفكرون بمواكبه التطورات أَو حتى لبلوغ أسفل التصنيفات في مختلف المقومات التي تحقق الحد الأدنى من متطلبات الشعوب، ليزداد الوعي والإدراك عند اليمنيين في إحيائهم لذكرى المولد النبوي الشريف عاماً بعد عام ويرتفع أثره في إيضاحه للجميع كبيان وتبيان لأحداث سبقت كشواهد ودلائل إثبات لمن أقدم وأوجد وافتعل الذرائع لجعلها تسهيلات للأعداء للدخول والعمل على تثبيت وتسهيل مخطّطات النصارى واليهود.
ولد خير البرية في الجزيرة العربية بمعناها الواسع والكبير، لتتوالى القرون والعقود في سرعتها لتأخذ تقلبات الأحداث مختلف منعطفاتها وتحولاتها التي أعطت على إثرها العديد من المعالم والتنوع والمتغيرات، لتسير وفق مساراتها في البلوغ من عهدٍ إلى عهد، وتسير الأيّام في انقضاء وتبلغ مداها في إحداثها لمسميات لها افتعالها وإسنادها لتكوين دولة على حسب ترتيبات ومخطّطات قوى الشر والاستكبار، لتصبح لها حقيقة في الوجود ويتم تسميتها وذكرها لعائله تم دعمها كسرطان ينخر في جسد الأُمَّــة العربية والإسلامية، فكان للاختيار وجوده الحالي لبني سعود في أقدس وأفضل مكان في الأرض مكة والمدينة، لتنطلق بعدها مسارات الشيطنة في عدة أشكال وصور مختلفة واضعين العديد من الأسس والأهداف لتحقيقها، وهنا طغت الأحقاد ووجدت مقومات التنفيذ لإعداد جماعات اتخذت من الدين الإسلامي غطاء ووعاء للنيل من الإسلام والمسلمين، لتنجح في رسمها لتثبيت أفكارها وإدخَالها كمؤثر له الفاعلية الكبيرة في غرس ثقافات تعمدت التشويه وافتعلت المغالطات كأُسلُـوب للتفرقة، ومن مملكة الرمال ومسماها الحالي السعوديّة ولد خير الأنام ومنها يتعرض اليمنيون لعدوان طغى فيه الظلم حدوده العالية وبمشاهدة العالم كله لطغيان أمريكا و”إسرائيل” وأدواتهم الأعراب من السعوديّة والإمارات، والذين ما زالوا مُستمرّين في حربهم رغم خفضهم للتصعيد العسكري لكنهم ما زالوا لفرضهم للحصار الجائر وللعام العاشر توالياً.