المولدُ النبوي: اعتصموا بحبله ولا تفرقوا

نادر عبدالله الجرموزي

نبارك لكل الأُمَّــة العربية والإسلامية جمعاء، قدوم هذه المناسبة العظيمة جِـدًّا، بجلالتها وعظم شأنها وما تحمله من معانٍ سامية، ببركتها وفضلها وقداستها، بما تكتنزه هذه المحطة المباركة وتحويه من فضائل وكرامات ونفحات إلهيه لأمة هذا المولود القائد الهادي، القُدوة، الشفيع، المشفع، مصباح الظلمات، حبيب الله، سيدنا وعلمنا رسولنا الكريم “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ”.

إننا وبهذه المناسبة الغراء البهيجة يجب علينا كمسلمين أن نحشد كُـلّ القوى والطاقات ونستنفر بدافعنا الإيماني والديني لإحياء هذه المناسبة المقدسة، واستجابة لله في هذا الأمر الإلهي [فليفرحوا]، يجب علينا أن نستشعر عظم هذه المحطة التي نستذكر بها ونتعطر من شذاها الفواح لخير وأعظم قائد عرفه التاريخ واختاره الله واصطفاه لنشر هذا الدين القيم وإيصال وتبليغ هذه النعمة المهداة (نعمة الإسلام)؛ التي جاءت لتخرجنا من براثن الطاغوت وظلمات الشرك والكفر إلى نور الحق المبين والصراط المستقيم الأحق بأن يتبع ونهتدي إليه..

إننا وفي خضم هذه الأحداث المعاصرة ما أحوجنا وكم نحن نفتقر لأن نهتدي بسيرة هذا العظيم (صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الأطهار)..

ما أحوجنا لأن نقتفي نهجه..

ما أحوجنا لأن ننهل ونشرب من معينه..

ما أحوجنا لأن نتسلح بسلاحه الإيماني ورسالته العظيمة، نسير ونكمل لما خطه في مشواره وطريقه، وعلى منهجيته، تلك الطريقة الثائرة لاستلقاف الأُمَّــة من وحل الضياع والتيه والضلال البعيد، الذي يتجسد في مقارعة أنصار الكفر وأرباب الشرك وطواغيت الأرض، أعداء الله وأعداء هذا الدين القويم..

تعالوا.. تعالوا.. تعالوا لنستفيق ونسترشد، لنحلل ونحاكي معطيات الواقع المعاصر في هذه المرحلة الفارقة التي تعيدنا لتلك الأحداث..

نرى ذاك العدوّ وذاك الطاغوت في ذاك الزمان هو عينه طاغوت وعدو هذا الزمن..

لقد حضرت -تلك النماذج وذاك العدوّ- في وقتنا متوارية برداء آخر، بوجه وقناع مختلف، جاهداً في إيغال سيفه من خلافنا، ولكنه بنفس ذلك المشروع وبتلك المآرب والغايات مقحماً نفسه في تحقيق مشروعه اليهودي بمعية منافقيه وشرذمته من الأدوات والأنظمة المطبعة العميلة التي أضلها الله..

ولهذا نرى هذه الهالة الإعلامية والماكنة العملاقة بمختلف الوسائل [سواء البشرية تتمثل في الضالين المأجورين أصحاب الدفع المسبق ومحبي زخارف هذه الدنيا ومتعتها في وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات، مسخرين وموظفين أبواقهم النتنة، أَيْـضاً على الحساب المذهبي أمثال الوهَّـابية الذين بدعوا هذه الاحتفائية وكلّ مَـا هو متعلق برسول الله ومنهجيته، والحمدُ لله وبفضل هذه المشروع القرآني المبارك الذي سلط الضوء على صنيعة هذا المذهب وجوهره، وَجوانب كثر لا يسع هنا الحديث حولها على المستوى الثقافي والتعليمي للمناهج الدينية وَ…]!

كلها جاءت لمحاربة هذا المشروع المحمدي التنويري المبارك، هذا المشروع الحصن لنا من الاختراق والسقوط في سخط الله ومقته..

انظروا لمن يقفوا مشجبين وغاضبين من هذه المناسبة المقدسة؛ تجدهم ممن والوا الطواغيت بشكل مباشر أَو بغيره، هل وجدتم لهم أي صوت تجاه أوليائهم، الذين يقيمون مختلف الاحتفالات باهظة الكلفة والتي تقدر بمليارات الدولارات وكلها لإذكاء الفجور والخلاعة والمنكرات؟! ما موقفهم؟ وما موقف أربابهم؟!

يحتفلون بأعياد رأس السنة، وأعياد للكلاب والكريسمس والفالنتاين، وأقاموا هيئات بكامل ميزانياتها المالية المخصصة لذَلك وكلها في سبيل من؟!

أختصرها لكي تصل لكم ولعلكم تهتدون!

هل رأيتم موقفاً واحداً يعبر ويعكس حقيقة إيمانهم وإسلامهم ولو بالكلمة المسؤولة عن ما يحدث في فلسطين؟!

هل رأيتم أي فتات من الدعم الماطر والمجوني الذي ينفق في سبيل الشيطان، هل رأيتم أي شيء من ذَلك يرحل دعماً لقضية فلسطين ولو بقوافل غذائية وإيوائية؟!

هل رأيتم كلمة غضب وغيره لما يحدث؟!

رأينا الجسور الجوية والبرية والبحرية تمتد دعماً لليهود ولم يستطيعوا أن يدخلوا قنينة دواء أَو قارورة وقود للمستشفيات التي وقفت نتاج نفاد الوقود؟

أهذه مجاميع عربية وإسلامية تدعي الإسلام وتستوجب منا أن نأخذ بفتاوى عملائهم؟!

هل سمعتم أي واحد من علماء البلاط والسوء والسلطة يدعو ويغضب ويستنفر لإخواننا في فلسطين من على محرابه؟!

هل حركت تلك الأشلاء والدماء عروبتهم واستيقظت ضمائرهم وذكرتهم بأوامر الله وآياته؟ لم يذكروا ولم يأخذوا إلا أوامر ملوكهم وسعادة سلاطينهم..!

أحدثكم عن من ينال ويشجب عن الاحتفال والفرح بهذه المناسبة المباركة..! كيف له أن يكون مسلماً ومحسوباً على الإسلام، وليس له من الإسلام إلا حروفه ومفرده!

اعتصموا بهذه المناسبة العظيمة والتي فيها نجاتكم وسبيل رضوان الله، في اتباع ما أمركم به ودعاكم لهداه..

سيروا خلف قائدكم العلم السيد الهادي إلى الحق/ عبدالملك بدرالدين الحوثي (أعانه الله وأمكنه وأيده ووفقنا لما يدعوه) وخذوا بيده راية الإسلام القويم وانتصروا لهذا الدين المتآمر عليه من أعوان وحلفاء الطاغوت والشرك وكلّ من موقعه.

“وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com