من حركة الرسول نستلهمُ الحلولَ لمواجهة الأعداء

أحمد عبدالله المؤيد

في مهمة رسالية إلَهية؛ هي الأكبر والأثقل والأعظم والأشمل لما قبلها من الرسالات، ليست محصورة على قوم وَمجتمع معين، وإنما أرادها الله أن تكون للجنة وللناس جميعاً، وبها اختتم الله رسالته، وأوصل هداه، وأتم نوره، وبلغ حجته، وأكمل نعمته، لكي لا يكون للناس على الله حجّـة بعد الرسل، ولهذه المهمة الثقيلة والكبيرة اختار الله لها خير وأفضل وأكمل خلقه على الإطلاق، محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ-، واختصه الله بهذا الفضل العظيم، فجعله سيد الرسل والأنبياء، وأمر الله البشرية بالطاعة والاقتدَاء والإيمان والتعزير والنصرة واتباع النور الذي أُنْزِل معه.

إن تفضيل الله لرسوله محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ-، هو تفضيل بحجم المهمة والمسؤولية، فمسؤوليته ثقيلة وَكبيرة في تغيير الواقع البشري المزري، وتبليغ الهدى والنور، وإقامة القسط، وتبديل القوانين الباطلة، التي جلبت الإصر للبشرية جمعاء، ويزداد حجم المهمة ثقلاً مع تعدد أعداء الرسالة من يهود ونصارى ومشركين ومنافقين.

رسولُ الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- تحَرّك بالقرآن الكريم، لتبليغ الهدى لتلك الفئات الكافرة من أهل الكتاب والمشركين، مستخدما معهم كُـلّ أساليب الدعوة والتذكير، ولأكثر من عشر سنوات وبجهد وحرص، وصفه الله في القرآن الكريم، بقوله:- (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)، إلا أن تلك الفئات رفضته، وكفرت به، فكان الأُسلُـوب الناجح مع الكفار هو الجهاد والقتال، بعد بناء مجتمع الأنصار من الأوس والخزرج، ولكن الخطر المترافق مع مرحلة بناء الأُمَّــة ونهوضها، هو الظهور والتحَرّك غير المسبوق لفئة المنافقين في أوساط الأُمَّــة، لهدف تمزيق وتفريق وإرجاف وتخويف الأُمَّــة الإسلامية، وُصُـولاً لإضعافها وإفشالها في أية مواجهة ضد الكفار، كما هو حال دول وَأنظمة النفاق في عصرنا، فكان الحل من الله تعالى للنبي هو (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ).

فمن خلال حركة الرسول -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ-، والشعب اليمني في مواجهة مع دول وحكومات النفاق والعمالة، وفي مواجهة مع اليهود الصهاينة، وعلى رأسهم أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا، فَــإنَّه لا حَـلّ إلا بتعزيز الارتباط بالقرآن الكريم وَبالرسول الأكرم، والاقتدَاء به في جهاد وقتال الكفار والمنافقين، وبغلظة وبدون ضعف ولا وهن، فالغلظة تجاه الكفار والمنافقين أُسلُـوب من أساليب الدعوة إلى الله، وبها يحقّق الله الانتصار، وبالغلظة ندفع شرهم، وبالجهاد والغلظة يكسر جبروت الكفار والمنافقين، وينهار طغيانهم ويتلاشى كيانهم، وبالجهاد بغلظة يقام دين الله والقسط.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com