في محط الاحتفال الأُسطوري.. رسولُنا عنوانُ الجهاد النموذجي

 

إبتهال محمد أبوطالب

الإسلام دين الله الذي ارتضاه للعالمين، الدين الذي أعز الإنسان فردًا ومجتمعًا، صغيرًا وكَبيراً، فأصبح الإنسان إنساناً ذا مكانةٍ وشرفٍ، ذا قيمةٍ تُعتَرف.

إن تحدثنا عن العدالة فمنبعها الإسلام، وإن تحدثنا عن الرحمة فجوهرها الإسلام، وإن بحثنا عن القيم الراقية فهي في الإسلام.

رسول الله هو من أرسى مبادئ الإسلام، ووجه الناس باتباعها، رسول الله الرحمة التي يجب أن يُقتدى بها، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} ولأنه رحمة لنا حذرنا من كُـلّ طريق نهايتها نار، وأرشدنا لكل مبدأ موصل إلى الجنة، ومن ضمن تلك المبادئ الراقية مبدأ الجهاد الذي هو السبيل الأمثل للعزة والكرامة، والاتّجاه الأرقى للإباء والنصر، بل هو باب من أبواب الجنة، قال الإمام علي (عليه السلام): «الجهاد باب من أبواب الجنة، فتحه الله لخَاصَّة أوليائه» فحري بنا أن ندخل هذا الباب لنكن من خَاصَّة أولياء الله.

رسول الله صلوات الله عليه وآله، بلغ مبلغًا في الجهاد في سبيل الله، ملبيًّا في كُـلّ ذلك توجيهات الله، من تلك التوجيهات الأمر بجهاد الكفار والمنافقين والغلظة عليهم، قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ، وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ، وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.

إننا نستغرب من زمانٍ طغت فيه اليهود بكلِّ إجرام، وَأفسدت في مواطن الإسلام، وفي عصر رأينا المراقص تعلن إشهارًا والغناء يعلو لهوًا، في وقتٍ أصبح صوتُ المؤذن مزعجًا وصوت المغني مؤنسًا، وأصبح المعروف منكراً، والمنكر معروفاً.

يسعى اليهود والنصارى لعمل فجوة بيننا وبين رسولنا، يريدون أن يبعدونا عن القيم النبيلة، والمجد العريق، والإيمان العميق، يهدفون من كُـلّ ذلك للسيطرة على المسلمين معنويًّا، يريدون أن يمحوا كُـلّ المشاعر التي تربط المسلمين برسول الله، ولكن هيهات لهم ذلك، فرسول الله قدوتنا وأسوتنا، ونورنا والمرشد لنا إلى الصراط المستقيم.

فهنيئًا لكل من جعل رسول الله مثله الأعلى في الحياة، من سار على نهجه سرًا وإعلاناً، تطبيقًا وعملًا.

ها هم الأحفاد من الأنصار يعيدون ماضي آبائهم، ويسردون ذلك الشريط الإيماني الذي أَسَاسه الولاء لله ورسوله، نراهم اليوم يحيون ذكرى المولد النبوي الشريف، ويؤكّـدون أنهم مع رسول الله قلبًا وقالبًا، قولًا وعملًا.

ذكرى الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف محطة يتزود منها المؤمن بأجود وأثمن المؤن المعنوية التي تنعكس في حياته قيمًا وعملًا.

إننا نحمد الله على المسيرة القرآنية، وعلى قائديها السيدَين سبطَي رسولِ الله وعَلَمَي الهدى، فنهجهما الشدُّ إلى دين الله، واتباع سنة رسول الله صلوات الله عليه وآله.

إن للمسيرة أنصارها أنصار الله ورسول الله “صلوات الله عليه وآله”، ومن منطلق ذلك نجد أنَّ أهم ما ثبتته المسيرة القرآنية في جبين دهر عصرنا أن الجهاد ركن هام من أركان الدين ومقياس يُعرف به المؤمن، قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}

إن دليل الاتباع لرسول الله يظهر جليًّا عند المؤمنين في يمن الأنصار، ومن أدلِّ ذلك جهاد الكفار والمنافقين من اليهود واتباعهم والنصارى وأذيالهم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com