حدثٌ رهيب ومشهدٌ مهيب
عبدالسلام عبدالله الطالبي
مع بزوغ فجر الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وفي نفس اللحظات التي كانت تلوحُ باستبشار قدوم أطهر مولود على وجه الأرض، أضحى الشعب اليمني بكل فئاته يتأهب ويتحضر لاستقبال الذكرى الخالدة والمقدسة المبشرة بذكرى مولد الرسول الأكرم “صلوات الله عليه وعلى آله”.
يقابل ذلك وفي نفس التوقيت اعتزم رجالُ الصاروخية البواسلُ إرسالَ رسالة هادفة إلى العمق الإسرائيلي؛ لتكتمل الفرحة وتتحول إلى حدثين مهمَّين تصدرا أبرز عناوين يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول ١٤٤٦هجرية.
الشعب وهو في طريقه مترجلًا ومتوجّـهًا إلى ميادين شموخه وعزته للاحتفاء بذكرى مولد الرسول الأعظم، تسمعُ الجميعَ يتبادلون أطراف الحديث عن الهدف اليمني الناجح الذي وصل للعمق الإسرائيلي وحل عليهم بغتة وهم لا يشعرون.
وهذا يبشر ذاك بالحدث الرهيب الذي طال العمق الإسرائيلي والبِشرُ ينتشر على الوجوه الباسمة والمستبشرة بالحدث الرهيب والمشهد المهيب الذي فاق السنوات الماضية وأكّـد وبرهن على ارتباط اليمانيين رجالًا ونساء وشيوخًا وأطفالا برسولهم الخاتم والنبي الأكرم الذي جبلت كُـلُّ القلوب على حبه وألزمت نفسَها ضرورةَ اتّباعه والتأسي به والاقتدَاء بهديه والتمسُّك بأخلاقه وقيمه ومبادئه التي أرسله الله مِن أجلِها؛ لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى.
نعم حشودٌ مهيبةٌ لا سابقةَ لها على الإطلاق تقاطرت إلى كُـلّ الساحات وفي كُـلّ المحافظات؛ مِن أجلِ الله ورسوله لا رهبة ولا رياء ولا مزايدة أَو رغبة في جاه أَو مال، وإنما تحَرّكت من منطلق الشعور بالمسؤولية وكل الدور والمساكن في هذه اللحظات المهيبة والمفصلية خاوية على عروشها نتيجةَ انشغال ساكنيها بأعظم مناسبة بعد أن اكتست بالزينةِ الخضراء المعبرة عن طيب القلوب الخضراء لشعب الإيمان والحكمة.
أي سِرٍّ يحمله هذا الشعب وأي حُبٍّ يكنه لهذه القيادة المباركة المتمثلة في شخصية السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي “حفظه الله ورعاه”.
ولمن ما يزالون منبهرين بما في أيدي الأعداء نقولُ لهم عليكم أن تتعقلوا ما يجري في ساحات بلدانكم قبل تخليكم عنها وهرولتكم إلى أذناب الأمريكي والإسرائيلي.
ويكفيكم أن تتعظوا بما جرى وما يزال يجري في غزة من مآسٍ يندى لها الجبين فمَـا هو الذي قدمه هؤلاء الحكامُ ممن ذهبتم أنتم للأسف لاستجدائهم وكسبِ رضاهم والاستفادة منهم وهم ليسوا سوى عبيدٍ للأمريكي.. ولكم أن تعقدوا مقارنة بين ماضي الأمس وحاضر اليوم دون التجاهل لمستقبل الغد.
وتجمعُنا نحن اليمانيين الأنصارَ أننا أحفادُ الأوس والخزرج ومن حمل أجدادُنا راياتِ الإيمان والحكمة في مطلع الرسالة المحمدية وآمنوا بالله ورسوله وجاهدوا وانتصروا تحتَ قيادة رسول الله “صلوات الله عليه وعلى آله” ومن بعده الإمام علي والأعلام من أهل بيته “عليهم السلام”.