النورُ المحمدي القادمُ من اليمن
صدام حسين عمير
حين ساد الطغيان وَاستعبد البشر بعضُهم بعضًا، وتفشت مظاهر الانحراف الفطري والعقائدي في المجتمع البشري قبل مولد الرسول “صلى الله عليه وآله وسلم” لأجل ذلك أرسل الله “سبحانه وتعالى” نبيه محمدًا “صلى الله عليه وآله وسلم” رسولًا وهاديًا ونورًا للبشرية ليخرجها من حالة الظلام إلى النور من حالة استعباد البشر لبعضهم إلى عبادة رب البشر وخالقهم.
برغم من ذلك كله وما يمثله النبي محمد “صلى الله عليه وآله وسلم” كمخلِّص للبشرية من حالة الضياع والاستعباد التي كانت سائدة حينها فقد تعرض للتكذيب والسخرية وفرض عليه وعلى أتباعه حصار اقتصادي وَمقاطعة اجتماعية في بداية دعوته مع كُـلّ ذلك استمر النور المحمدي في السطوع متجاوزا الجاهلية الأولى وحروبها عليه من بدر وأُحُد والأحزاب وحنين ومبددا للتواجد اليهودي بالمدينة ومبطلا لمؤامراتهم فاضحا للمنافقين ودسائسهم ليسطع النور المحمدي في كُـلّ مكان بجزيرة العرب ليصبح منارة ونبراسًا يستضاء به إلى بقية أصقاع الأرض.
وفي عصرنا الحالي ومع بزوغ المشروع القرآني الداعي إلى العودة للقرآن الكريم وَإلى الارتباط الحقيقي بالرسول “صلى الله عليه وآله وسلم” وإظهار سيرته الحقيقية كأعظم معلم وقائد عرفه التاريخ ولمنع حدوث ذلك فقد أقبلت الجاهلية الأُخرى بخيلها ورَجْلِها من منافقين ويهود ونصارى بإمْكَانياتهم المادية والعسكرية الهائلة وكما يقول المثل العربي: ما أشبه الليلة بالبارحة؛ فأنصار الباطل متشابهون في أفعالهم وخططهم مع اختلاف الزمان والمكان فبدأ من التكذيب والتشويه للمشروع القرآني الداعي إلى العودة إلى القرآن الكريم والارتباط الحقيقي بالرسول محمد “صلى الله عليه وآله وسلم” إلى العدوان العسكري والحصار الاقتصادي على اليمن وشعبه ولكن رغم التدمير والشدة والمعاناة والبؤس التي خلفها العدوان والحصار ومن ادراك اليمنيين لمعنى محمد رحمة للعالمين؛ لذا يصرون على إعلاء اسمه “صلى الله عليه وآله وسلم” والارتباط به ارتباطًا حقيقيًّا رافضين للظلم ناصرين للمظلوم ليكونوا بذلك قُدوة للمسلمين في العودة إلى الدين المحمدي الأصيل.
وصدق الله العظيم القائل (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).