بصبر ومسؤولية وتكليف إلهي.. ستتحَرَّكُ ولا تبالي
عبدالله أحمد الجنيد
الجهاد في سبيل الله “عز وجل” للدفاع عن الدين والأهل والوطن والأرض والعِرْض وَالمستضعفين والمحرومين والمقهورين واجبٌ على كُـلّ مسلم وكل حر شريف يأبى الظلم والخنوع.
فإذا كان جهادُك مع الله نابعًا من ضميرك وكرامتك وكبريائك وغيرتك وإنسانيتك وإيمانك بعدالة قضيتك وإحساسك بالمسؤولية أمام الله تجاه دينك وَشعبك وأرضك وعرضك ومقدساتك
ستتحَرّك من هذا المنطلق من باب المسؤولية والتكليف الالهي الذي يفرض عليك ذلك سواءٌ أكان تحَرّكك ضمن جماعة أَو حزب أَو بشكل فردي ستتحَرّك اتِّباعًا لقوله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ).
ستتحَرّك في جميع المجالات والإمْكَانيات والقدرات المتوفرة لديك، سواءٌ أكانت في الجانب العسكرية أَو الثقافي أَو الاقتصادية أَو الإعلامي أَو الطبي وغيره.
ستتحَرّك تحَرّكًا قرآنيًّا تحَرُّكَ الرجال الباذلين مهجهم وأموالهم وجميع قواهم وما أعطاهم الله في سبيل الله والوطن ونصرة المستضعفين متوكلًا على الله واثقًا بنصره مهما ضاقت عليك سُبُلُ الحياة وطول الانتظار؛ اتِّباعًا لقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أنفسهُمْ وَأموالهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالقرآن وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.
ولن تتأثَّرَ بكلام المرجفين وَالأقلام المأجورة والضمائر الميتة والقلوب المتعفنة الذين لا يرقبوا في مؤمن إلًّا ولا ذمة، ولا يرون للوطن وسيادة الوطن ودماء الشهداء شرفًا ولا حرمةً، من باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم، وَباعوا نصيبهم من العز والأنوار بحقير الفلس والدينار.
من يريدون أن يخرجوك من النعيم الأبدي والرضا السرمدي إلى النعيم الدنيوي الزائل فهم لا يرجون لقاء ربهم ولا يخافون عذابه.
قد يقول البعض لك مستغلًّا ظروفك المادية التي تمر بها؛ بسَببِ هذه الحرب الظالمة وهذا الحصار الجائر: أنتم في مقدمة الصفوف في مواجهة العدوان وقد ضحيتم بالكثير، لماذا لم يمنحوكم منصبًا مثل فلان وفلان؟! لماذا أنت تجاهد وغيرك يأكل ما لذ وطاب مرتاح بين أهله؟!
هؤلاءِ من قال الله عنهم ((إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ))
فهم يريدون أن يصرفوك ويصدُّوك بمكرهم وكيدهم فيحملونك علـى ترك الجهاد في سبيل الله واتبـاع أهوائهم، يقول الله “تعالى” محذرًا منهم: (واحذرهم أن يفتنوك عن بعضِ ما أنزل اللّه إليك).
فثق بالله وتوكل عليه واصبر وَ(خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) واتلوا عليهم قول الله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) وقولة تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأموال وَالْأنفس وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ).
لكي تكونَ ممن تشملُهم البُشرى في الحياة الدنيا والآخرة ممن يقول الله تعالى عنهم: ((وَجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وَكانوا بآياتنا يوقنون)) فهذه الآية بشري عظيمة للمجاهدين (لمن آمن وعمل صالحا) (وما يُلَقَّاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم).
إذن طوبى للصادقين الصابرين المجاهدين الذين لا تبدِّلهم ظروفُ حياة، ولا تفرّقهم طرق، ولا تلهيهم الأموال، ولا تغريهم المناصب.
من باعوا أنفسَهم لله، وَتعاهدوا على بذل المهج في سبيل الله والوطن وَيصدون صولة الأعداء عن المستضعَفين من إخوانهم في الدين أَو نظرائهم في الخَلْق.
طوبى لمن أجاب فأصاب وويلٌ لمن طُرد عن الباب.