من بلدِ الأنصار إلى أرضِ المسرى

احترام عفيف المُشرّف

رسائل نارية عاجلة تنطلق من اليمن إلى عمق الكيان المؤقت لتخترق القبة الحديدة والدفاع الجوي الإسرائيلي، وتحطم أُسطورة الكيان كما حطمت أُسطورة الأسطول الأمريكي.

اليمن يطلق صاروخًا فرط صوتي يصل إلى عمق الكيان في رسالة ثانية بعد طائرة يافا تعزيزًا للصمود ووضع معادلة جديدة لتوازن الردع والقادم أعظم.

واليمن بهذا يرسل إشعارًا للكيان الصهيوني أنه لن يبقى آمنًا ما دامت غزة غير آمنة ومنذ أن بدأ طوفان الأقصى المبارك والذي انطلقت حممه ونالت وستنال من المحتلّ الغاصب ومن الظالمين المناصرين لهم واليمن أعلن المساندة وخوض المعركة معهم وإلى جانب دول المحور.

وها هو اليمن في مرحلته الخامسة وله في كُـلّ مرحلة ما يناسبها من الجهوزية والاستعداد، ورغم ما نشهده من مجازرَ في غزة يندى لها جبين البشرية في محاولة من بني صهيون للإبادة الجماعية والتطهير العرقي للشعب الفلسطيني؛ إلا أن ما أحدثه طوفان الأقصى في محوره بشكل عام ومن اليمن بشكل خاص يعد زعزعة حقيقية للمحتلّ من عدة جوانب.

منها: تحطيم هيبة الردع الصهيوني وفرض معادلة جديدة لا يمتلك فيها العدوّ التحكم والذي لم يعد له خيار إلا وقف العدوان على غزة، وإلا فَــإنَّ الأمور بالنسبة إليه ستؤول إلى الأسوأ خُصُوصاً بعد إسقاط قبته المزعومة وأحداث الهزيمة النفسية في شعبه، وها نحن نشاهد ما هو معروف منذ الأزل عن اليهود من الخوف والهلع، وقد زادتهم ضربات اليمن خوفاً على خوفهم وهو ما سيسيطر عليهم من الآن وصاعداً.

أيضاً نجح الطوفان في نسف نظرية (أمن “إسرائيل” لا يُخترق9، فقد خرقه اليمن ومزّقه، كذلك فقد أعاد للشعوب العربية الاطمئنان بأنه من الممكن ضرب “إسرائيل” وهزيمتها، وتحطيم هيبتها، وفرض معادلة جديدة يتحكم فيها شباب غزة المقاوم ومن يساندهم بزمام الأمور والذي يزداد قوةً بطريقة لم يكن يتوقعها المحتلّ؛ وبذلك فقد أعاد انتباه الأُمَّــة نحو عدوها الحقيقي بعد سنين من محاولة العدوّ الصهيوني إلى جانب ثلة من العرب المتصهين في خلق أعداء آخرين وتفجير النعرات المذهبية والطائفية بُغية الانشغال بهم وحماية العدوّ الحقيقي وهو “إسرائيل”.

ضربات اليمن أعادت للشعوب العربية والإسلامية قضية القدس وأحيتها فيهم من جديد، لإخراجهم من حالة التدجين التي أرادتها لهم أنظمتُهم المدجَّنة تلقائيًّا والتي لهثت إلى التطبيع وإقامة العلاقات الدبلوماسية، فقد أتت ضربات اليمن لتزأر في وجوه المتصهينين العرب وتقول لهم: حتى وإن بعتم القضية وتخليتم عنها فنحن هنا وسنحمي ما عجزتم عن حمايته ونضربُ من خفتم حتى من استنكار جرائمه.

وللأقصى نقول: لن تكون وحدَك وستظل غزة صامدة حامية للقدس ولن يستطيع العدوّ فصلَ غزة عن القدس ولا فصل القدس عن كُـلّ فلسطين، ومع كُـلّ ما يرتكبه العدوّ في غزة الآن طوفان الأقصى ما زال منتصرًا عليهم وأثبت أن فلسطين هي القضية والقدس هو الهدف، و”إسرائيل” هي العدوّ.

ونحن هنا نتكلم عن الجانب الممتلئ من الكأس لنتفاءل بأن الآتي خيرٌ، برغم ذبحةِ القلب وتصدع الروح لما يحدث لكل ما هو حي في غزة والقتل الهستيري في ظل مباركة من الشيطان الأكبر وفرنسا وبريطانيا ومن في فلكهم.

إنّ طوفان الأقصى معركة أُمَّـة كاملة وليستْ معركة غزَّة وحدها، وعلى الجميع تحمُّلُ المسؤولية، وإن جندنا لَهم الغالبون.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com