تكاليفُ التأمين على السفن المشمولة بالحظر اليمني تقفزُ إلى 2 % من قيمة السفينة
المسيرة | خاص:
سجَّلت أسعارُ التأمين البحري على السفن المرتبطة بالعدوّ الصهيوني والولايات المتحدة وبريطانيا قفزةً جديدةً كُبرى وغير مسبوقة منذ بدء الحرب؛ وذلكَ بسَببِ ارتفاع المخاطر التي تتعرَّضُ لها هذه السفن بعد الهجوم الكبير على الناقلة (سونيون)؛ الأمر الذي يعكسُ مجدّدًا الفشلَ الذريعَ لأمريكا وبريطانيا والغرب في الحد من تأثيرات العمليات البحرية اليمنية المساندة لغزة والرادعة للعدوان.
ونشرت وكالة “رويترز” الخميس تقريرًا نقلت فيه عن مصادرَ في صناعة التأمين قولها: إن تكلفة التأمين على السفن (المعرضة للاستهداف) في البحر الأحمر زادت بأكثر من 200 % منذ بداية سبتمبر فقط، وإن بعض شركات التأمين أوقفت التغطية لهذه السفن مع تزايد خطر تعرضها لهجمات من قبل القوات المسلحة اليمنية.
وأوضحت المصادر أن أقساطَ مخاطر الحرب الإضافية التي تدفعها السفن المعرضة للاستهداف عندما تعبر البحر الأحمر، وصلت إلى 2 % من قيمة السفينة، بالمقارنة مع 0.7 % في بداية الشهر الجاري، مشيرة إلى أن هذه القفزةَ تأتي عقب الهجوم الكبير على الناقلة (سونيون) والتي ظلت تشتعل لأسابيع.
ونقلت “رويترز” عن لويز نيفيل، الرئيسة التنفيذية للخدمات البحرية والشحن والخدمات اللوجستية لدى شركة مارش للوساطة البحرية في المملكة المتحدة قولها: “نشهد حَـاليًّا أقساط تأمين تصل إلى 2 % على قيمة السفينة لمرة واحدة في البحر الأحمر وسط شهية متقلبة لشركات التأمين”.
وقال ديفيد سميث، رئيس قسم التأمين البحري في شركة (ماكجيل آند بارتنرز) للوساطة التأمينية: “الكثير من شركات التأمين الأصغر حجماً لم تعد مستعدةً لتغطية الحرب في البحر الأحمر”.
وأضاف: “إنها المرة الأولى التي أرى فيها شركات التأمين تقولُ لا”.
ونقلت الوكالة عن مصادر أُخرى في قطاع التأمين قولها: إن بعض التغطية لا تزال متاحةً لكن بتكاليفَ مرتفعة.
وذكر أحد المصادر أن “شركات التأمين أصبحت أكثر حذرًا وانتقائية”، مُشيراً إلى أن “السفن التي من المحتمل أن تكون هدفًا للهجوم تكافح الآن للعثور على غطاء تأميني”، وهو ما يؤكّـد أن التأثيرات تتركز بشكل رئيسي على السفن المرتبطة بـ “إسرائيل” والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.
وكانت أسعار التأمين قد ارتفعت من حوالي 0.4 % من قيمة السفينة إلى 0.75 % أواخرَ الشهر الماضي عقب استهداف السفينة (سونيون) لكن القفزة الجديدة إلى 2 % غير مسبوقة منذ بداية الحرب، حَيثُ كانت أعلى ذروة وصلت إليها أسعار التأمين على السفن المعرضة للاستهداف 1 % من قيمتها، وذلك في فبراير الماضي.
وأكّـدت صحيفة “لويدز ليست” البريطانيةُ المتخصصةُ في شؤون الملاحة البريطانية أن العديد من شركات التأمين أصبحت ترفض تغطية السفن التي لها صلات بالعدوّ الصهيوني وأمريكا وبريطانيا، حتى برغم ارتفاع الأسعار؛ لأَنَّ معدل الخطر وصل إلى حَــدّ أن التأمين أصبح “غير مُجْدٍ اقتصاديًّا”.
وكانت “رويترز” قد ذكرت الشهر الماضي أن السفن التي لا يرجح تعرضها للاستهداف لا زالت أسعارُها منخفضة؛ وهو ما يؤكّـد أن صناعة الشحن باتت تدرك جيِّدًا فئات السفن المشمولة بقرار الحظر اليمني.
وتمثل القفزة الجديدة وغير المسبوقة في أسعار التأمين على السفن، دليلًا جديدًا واضحًا على الفشل الكبير والفاضح للولايات المتحدة وبريطانيا في حماية الملاحة الصهيونية وحماية سفنهما، ونجاح القوات المسلحة اليمنية في فرض واقع الحظر البحري بشكل كامل وإيصال تداعياته إلى اقتصاد ثلاثي الشر، حَيثُ تترتبُ على ارتفاع أسعار التأمين زيادةُ اضطراب سلاسل التوريد الأمريكية والبريطانية والصهيونية، بما في ذلك زيادة تكاليف السلع وتأخيرات الشحنات التي تضطر إلى التوجّـه عبر رأس الرجاء الصالح.