٢١ سبتمبر.. ثورةُ تطوُّر وتقدم وبناء
بشرى المؤيد
الحمدُ لله الذي أكمل حفل مولد رسولنا العظيم غير المسبوق في تاريخ الأُمَّــة العربية والإسلامية وجعل اليمنيين يختصون بهذه المناسبة العظيمة. فها نحن نحتفل بثورة ٢١ سبتمبر الخالدة والمجيدة والتي تزامنت مع مولد نبينا الكريم، هي نعمة عظيمة لجعل اليمنيين مشغولين بما يفيديهم في دينهم ودنياهم.
فها هي الأضواء المحمدية لا تزالُ تضيء ثورة ٢١ سبتمبر باستمراريتها، وثباتها، وصمودها، وصبرها؛ متقدمة بخطواتها إلى الأمام لا تعرف الإنحناء أَو الانكسار أَو الخضوع.
إنها ثورة العنفوان، ثورة الحرية والاستقلال، ثورة الأخلاق والمبادئ، ثورة الإنجازات والمعجزات، ثورة كانت من عمق وجع الإنسان وصحَّحت مسارات الثورات الأُخرى وأنجزت الأهدافَ التي هي مرادُ كُـلّ حر وَذي فطرة سليمة وعقل نظيف ملؤه تطلعات شعب أراد أن يعيش في ظل دولة تقيم العدل وتحفظ الحقوق التي شرعها الله وتبني الإنسان بناءً صحيحًا ليقومَ بالمهام التي أوكلها الله له في هذه الأرض ليعمرها، وَيطورها من خيرات الله التي أوجدها في أرضه ليستفيد منها الإنسان ويعيش عيشةً كريمة فخلق له هذا العقلَ وهذا الفكر ليدير الأمور كما أراد الله لعباده.
هذه ثورة حقيقية لا زيف فيها ولا كذب، ثورة تكافح؛ مِن أجلِ أن يبقى شعبها عزيزًا، حُرًّا، أبيًّا؛ له عنفوانه وشموخه وكبريائه.
ثورة استطاعت خلال عشر سنوات من عمرها أن تنجز الكثير برغم محدودية ما تملكه؛ مما جعل الحاقدين عليها يحاولون إفشالها ويسعون بكل جهدهم لجعلها أمام الثورات الأُخرى أنها ثورة لم تستطع تحقيق أي هدف، طبعًا هذا كله من قصر نظرهم ونقص وعيهم.
فلو نظرنا من الجانب المعنوي هي ثورة أعادت الأمل والطموح وَالتفاؤل للشباب ولكل إنسان بمستقبل ملؤه خير متدفق سيملئ الدنيا “ورودًا وزهورًا” وهي كنايةٌ عن مستقبل مليء بخير الله ينعمه لعباده الصابرين المؤمنين بما في خزائن الله التي لا تنفذ.
جعلت اليمنيين يفتخرون بيمنيتهم وأعادتهم إلى صلتهم برسول الله وأنهم “الأنصار” الذين ناصروا رسولَ الله وكان نبينا يفتخر بهم ويشيد بهم أمام العالم أجمع فحفرت اسم اليمن في عقول العالم بأن هذا الشعب الذي تستهزؤون به هو شعب عريق أصيل ذو حضارة وتاريخ لا يمكن أن يزول أبدًا.
وأتت الأحداث وجسّدت هذا واقعًا ملموسًا وأصبح اسم اليمن يردّد في شِفاهِ كُـلّ أنحاء العالم والكون يفخرون بهذا البلد العظيم الذي قال فيه عز وجل: “بلدة طيبة ورب غفور”. فجاء عدوانٌ عبثي أرادوا أن يكسروه لكنهم وقفوا له بالمرصاد فلم ينكسروا أَو يخضعوا أَو ينحوا لأعدائهم فناضلوا وتحملوا وصمدوا وجاهدوا وحاربوا وحفروا اسم اليمن في قلب كُـلّ من يشعر بالكرامة والعزة والحرية والاستقلال.
أما من الناحية الصناعية هي ثورة استطاعت بكل فخر واعتزاز أن تبدأ تصنيعها من الصفر حتى تطور وتقدم هذا التصنيع إلى أن وصل إلى “الفرط صوتي” برغم ظروفها الصعبة والحصار الخانق فاستطاعت القوة الصاروخية تصنيع المسدسات، الكلاشنكوف، المدرعات الحربية، المسيرات بكل أنواعها، الصواريخ بكل أنواعه، القنابل بكل أنواعه… إلخ من التصنيعات الحربية التي لم تستطع أية دولة عربية لها مواردها وثرواتها أن تصنع أي سلاح يحمي دولتها من أي عدوان يهجم عليها.
واستطاعت أن تعيد ثقة الفرد بذاته، وتعيد ثقة المجتمع بنفسه، وثقة الدول أنها تستطيع عمل المستحيلات طالما وجدت العزيمة والإرادَة.
استطاعت أن تعيد الثقة بقدرة الفرد اليمني أنه يستطيع أن يصنع المستحيلات، حَيثُ كان مزروعاً في نفوس اليمنيين أنهم عاجزون لا يستطيعون عمل أي شيء ليس لهم القدرة أن يصنعوا، أَو يخترعوا، أَو يبتكروا، أَو يفكروا، أَو أن يجعلوا ما في خيالهم حقيقة ملموسة في واقعهم؛ فكل هذه الصناعات بعقول يمنية بحتة يصنعونها في بلادهم طيارات، صواريخ كلها Made in Yemen. فاستطاعوا من كلمة “لا أستطيع” إلى كلمة ” نحن نستطيع”.
وجعلت التعاون والتعاضد صفةً متلازمةً في صفات اليمنيين الشرفاء الذين كانوا يبذلون من أموالهم الخَاصَّة ويساهمون في بناء التصنيع العسكري فاجتمعوا على كلمةٍ واحدةٍ واجتمعت قلوبهم على المحبة والألفة التي جعلتهم يبدون كسهم واحد في عين كُـلّ عدو. أصبحوا جماعة لا تقهر وشعب لا يلين جعلوا نجاحهم صوب أعينهم والنصر طريقهم ليجعلوا “كلمة الله هي العليا”.