خيانةُ العملاء تحتَ مِظلة شبكة ستارلينك التجسُّسية
براق المنبهي
تُهدّد خدمة ستارلينك الفضائية، بِغزوها السماوات اليمنية، بلدنا في مشهد جديد، برزت قضية خدمة “ستارلينك” كشأنٍ بالغ الأهميّة يثير القلق والجدل. فبصوت واحد وضمير حي، يعلن الشعب اليمني رفضه القاطع لهذه الخدمة؛ إدراكًا منه للمخاطر الجسيمة التي تنطوي عليها، والتي تهدّد أمنه القومي وسيادته.
تُعتبر خدمة ستارلينك، في نظر الكثيرين، أدَاة لتعزيز القدرات الاستخباراتية للأعداء، خَاصَّة بعد الهزائم التي مُنِيَ بها جواسيسهم في اليمن. فمن خلال هذه الخدمة، يمكن للأعداء جمع معلومات استخباراتية دقيقة عن تحَرّكات القوات اليمنية، مواقعها العسكرية، ونشاطاتها الاستراتيجية؛ مما يُسهّل عمليات التجسس والتخريب.
تُدرك قيادة صنعاء تماماً المخاطر التي تنطوي عليها خدمة ستارلينك، وتُعتبر جبهة اليمن اليوم من أهم الجبهات بالنسبة للأعداء، خَاصَّة بعد نجاح الصواريخ اليمنية في اختراق دفاعاتهم. ولهذا، لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أية محاولة لزعزعة الأمن القومي، وسوف تتخذ الإجراءات اللازمة لمواجهة هذه التهديدات كما واجهة تهديدات الاقتصاد.
موقف الرفض الشعبي لستارلينك إدراك بأن هذه الخدمة مدعومة من قوى خارجية معادية، وعلى رأسها الولايات المتحدة و”إسرائيل”، والتي لا تحمل نوايا حسنة تجاه اليمن. فهدف هذه القوى هو تحقيق أهدافها العسكرية والاقتصادية والثقافية، والتي تتعارض مع مصلحة الشعب اليمني.
تُعتبر تجربة لبنان، مع اختراق أجهزة البايجر قبل يومين من تفجيرها، مثالاً على أخطر الاختراقات الأمنية والاستخباراتية التي تعرضت لها حركات المقاومة. لكن المخاطر التي قد تنجم عن استخدام ستارلينك في اليمن تفوق ذلك بكثير، حَيثُ يمثل انتشارها تهديدًا للأمن القومي، ويعزز من قدرة الأعداء على التجسس والتلاعب بمصائر الناس.
لا يخفى على أحد الحالة المخزية التي يعيشها بعض العملاء والمرتزِقة في اليمن، الذين يسعون لاستقبال أجهزة ستارلينك، متجاهلين المخاطر الجسيمة التي تنطوي عليها هذه الخطوة. إن هذا السلوك يُظهر انبطاحًا مُخزيًا، وخيانةً صريحةً للوطن، ويمثل طعنةً غادرةً في ظهر الشعب اليمني.
تؤكّـد قيادة صنعاء أن الخطوات التي تتخذها هذه الفئة من المرتزِقة لن تعزز مواقعهم، بل ستقرِّبُهم سريعًا إلى مصيرهم المحتوم. فصبر صنعاء طويل، لكنه ليس بلا حدود.
إن ما يحدث اليوم هو بمثابة عاصفة تتجمع في الأفق، ستولد طوفانًا من نار لن يتوقف حتى يُقطَف آخرَ رأس يمارسُ طعنَ هذا البلد العظيم بتسليم مقاليد سيادته للأمريكي.
اليمن خط أحمر لا يمكن تجاوزه. فكل خطوة تُتخذ ضد هذا الأمن هي بمثابة رصاصة في قلب الوطن وطعنة في صدر الشعب. وهذا لن يمر دون عواقب وخيمة.
تُعتبر خدمة ستارلينك، التي أثبتت فاعليتها في دعم العمليات اللوجستية للجيش الأوكراني في مجالات التجسس، في الوقت الذي تتسم فيه الجبهة الأمنية في صنعاء بالتماسك، يسعى الأعداء لاستغلال ضعف الشبكات التقليدية للاختراق بوسائل جديدة، ومنها ستارلينك.
في هذا السياق، نأمل من وزارة الاتصالات في صنعاء أن تقوم بدورها في تخفيض أسعار الباقات وتوفير خدمات الإنترنت في المناطق النامية والبعيدة. فالوطن يحتاج إلى شبكة قوية تساهم في تعزيز التواصل وتحد من محاولات التدخلات الخارجية، التي قد تتسبب بها هذه الخدمات التي تُغزينا بتراحيب حارة من قبل المرتزِقة في الجنوب.