ثورةُ 21 سبتمبر عنوانُ المجد ومنبع الكرامة والعزة
محمد أحمد البخيتي
مجد الأوطان لا يأتي إلا بالقيادة الصادقة التي تضع الأوطان نصب عينيها وضمن أولوياتها، وعندما تلتمس الشعوب مصداقيتها وتوافقها مع طموحات وتطلعات أبنائها تلتف حولها ويكثر مناصروها ممن جعلوا من الأوطان رمزاً لعزتهم وعنواناً لكرامتهم ومصدر لفخرهم وشرفهم؛ لذلك تكون ثوراتهم مباركة وجهودهم وتضحياتهم خالدة، وتكون أهدافهم أعظم وأشمل من ثورة لخلع حاكم واستبداله بأحد أتباعه.
وما حدث في الثورات التاريخية التي شهدتها اليمن عبر التاريخ أنها كانت ثورات لتغيير الوجوه وليس لتغيير الأنظمة الظالمة والفاسدة؛ لذا فكل الثورات التي سبقت ثورة 21 سبتمبر لم تكن سوى عناوين جوفاء، مضمونها عظيم وأبعادها صغيرة لا قيمة لها، ثورات اتخذ رموزها من الشعب سُلماً يتسلقون عليه لتحقيق أهدافهم الشخصية، بعيدًا عن القضاء على الظلم والفساد وتحقيق آمال وأهداف وتطلعات اليمنيين.
لذلك إذَا قلنا عن ثورة 21 سبتمبر2014م إنها أعظم ثورة فلأنها ثورة الشعب وبالشعب وللشعب، فهي ثورة الشعب؛ لأَنَّها جاءت من خارج نظام الحكم، وهي ثورة بالشعب فلم تمول من أيادٍ خارجية ولا من أيادٍ طامعة، بل جاءت من الداخل وكانت جزءًا لا يتجزأ من النظام الحاكم، وهي ثورة للشعب؛ لأَنَّ قاعدتها الشعب وعمودها أبناؤها ووقودها أموال الشعب وجهود رجاله؛ ولأن أهدافها ثابتة لم تتغير وحركتها ووجهتها تلبية آمال الشعب وتحقيق تطلعاته؛ لذلك تجد كُـلّ قوى الشر والغطرسة والعنجهية وكافة دول الاستكبار والكفر والعمالة والنفاق تقف في وجهها وتحاول كسرها، لكن بتوفيق الله ونصره وتأييده لثوارها وتضحياتهم، ثم بإرادَة وصمود وصبر ثوارها وقادتها ورموزها وحكمة قيادتها كُسرت كُـلّ تلك القوى وأصبحت ثورة 21 سبتمبر الشرارة الأولى للثورة العظيمة التي ستغير التاريخ وتنتشل الأُمَّــة من واقعها وتنصر المستضعفين من أبنائها، والتي سيصل عدلها بإذن الله إلى ما وراء حدود بلاد الإسلام.
فمن خلالها استعاد الشعبُ كرامتَه المهدورة وقرارَه المسلوب ومجدَه المفقود وتحرّر من التبعية لأمريكا وعملائها في الداخل اليمني وأدواتها في المنطقة العربية، لتحلِّقَ باليمن وشعبِها على طريق العزة نحو المكانة الحضارية التي تليقُ باليمن العريق بين الأمم.