21 سبتمبر.. يومُ الثورة المباركة
منير الشامي
عقد من الزمان فقط هو عمر ثورة الـ 21 من سبتمبر المباركة، هي مباركة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، مباركة بقيادتها الحكيمة وثوارها المستضعفين، مباركة بمشروعها القرآني وسلاحها الإيمَـاني، وبأهدافها السامية وغاياتها الإنسانية.
مباركة بإنجازاتها الأُسطورية، بداية من إخراج اليمن من براثن الوصاية والارتهان للقوى الخارجية، ومُرورًا بالدفاع عن اليمن أرضاً وإنساناً ضد عدوان غاشم من تحالف دولي طوال ثماني سنوات، وما صاحبه من بناء جيش وطني قوي يعتمد على نفسه في الإعداد الكمي والنوعي والحربي والإنتاج والتطوير العسكري لأسلحته التقليدية والنوعية من الطلقة إلى الطيران المسيّر والمنظومات الصاروخية المتعددة والمتكاملة، إلى نصرة المستضعفين ودحر المستكبرين وحصار الطغاة المجرمين.
مباركة بثمارها النفيسة التي حقّقتها للشعب من العزة والكرامة والحرية والاستقلال، ورفعها اسم اليمن عاليًا أمام شعوب الأرض وأنظمته، مباركة بانتصاراتها العظيمة التي حيرت الألباب وأدهشت العقول وبخطواتها الواثقة، مباركة ببياضها الناصع وتسامحها الواسع وعفوها الشاسع ونأيها عن الحقد والانتقام، ودعوتها إلى اللحمة والوئام.
مباركة بنهجها السديد ودربها الرشيد وببأسها الشديد الذي وصل “بفضل الله” إلى عقر الإجرام الصهيوني على درب معركة طوفان الأقصى وطريق هدفها الأسمى تحرير القدس والمسرى.
هي ثورة حمت الشعب من الانزلاق ومن التفرق والانشقاق، وحمت الثروة الوطنية من النهب والارتزاق ومن قوى الاستكبار وأنظمة النفاق.
هي ثورة الحق على الباطل وثورة العدل على الظلم، تعبر عن إرادَة الشعب وتسعى لتحقيق آماله وتبليغه طموحاته، لا مكان فيها للشللية ولا للحزبية ولا للطائفية ولا للأسرية، ولاؤها لله ولرسوله وللمؤمنين، وعطاؤها للشعب بكل مكوناته، تمثل الجميع وتظلل الجميع.
شعارها البراءة وسلاحها الإيمَـان ونورها القرآن والمصطفى العدنان، وغايتها الأخوة وبناء الإنسان، وعدوها النفاق والظلم والشيطان، فضحت أنظمة العمالة للأعداء وكشفت تآمرهم وأظهرت نفاقهم وانبطاحهم، زلزلت عروش الاستكبار في البر والبحار.
هي ثورة واضحة بكل معالمها وجوانبها مُستمرّة في توقدها وخطاها جلية بطموحها وغايتها، سامية بأهدافها ومسارها لا مستحيل في قاموسها تجتاز الصعاب وتقهر التحديات بنور مشروعها وعظمة قائدها.
فهنيئاً لشعب هذه ثورته، وهنيئاً لثورة هذا قائدها، وهذا شعبها.