الذكرى العاشرة لـ ثورة الـ 21 من سبتمبر المجيدة
أبو حسين وجيه الدين
تاريخٌ صنعهُ الشعب اليمني الحر الأبي الصابر الصامد العزيز، شعب الإيمان والحكمة، وسطرهُ المجاهدين الأبطال المؤمنين، تحت قيادة صادقة مخلصة حكيمة عظيمة قوية، وسوف نكتب عن هذا التأريخ تأريخ الشعب اليمني للأجيال القادمة، حَيثُ تتجلى فيه القيم الحقيقية، وتُرفع به رايات الفخر والشرف والعزة والكرامة نحو التغيير والبناء، ومواجهة قوى الشر والشيطان الطغاة الجبابرة المستكبرين، وتحرير القدس المحتلّة، وكلّ شبر من تراب الوطن، وطرد المحتلّين الأجانب العدوان الأمريكي الصهيوني السعوديّ الإماراتي، معاً سنبني مستقبلاً مشرقاً ينطلق من قلوبنا إلى آفاق كبرى.
ثورة الـ 21 من سبتمبر اقتلعت جذور قوى الشر والشيطان العدوان الأمريكي الصهيوني البريطاني السعوديّ الإماراتي وعملائهم المرتزِقة وأدواتهم المطبعة والرخيصة وأبواقهم المأجورة، وتوجت الكثير من النجاحات، وحقّقت أعظم الانتصارات والمنجزات، وسطرت أروع الملاحم البطولية في مواجهة الكيان الأمريكي الصهيوني الغاصب، وتمكّنت من الوصول إلى أهدافها، وجسدت مدى حب وتعظيم الشعب اليمني للرسول الأعظم سيدنا وحبيبنا ونبينا وقائدنا وقدوتنا محمد رسول الله “صلوات الله عليه وآله وسلم” بالاحتفال في محافظات الجمهورية اليمنية بذكرى المولد النبوي الشريف “على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم”.
وجسدت هذه الثورة كُـلّ معاني الجهاد، والصمود، والتضحية، والفداء، والوفاء، تجسيداً حقيقيًّا لإرادَة وتطلعات الشعب اليمني والشعوب العربية والإسلامية، وبرزت هذه الثورة إلى إجراء تغييرات جذرية وإصلاح الوضع الراهن وتصحيح كامل يشمل الهيكل الحكومي في جميع مؤسّسات الدولة وتطوير أساليب الأداء، وتم تشكيل حكومة مكونة من (19) وزارة، والتي تم فيها دمج بعض المهام والاختصاصات؛ بهَدفِ تحقيق التغيير المطلوب في السياسات والآليات الحكومية وفقاً لأهداف ومهام واضحة تساهم في البناء والاكتفاء الذاتي، وتحقيق الهدف المنشود للشعب اليمني العزيز.
ورسخت ثورة الـ21 من سبتمبر الثقافة القرآنية في أذهان ونفسيات الشعب اليمني، وعلمتهم معنى الجهاد في سبيل الله والاستشهاد، وصنعت من هذا الشعب العظيم الشجاع رجالًا لا يخافون في الله لومة لائم ولا يخافون إلا الله، وعرفوا منها الحق وأهله من الباطل وحزبه، وتعلموا من هذه الثورة ثورة الأحرار بأنهم في هذه الحياة لم يُخلقوا عبثاً وإنما خُلِقوا لِتحمل المسؤولية الدينية والوطنية على عواتقهم، وهي نصرة دين الله وعباده المستضعفين، والإحسان للناس في كُـلّ المجالات، والدعوة إلى هُدى الله والعودة إلى كتاب الله القرآن الكريم ونصرة المستضعفين من عباد الله، وفي مقدمتهم نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم المحاصر والمعتدى عليه ظلماً وعدواناً، والوقوف بجانبهم ومد يد العون معهم ومناصرتهم ومواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني البريطاني ومن تحالف معهم.
ونحمد الله الذي رزقنا هذا القائد العظيم الشجاع قائد الثورة قائد المسيرة القرآنية السيد العلم/ عبدالملك بدر الدين الحوثي “يحفظه الله” القيادة الربانية في حياة الناس وتغيير سلوكيات الشعوب كواقع مشاهد بين زمنين.
فالحمدُ لله على نعمة هذا القائد الذي تكالبت عليه قوى الشر والاستكبار والطغيان وتواطأت وتعاونت معهم دول التطبيع والنفاق وعلى رأسها السعوديّة والإمارات، ومع ذلك يدير كُـلّ المعارك بحنكة وحكمة وقوة واقتدار بالاعتماد على الله سبحانه وتعالى، والتوكل عليه والثقة به، وفق رؤية قرآنية تؤسس لمدرسة قرآنية عالمية واقعية، التي هي المخرج الحقيقي الوحيد للأُمَّـة الإسلامية من مأزق وويلات الحضارة المادية والثقافات الغربية والمغلوطة التي تعيشها البشرية في الوقت الراهن.
لم يسبق لنا أن نرى قائداً كهذا القائد ولم نرَ عالماً واحداً يقول كلمة الحق بوجه الطغاة الجبابرة والمستكبرين كما رأينا مفتي الديار فضيلة العلامة شمس الدين شرف الدين، ولم نرَ ملكاً ولا رئيساً ولا زعيماً ولا قائداً يدعو أبناء الشعب اليمني وكافة الشعوب العربية والإسلامية إلى دعم القضية الفلسطينية ودعم المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني قولاً وفعلاً ونصرة إخواننا المظلومين في فلسطين، وأطلق دفعة كبيرة من الصواريخ البالستية والمجنحة وعدد كبير من الطائرات المسيّرة على أهداف مختلفة للعدو في الأراضي المحتلّة وأصابت الأهداف بدقة عالية، كما رأينا اليوم قادات دول محور المقاومة وبمقدمتهم قائد المسيرة القرآنية قائد الثورة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي “يحفظه الله”.
وبإذن الله تعالى وعونه وتعاون الجميع وصمود الشعب اليمني قادمون بمفاجآت لم تكن على الحسبان بما يُثلج الصدور بعون الله، في زمن الظهور والعزة والكرامة التي يعتقد البعض أنها مرهونة بالمال والقصور.