تصاعد الرد في لبنان يعزز موقف حماس في المفاوضات

رهيب التبعي

شهدت الساحة الإقليمية تطورات ملحوظة في الفترة الأخيرة، تمثلت في تصاعد الرد العسكري من قبل حزب الله في لبنان ضد الكيان الصهيوني، هذه التطورات لم تكن مُجَـرّد تصعيد عسكري محلي، بل عكست تحولاً نوعيًّا في ميزان القوى الإقليمي؛ الأمر الذي أسهم في تعزيز موقف حركة حماس في المفاوضات الجارية.

لا يخفى على أحد أن حماس أصبحت المحور الأَسَاسي للمقاومة في فلسطين، وهي تواجه الاحتلال الإسرائيلي بصلابة، سواء من خلال المواجهة العسكرية أَو السياسية، لكن في ظل الظروف الحالية، فَــإنَّ الدعم الذي تتلقاه الحركة من جبهات المقاومة الأُخرى في المنطقة، وخَاصَّة من لبنان واليمن والعراق، بات يشكل ركيزة استراتيجية حيوية لنجاحها.

الرد العسكري الأخير لحزب الله على “إسرائيل”، والذي جاء في سياق تصاعد التوترات على الحدود اللبنانية الفلسطينية، أرسل رسائل متعددة، أولاً، أكّـد أن المقاومة اللبنانية لا تزال قوية وقادرة على التأثير في ميزان الردع الإقليمي، ثانيًّا، أظهر أن حزب الله، رغم التحديات الداخلية التي يواجهها لبنان، لا يزال يحتفظ بالقدرة على دعم القضية الفلسطينية، ليس فقط من خلال الخطابات الإعلامية، بل عبر أفعال ميدانية ملموسة.

هذا الدعم يعكس بوضوح أن القضية الفلسطينية ليست مسؤولية حماس وحدها، بل هي قضية محورية يتشارك فيها الجميع. ويأتي هذا التناغم بين جبهات المقاومة في لبنان واليمن والعراق ليعزز وحدة الصف في مواجهة الاحتلال الصهيوني، ويزيد من الضغط على “إسرائيل” في أية مفاوضات مستقبلية.

في اليمن، يستمر الدعم السياسي والإعلامي والعسكري للقضية الفلسطينية، حَيثُ يشير العديد من الخبراء إلى أن المقاومة اليمنية تنظر إلى ما يحدث في فلسطين كجزء لا يتجزأ من نضالها ضد العدوان الخارجي.

أما العراق، ورغم التحديات الداخلية التي يواجهها، إلا أن العديد من الفصائل العراقية أكّـدت وقوفها مع حماس وجبهات المقاومة الأُخرى.

إن هذه الجبهات المساندة، سواء من لبنان أَو اليمن أَو العراق، تمنح حماس دعماً متعدد الأوجه، فإلى جانب الدعم العسكري والإعلامي، تقدم هذه الجبهات دعماً سياسيًّا قويًّا يمكن لحماس استثماره في المفاوضات، وهذا يعكس مدى الترابط بين قوى المقاومة في المنطقة، التي تعمل ككتلة واحدة لإضعاف الكيان الصهيوني وتعزيز موقف الشعب الفلسطيني.

لا يمكن إنكار أن الأحداث الأخيرة في لبنان ساعدت في تعزيز مكانة حماس في أية مفاوضات مستقبلية مع الاحتلال، ومع تزايد الردود من قبل جبهات المقاومة المختلفة، يظل المستقبل مفتوحاً على احتمالات قد تؤدي إلى تغييرات استراتيجية على الساحة الإقليمية لصالح فلسطين.