السيد حسن نصر الله النجم المضيء في سماء المجاهدين
بشرى خالد الصارم
هذا هو الأمين العام لحزب الله الذي استقبل الشهادة مكر غير مفر، مقبل غير مدبر، هؤلاء هم الرجال الذين طالما طُعنوا في ظهورهم من قبل خانعي الأُمَّــة والساكتين والمطبعين، هؤلاء هم الذين لطالما شُنت عليهم الحروب الثقافية والطائفية والعنصرية، اليوم يقدمون دماءهم قرباناً لهذه الأُمَّــة.
لقد قدم الشهيد حسن نصر الله روحه ودفع دمه ثمناً لنصرة أطفال ونساء غزة وهم يسحقون تحت جنازير الدبابات الصهيونية، وتحت غارات الطائرات الإسرائيلية الأمريكية، في وقت كان العالم الغربي المتمثل بقوى الطاغوت في الأرض أمريكا و”إسرائيل” ومن تحالف معها من الغرب وطبع معها من العرب يتكالبون عليه وعلى موقفه الإسنادي لأهل غزة، ولكنه أبى إلا أن تتوقف الحرب على غزة كي تتوقف عملياته في عمق الأراضي المحتلّة وفي شمالها.
نعيش اليوم لحظات حاسمة، وإن دماء السيد حسن حجّـة أمام الجميع، بل ستكون لعنة لكل خائن وعميل، عطاؤه هو الذي سيجعل الجميع يتحمل المسؤولية على أعلى المستويات كلاً في موقعه، كلاً في مجاله وميدانه ومترسه، وأن كُـلّ ما حصل وما يحصل يؤكّـد أن معركتنا مع هذا العدوّ الصهيوني هي معركة مصيرية، وأن هذا العدوّ يمثل خطراً للأُمَّـة، وبالتالي فَــإنَّ المواجهة حتمية، والتفكير في التراجع والتفكير في الاستسلام هي الخطورة الفادحة بحد ذاتها، وبالتالي دماء الشهداء ستكون وقوداً يدفع هذه الأُمَّــة بكلها للاستمرار ومواصلة طريق الحق والجهاد، وأن دماءهم ستفضح المنافقين والعملاء وتكشفهم أكثر من أية مرحلة سابقة.
اليوم المسؤولية علينا جميعاً كبيرة، المسؤولية على كُـلّ مقاوم، على كُـلّ مجاهد على كُـلّ رجل على كُـلّ امرأة، وعلى كُـلّ فرد من أفراد مجاهدي محور المقاومة، والمقاومة الإسلامية في لبنان ورجال حزب الله، وهم الرجال المؤمنون، الرجال المتربون على منهجية سماحة العشق السيد المفدى الشهيد حسن نصر الله، المنهجية السمحة، المنهجية الحقة، ومن ثقافة هذه المنهجية وهذه المقاومة أن المجاهدون جميعاً مشاريع شهادة، وأن يسقط القادة شهداء في هذا الطريق هو دليل الصدق والوفاء، دليل المنهج الحق والسليم، وليس منهجا للبحث عن المناصب والمكاسب، فهذه هي الحياة التي عاشها السيد حسن نصر الله، كان دائماً يواجه المخاطر، يواجه الصعاب يواجه الأعداء غير مبالياً بالتهديدات ولا بالترغيبات، حتى لقي الله أبيض الوجه عالي الهامة شامخ القامة.
الجهاد مُستمرّ والعطاء ليس بجديد، فقد استشهد الأمين العام السابق لحزب الله السيد/ «عباس الموسوي» واستشهد الشهيد القائد/ حسين بدر الدين رضوان الله عليه، واستشهد رئيس حركة حماس الشهيد/ إسماعيل هنية رضوان الله عليه، وَنائبها «صالح العاروري» و«فؤاد شكر» وكثير من قادات المقاومة الشرفاء الأحرار، ولكن الله سبحانه وتعالى يتولى قيادة هذا الجهاد، يتولى ويختار خيرة قاداته، ليكونوا خيرة خلف لخيرة سلف وما زادتنا دماؤهم إلا قوة وعنفوانًا واستمرارًا في طريق الجهاد والحق.
واليوم ها هو حزب الله يقدم قرباً غالياً شريفاً عزيزاً، هذا هو حزب الله الذي تعرض لهذا المصاب الجلل، ولكنه ما زال الحزب الثائر، وما زال بذات قوته وبذات صموده ذات ثباته، الحزب الذي حملوا دم قائدهم ورايته وواصلوا مسيرته في إطلاق صواريخهم في العمق الإسرائيلي، ومواصلة الجهاد ضد هذا العدوّ النازي، من كان يظن بهم العدوّ أنه سيكسرهم باغتيال قائدهم وهو الذي كان قد قال لهم أن الشهادة بحد ذاتها نصر.