لأول مرة السيد حسن نصر الله ينتصرُ لنفسه

غازي منير

قد يكون استشهاد سيد الجهاد والمقاومة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، اختراق أمني لحزب الله، ولكنه لا يعني انتصار لـ “إسرائيل” وإنما هو يكشف ويوضح مدى وحشيتها وإجرامها وخبثها وعدم اكتراثها لحياة المدنيين إطلاقاً فقد قامت باغتياله في منطقة تكتظ بالسكان المدنيين.

يجب عليهم عدم اليأس والإحباط، وأن يجعلوا من استشهاد القائد دافعاً قويًّا يشدهم نحو الثقة بالله والعزيمة والإصرار على مواصلة نهج القائد الشهيد بإرادَة صلبة وعنفوان أكبر في مساندة غزة وحماية بلدهم، ومعاقبة مجرمي الحرب الصهاينة برباطة جأش وقوة بأس أقوى مما كان بكثير، وليجعلوا الصهاينة يدركون بأن فيهم ألف سيد حسن نصر الله وألف قائد محنك يجعل الصهاينة يدركون بأنهم اقترفوا خطأ حياتهم بعملية اغتياله.

وقد قدم السيد نصر الله انتصارات لا حصر لها منذ ثمانينيات القرن الماضي وحتى لحظة استشهاده، بدءًا من الانتصارات التي حقّقها للبنان كتحرير جنوبها من الاحتلال الصهيوني ومقاومتها وعملياتها ضد الاحتلال حتى أجبروه على مغادرتها وهو يجر خلفه الخيبة والهزيمة والفشل التي مُنيَّ بها في ذكرى التحرير والانتصار في 25 أيار 2000 والتي لن تنسى هذه الذكرى من التاريخ إلى أن تقوم الساعة.

وانتصار لبنان وهزيمة الكيان الصهيوني في حرب تموز 2006.

وانتصار السيد نصرالله طيلة حياته لفلسطين وغزة التي أحبها حتى صار في حبها شهيد وآثرها على نفسه وبلده، ولم يرضَ نصرالله ومقاومته بالتخلي عنها رغم معرفته المسبقة بالتضحيات التي ستطاله مقابل دعمه وانتصاره ومساندته لها، والتي منها أن يقدم حياته فداء لها وهو ما حدث بالفعل؛ فقد ساند غزة وشاطرها الحرب وهي في أهلك الظروف وأصعبها، وفي الوقت الذي تخلى عنها معظم حكام العرب حتى لقي الله مجاهدا مقاوماً حراً شجاعاً شهيداً على طريق القدس.

وهذا لا يعد انتصاراً لـ “إسرائيل” وإنما نصر شخصي للسيد نصر الله ولشخصه، وهذه هي المرة الأولى التي يحقّق فيها نصراً شخصيًّا لنفسه مقارنة بالانتصارات اللامتناهية التي قدمها للإسلام ولأمة الإسلام.

واستشهاده نتاج طبيعي لقائد محنك اختار طريق الجهاد والمقاومة ولا يليق أَسَاساً بإنسان نذر حياته ومماته لله وأمضى عمره كله لنصرة عباد الله المستضعفين في هذه الأرض، ومقارعة اليهود الطغاة الظالمين إلا أن يفوز بنيل وسام الشهادة في سبيل الله.

وإذا كان السيد حسن نصر الله قد قال: إن لم يكن الشعب اليمني من العرب فمن العرب؛ فنحن الشعب اليمني نقول: إن لم يكن السيد حسن نصرالله عز الأُمَّــة وشرفها فَــإنَّ هذه الأُمَّــة بلا عز وبلا شرف.

ولنا مع السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الإرشاد الصائب، والتوجيه الواجب المناسب، والله خير ناصر وغالب.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com