اليمن يضرب قلب العدوّ الصهيوني ويظهر قدرات جديدة لتثبيت معادلة ردع حتمية
المسيرة: نوح جلَاس
صعَّدت القوات المسلحة اليمنية من عملياتها في عمق الاحتلال الصهيوني؛ ما يؤكّـد تصاعد قدراتها الصاروخية والجوية اللازمة لمواكبة التحديات وتثبيت معادلة الردع ضد العدوّ الإسرائيلي.
وفي عمليتين نوعيتين، أعلن عنهما المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية، صباح الثلاثاء، أظهرت من خلالهما القوات المسلحة اليمنية قدرتها على اختراق منظومات العدوّ الصهيوني ورعاته، فضلًا عن حضور الجبهة اليمنية بفاعلية كبيرة لإسناد الشعبين الفلسطيني واللبناني اللذين يتعرضان لإجرام صهيوني وسط صمت دولي مخزٍ.
وفي العملية الأولى أوضح العميد سريع أن “سلاحَ الجوِّ المسيرَّ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ استهدف هدفًا عسكريًّا للعدوِّ الإسرائيليِّ في منطقةِ يافا المحتلّةِ وذلك بطائرةٍ مسيرةٍ نوع يافا”.
وتظهر هذه العملية مدى عجز العدوّ الإسرائيلي عن عجز وتعقب الطائرة اليمنية “يافا” التي تضرب للمرة الثانية في عاصمة العدوّ “تل أبيب” بعد ضربة في يوليو الماضي.
كما أن وصول هذه الطائرة للمرة الثانية يؤكّـد أن العدوّ الصهيوني بات عاجزًا عن مواجهة هذا التحدي، وأن منظوماته الدفاعية التي يمتلكها، إلى جانب ما يمتلكه رعاته الأمريكيون والغربيون، باتت جميعها عاجزة أمام هذا التطور اليمني الملفت.
ولأن المصائب على العدوّ لا تأتي فرادى، فَــإنَّ المفاجآت اليمنية ما تزال تتوالى على الرغم من فشل العدوّ في مواجهة التحدي المذكور سلفًا، حَيثُ دخلت أسلحة جديدة متطورة خط المعركة، ومن شأنها مضاعفة المأزق الذي يمر به العدوّ، فضلًا عن إسهامها في فرض فاعلية جديدة لجبهة الإسناد اليمنية، قد تثبّت معادلة ردع جديد إضافة لكل المعادلات التي فرضها اليمن خلال الفترات الماضية.
وفي العملية الثانية، أكّـد العميد سريع أن سلاح الجو المسير “استهدَف أهدافًا عسكريةً في منطقةِ أم الرشراشِ إيلات بأربع طائراتٍ مسيرةٍ نوع صماد 4”.
واللافت في هذه العملية أنها المرة الأولى التي يتم فيها استخدام طائرة جديدة ومتطورة وهي “صماد4″، والتي لها عدة دلالات بارزة، من بينها أن مسار التطوير اليمني لا يتوقف حتى وإن عجز العدوّ الصهيوني عن مواجهة الأسلحة المستخدمة سلفًا كـ “طائرات يافا، وصواريخ فلطسين2”.
ومن بين الدلالات أَيْـضًا، أن تطوير القوات المسلحة اليمني لقدراتها العسكرية بعيدة المدى، ينذر بأن هناك مراحل تصعيد قادمة رادعة ضد العدوّ الصهيوني، وَأَيْـضًا مواكِبة لمتطلبات المرحلة، خُصُوصًا وأن العدوّ الصهيوني يبالغ في إجرامه وارتكانه على الدعم الأمريكي الغربي اللامحدود، والذي يترك للعدو حريته الواسعة في العربدة وتوسيع رقعة الإجرام الصهيوني.
ومن خلال تأكيد العميد سريع أن “العمليتين حقّقتا بعونِ اللهِ تعالى أهدافهما بنجاح”، فَــإنَّ العدوّ الصهيوني وفي ظل هذا المسار اليمني المتطور والمتصاعد، سيكون على موعد مع المزيد من الضربات التي تفاقم أوجاعه العسكرية والأمنية والاقتصادية، وتجعله أمام عدة تحديات، حَيثُ إن دخول أسلحة جديدة للمعركة على وقع نجاح أسلحة مسبقة فشل العدوّ في مواجهتها، يوسّع دائرة الفشل الصهيونية مقابل توسع دائرة الاستهداف اليمنية التي بدأت تذهب إلى “عسقلان” ومناطقَ أُخرى.
وتأكيدًا على الدعم المتواصل الذي توليه القوات المسلحة اليمنية للشعوب المظلومة التي تتعرض للصلف الصهيوني، فقد حيا العميد سريع في بيانه “كافةَ المجاهدينَ الصامدينَ في فلسطينَ ولبنانَ لدفاعِهم عن الأُمَّــة وهي تواجهُ العدوانَ الإسرائيليَّ الأمريكيَّ ومخطّطاتِه الهادفةَ إلى إخضاع كافةِ البلدانِ والشعوبِ”، مؤكّـدًا “وقوف القوات المسلحة اليمنية العمليَّ إلى جانبِ الشعبينِ الفلسطينيِّ واللبنانيِّ حتى دحرِ العدوانِ وإفشال مخطّطاتِه الإجراميةِ ومؤامراتِه التوسعية”.
وفي ختام البيان، أهابت “القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ بكافةِ الشعوبِ العربيةِ والإسلاميةِ إلى الخروجِ من حالةِ الصمتِ والمشاركةِ الفاعلةِ في هذه المعركةِ المصيريةِ ونحنُ في الذكرى الأولى لانطلاقتِها المباركةِ”.
واختتم سريع البيان برسالة نارية أكّـد فيها أن العمليات “مُستمرّةٌ بعونِ الله حتى تحقيقِ النصرِ الموعود”، في إشارة إلى أن الزخم اليمني سيأخذ مسارًا متصاعدًا لا يقف عن وقف العدوان الصهيوني على غزة، بل إلى ما هو أبعد من ذلك، خُصُوصًا وأن المؤشرات تؤول إلى إصرار العدوّ على خوص معركة وجودية ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني.