العِــزَّةُ لله ولرسوله وللمؤمنين
ق. حسين بن محمد المهدي
مما لا ريب فيه أن الظلم مسلبة للنعم، مجلبة للنقم، وأن الصهيونية اليهودية بما تملكه من تقنية حديثة تتجه بها نحو الظلم للعباد، وسفك الدماء، وإظهار الفساد، وذلك دليل على قرب زوالها وفنائها، دل على ذلك قوله تعالى: (وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً).
فمن طال عدوانه كبر ظلمه واعتدائه وقرب هلاكه وفنائه: (أَلَمْ نُهْلِكِ الأولينَ، ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخرين، كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ).
فتلك سنة الله في خلقه وأرضه: (أَلَـمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ، إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ، الَّتِي لَـمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ، وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ، وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ، الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ، فَأكثروا فِيهَا الْفَسَادَ، فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ، إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْـمِرْصَادِ).
فالبغي مصرعه وخيم، ولا يدل بغي الصهيونية وصلفها وظلمها وطيشها إلا على خستها، وانحطاطها، وعجزها، وذلها، فهي تريد أن تحقّق لنفسها مكانة، ويأبى الله إلا أن تكون مكانتها مكان الذل والانحطاط والبغي والفساد، أما الأبهة والمجد والعز والخلود إنما يكون لله ولرسوله وللمؤمنين، وللأسود من أنصار الله وحزبه (وَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ).
وإن من مظاهر العزة للمؤمنين على الكافرين هو التحرّر من التبعية للكافرين وإظهار الغلظة والشدة عليهم، وهذا الذي يتحلى به المؤمنون الصابرون في جهادهم كما كان محمد والذين معه (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ) (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ).
فمن مظاهر عزة المؤمنين هو جهاد الصهيونية اليهودية كما يفعل أنصار الله وحزبه، وها هو الخطاب الرباني للمؤمنين من عباد الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً) (فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ) (قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخر وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ).
فالعلاقة بين المسلمين وبين أهل الكتاب الأصل فيها الحرب حتى يسلموا أَو يدفعوا الجزية وهم صاغرون (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).
إن غدرهم وقتلهم لشهيد الأمة شهيد الإسلام سماحة السيد حسن نصر الله، لا يزيد المؤمنين إلا قوة وعزة (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأيّام نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ).
إن من حظي بالشهادة فقد انتقل إلى حياة دائمة وفضل كبير (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ).
إن مواصلة أنصار الله وحزبه لضرب الصهيونية اليهودية سيحقّق آثاره ويعطي ثماره، وهو أمر يكسب العزة للمسلمين والذلة والصغار على المنافقين، وأن من يتماهى مع الصهيونية اليهودية ويتخاذل عن نصرة فلسطين ستلحقه الذلة والصغار، والله غالب على أمره، ولينصرن الله من ينصره أن الله لقوي عزيز.
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين وَالخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين ولا نامت أعين الجبناء.