اليمن يحيي الذكرى الأولى لـ “طوفان الأقصى” بحضور غير مسبوق في مسيرة (طوفان نحو التحرير)
المسيرة: صنعاء
في السابع من أُكتوبر، اليومِ التاريخي الذي حوَّلَ الكَـفَّــةَ من طُمُوحٍ وأوهامٍ للعدوِّ بما يُسَمِّيه “شرقَ أوسطٍ جديدًا” إلى إعادة رسم خارطة العالَمِ، بما يلبِّي حقوقَ الأحرار وتطلعاتهم في استعادة حقوقهم ورسم أمجادهم، خرج اليمانيون مجدّدًا؛ لإحياء هذا اليوم الفارق في تاريخ الأُمَّــة، وما بين الخروج الأول بعد ساعات من الطوفان، والخروج الثاني بعد عام من الملاحم، حضورٌ جماهيري كبير، يؤكّـد اندفاع اليمن نحو التصعيد بكل أشكاله؛ نصرةً لفلسطين وكل المظلومين في مواجهة العدوّ الصهيوني المجرم، حَيثُ شهدت العاصمةُ صنعاء طوفاناً بشرياً غيرَ مسبوق؛ إحياءً للذكرى الأولى لعملية (طُـوفَان الأقصى) البطولية التي بشَّرت بقُربِ الفرج الإلهي، وزوال الكيان الصهيوني الأبدي.
وفي المسيرة الأكبر منذ بدء الطوفان، والتي حملت شعار “طوفان نحو التحرير”، اكتظ ميدان السبعين؛ فاضطرت الحشود للبقاء في الشوارع الفرعية المؤدية للميدان البشري المقدسي الأكبر على وجه المعمورة، فيما رسم اليمانيون لوحة بشرية كبرى تزيَّنت بصور شهداء قادة المقاومة ورايات الفصائل المجاهدة ورايات البراءةِ من الأعداء وأعلام فلسطين واليمن ولبنان.
وأكّـدت الحشود أن (طُـوفَان الأقصى) المباركة أعادت القضيةَ الفلسطينية إلى الواجهة بعد أن حاول العدوُّ الصهيوني والأمريكي وعملاؤه من أنظمة التطبيع والخيانة، تغييبَهَا وطمسَ قضية الشعب الفلسطيني العادلة ومظلوميته الكبرى من أذهان الأُمَّــة والعالم خلال السنوات الماضية.
وزأر أحرار اليمن بأصوات مزلزلة بهُتافات “يوم السابع من أُكتوبر.. سقطت خيبر سقطت خيبر”، “ذكرى السابع من أُكتوبر.. عامٌ من طوفان المحور”، “بين الحق وبين الباطل.. يوم السابع يومٌ فاصل”، “عامٌ مرَّ على الطوفان.. والصبرُ لغزة عنوان”، “دمُّ القائد نصر الله.. سيزلزل أعداء الله”، “دمُّ القائد إسماعيل.. سوف يطيح بإسرائيل”، “في غزة شعبٌ مقدام.. نصَرَ اللهُ بهِ الإسلام”، “أطلِقْ يافا وفلسطين.. زلزل عرش المحتلّين”، “لن يتوقف الطوفان.. حتى زوال الكيان”، “غزة يا أبطال العصر.. معكم معكم حتى النصر”، “يا صهيوني يا ملعون.. حزبُ الله الغالبون”، “أنتم يا حماس ويا الجهاد.. عنوانُ الجهاد”، “يا غزة يا حزب الله.. لن نتركَكم لا والله”، “أمريكا وبنو صهيون.. مجرمون مجرمون”، “الجهاد الجهاد.. حَــيَّــا حَــيَّــا على الجهاد”، “يا لبنان ويا فلسطين.. معكم كُـلّ اليمنيين”، “يا غـزّة يا لبنان واحنا مَعَكـُم.. أنتــم لـسـتم وحدكـم”، “فوَّضناك فَـوَّضناك.. يا قائدنا فوَّضناك”، “فَـوَّضناك فَـوَّضناك.. واحنا سلاحك في يمناك”.
كما هتفت الحشودُ “باغَتَ إسرائيل وكبَّر.. طوفان سبعة أُكتوبر”، “أورثَها كَسراً لا يُجبَر.. طوفان سبعة أُكتوبر”، “قهَرَ مزاعم من لا تُقهَر.. طوفان سبعة أُكتوبر”، “عن أحرار الأُمَّــة عَبَّر.. طوفان سبعة أُكتوبر”، “داسَ من استعلى وتجبَّر.. طوفان سبعة أُكتوبر”، “دَّكَ جميع معاقل خيبر.. طوفان سبعة أُكتوبر”، “وأذلَّ الشيطان الأكبر.. طوفان سبعة أُكتوبر”، “فرَزَ الشرفاءَ وحِلف الشر.. طوفان سبعة أُكتوبر”، “وحَّد جُند القدس بمحوَر.. طوفان سبعة أُكتوبر”، “دعماً تسليحاً تمويل.. أمريكا هي إسرائيل”، “قصفاً تجويعاً ترحيل.. أمريكا هي إسرائيل”، “مهما قامت بالتضليل.. أمريكا هي إسرائيل”، “هي مِن أمدِ الحرب تُطيل.. أمريكا هي إسرائيل”، “لا يحتاجُ الأمر دليل.. أمريكا هي إسرائيل”، “هي من تصنع كُـلّ عميل.. أمريكا هي إسرائيل”.
الحوثي: العدوّ قادم على صفعات موجعة:
وفي المسيرة، ألقى عضو المجلس السياسي لأنصار الله، محمد علي الحوثي، كلمة أكّـد فيها أن عملية “طوفان الأقصى” الأُسطورية غيَّرت المعادلة وقدّمت غزة خلالها نموذجًا مشرِّفًا في تاريخ الأُمَّــة لم يحدُثُ منذ 100 عام، مُشيراً إلى أن أبناء فلسطين في خندق المواجهة الأول ولم يكونوا يوماً خانعين أَو متراجعين، أَو متخاذلين، ولم ترهبهم القنابل الأمريكية ولا الحصار الإسرائيلي.
ولفت عضو السياسي الأعلى إلى أن “محور القدس يعلم أن أمريكا وبريطانيا ودول الغرب تدعم كيان العدوّ الصهيوني، وأمريكا تعترف أنها مع كيان العدوّ”.
وحَيَّا الشعبَ الفلسطيني الذي ظل صامدًا ثابتًا رغم الحصار والعدوان والإجرام.. كما حيَّا المجاهدين في حركات المقاومة الفلسطينية الذين وقفوا وقفةَ الرجال الأبطال في وجه الكيان الصهيوني.
وأشاد بدور المقاومة الإسلامية في لبنان ومجاهدي حزب الله وتضحياتهم؛ مِن أجلِ فلسطين.. مشيداً بما تقوم به المقاومة الإسلامية في العراق من دور كبير؛ مِن أجلِ فلسطين.
كما حَيَّا أبطال القوات المسلحة اليمنية.. متوعداً كيان الاحتلال: “ستأتيكم الصواريخُ الفرط صوتية ويافا المسيّرة في قادم الأيّام زخاتٍ متتاليةً؛ لتذوقوا ما ذاقه أبناء فلسطين”.
وخاطب محمد علي الحوثي الكيان الغاصب بالقول: “إن أمريكا غزت واحتلت كَثيراً من الشعوب ولم تستطِع أن تستمر، وهذا هو المصير المحتوم لليهود المحتلّين”.
بيانُ المسيرة: عام أسقط كُـلَّ الأقنعة الزائفة:
وصدر عن المسيرة، بيانٌ، تلاه رئيس الهيئة العامة للزكاة الشيخ شمسان أبو نشطان، أكّـد من خلاله أحرارُ الشعب اليمني أن يوم السابع من أُكتوبر استثنائيٌّ في تاريخ الأُمَّــة، وأن معركة (طُـوفَان الأقصى) من أكثر معارك الأُمَّــة عدالة ووضوحًا، وبعثت روحَ الحياة في القضية الفلسطينية التي أريد لها الموتَ والاندثار، ووجّهت طعنة قاتلة لمؤامرة الخيانة والتطبيع.
وأشَارَ إلى أن “العملية رسمت مشاهدَ ملحمية لن تُمحى من ذاكره التاريخ، وأسقطت نظرية الأمن المطلق والتفوق العسكري الكامل بكيان محتلّ بقاؤه مرتبط بضرورة الأمن والتفوق العسكري، كما كشفت واقع الضعف والهوان لكيان هو أوهن من بيت العنكبوت فعلًا”.
ونوّه إلى أنه “على مدى عام كامل حاول الكيان تغيير هذه الصورة ورسم صورة أُخرى من القوة لكنه عجز عن ذلك وظلت هي الأكثر وضوحًا وصدقًا ولم يستطِع بجرائمه ومجازره وإبادته الجماعية أن يخفيها، بل أضاف بجانبها سجلًّا إجراميًّا إلى سجلاته الإجرامية الكثيرة”.
وجدّد البيانُ التأكيدَ على أن “كيان العدوّ أثبت بجرائمه صوابية خيارَ الجهاد والمقاومة خيار السابع من أُكتوبر، وأثبت أنه كيانٌ وحشي لا يمكن التعايش معه”، مبينًا أن من يقف خلف الكيان ويسانده ويدعمه من الأمريكان والبريطانيين والأُورُوبيين هم أكثر منه قُبحًا وإجرامًا ووحشية.
وندّد البيان بالتخاذل العربي والإسلامي والتنصل عن المسؤولية الإنسانية والأخلاقية والدينية والقومية، وبحكام العرب والمسلمين الذين لم يحركوا ساكنًا ولم يتخذوا موقفًا لنصرة الشعب الفلسطيني، وكذلك معظم الشعوب معظم الشعوب المسكينة الخانعة.
واستنكر البيان موقفَ بعض الأنظمة التي تجاوزت مربَّعَ الصمت إلى الخيانة والوقوف في صف عدوها ضد أمتها، في موقف سيسجله التاريخ في صفحات سوداءَ قاتمة من العار.
كما أدان ملايينُ المشاركين في المسيرات الصمت الأممي والعالمي المعيب تجاه جريمة القرن والإبادة الجماعية التي يرتكبها العدوّ الصهيوني في قطاع غزه وامتدت إلى الضفة.
ونوّه إلى أن تلك الجرائم أسقطت قائمةً من العناوين والشعارات الخادعة عن حقوق الإنسان وحرية الشعوب ومعاهدات ومواثيق دولية كلها سقطت وظهر الوجه القبيح للغرب الكافر وهو يدعم أبشعَ جريمة في هذا العصر.
وأشاد البيان “بالوفاء والفداء لجبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق التي استجابت لله سبحانَه وتعالى ورفعت راية الجهاد والنصر للشعب الفلسطيني وبذلت كُـلّ ما تستطيع رغم كُـلّ التحديات والمخاطر”.
وقال البيان: “عامٌ وشعبنا اليمني العظيم يمن الإيمان والحكمة والجهاد في الساحات دون كلل أَو ملل بحشوده المليونية وبتعبئته العامة وأنشطته المُستمرّة”.
وبارك عملياتِ القوات المسلحة اليمنية “البحرية الموفقة في فرض حصار بحري على العدوّ الصهيوني عجز كُـلّ العالم عن كسره، وبضربات مسددة بلغت أكثرَ من ألف ضربة ما بين صاروخ باليستي ومجنح ومسيرة طالت حتى عمق كيان العدوّ في “معركة الفتح الموعود والجهاد المقدَّس” في مراحلها الخمس” مؤكّـداً أن “القادم أعظم بإذن الله”.
وقال: “في هذا اليوم المبارك يوم السابع من أُكتوبر الذكرى الأولى لانطلاق عمليه (طُـوفَان الأقصى) وبهذا الخروج العظيم نؤكّـد مجدّدًا على ثباتنا في موقفنا الإيماني والمبدئي المساند للشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء”.
وَأَضَـافَ البيان “كما قالها قائدُنا السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- منذ اليوم الأول وقلناها معه أنتم لستم وحدكم نحن معكم وإلى جانبكم نقولها مجدّدًا لكم وللشعب اللبناني ومقاومته العزيزة الباسلة أنتم لستم وحدكم الله معكم ونحن معكم ولن نترككم مهما طال الوقت وعظمت التحديات والأخطار حتى النصر بإذن الله سبحانه وتعالى”.
وتابع “نقول للعدو الإسرائيلي المجرم: عامٌ من الفشل خيّب الله فيه أعمالك وأفشل أهدافَك ومخطّطاتك وكشف قبحَك أنت وداعميك وأعوانك؛ فمهما فعلتَ وأجرمت فلن تغير مآلك وهو الزوال المحتوم”.