حسينُ عصرنا.. شهيدُ الأُمَّــة والإنسانية السيد نصر الله
عدنان سرور الجنيد
هذا الطريق سنكملهُ لو قتلنا جميعاً، لو استشهدنا جميعاً، لو دمّـرت بيوتنا على رؤوسنا، لن نتخلى أبداً عن خيارات المقاومة، لو أردنا أن نبحث عن معركة كاملة الشرعية فلا معركة مثل القتال ضد الصهاينة، قائلاً: (يا رسول الله، يا رسول الله، فداك نفسي ودمي وأبي وأمي، وأهلي، وولدي، وكلّ مالي، وما خوَّلني ربي، إن دماءنا وأرواحنا وأولادنا وحياتنا ترخص أمام رسول الله، وعرض رسول الله، وشرف رسول الله، والله على ما نقول شهيد، ودماء شهدائنا تشهد، وجراح جرحانا تشهد، وبيوتنا المهدمة تشهد، ما دام فينا دم، وسيبقى الصوت عاليًا لبيك يا رسول الله، وَإذَا لزم الأمر سندافع عنه بالدم).
واليوم التاريخ يعيد نفسه، كما دافع الإمام الحسين -عليه السلام- عن دين الله ورسول الله “صلوات الله عليه وآله وسلم” بالدم ضد الطغيان والاستكبار، فحسين عصرنا دافع عن دين الله ورسول الله “صلوات الله عليه وآله وسلم”، والمستضعفين من الرجال والنساء وأطفال عزة بالدم ضد دول قوى الاستكبار العالمي.
نعم، سلك حسين عصرنا -عليه السلام- طريق الأنبياء، وهي الطريق الوحيدة إلى السعادة المطلقة، ومضمونها نيل الشهادة في هذه الطريق أمراً أحلى من العسل، وقد استشهد حسين عصرنا على طريق القدس دفاعاً عن القدس، دفاعاً عن الأقصى، دفاعاً عن فلسطين، دفاعاً عن قضايا الأُمَّــة.
أشرف موقف لحسين عصرنا سيد الشهداء الشهيد السيد/ حسن نصر الله “رضوان الله عليه”.
عندما تآمر العرب على يوسف العرب سماحة القائد السيد/ عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- وشعبه باسم تحالف عربي بقيادة آل سعود، وآل نهيان، بضوء أخضر وتخطيط وإشراف من قبل دول قوى الاستكبار العالمي التي تتزعمها أمريكا و”إسرائيل” وعملائهم في المنطقة، لم يقف أحد من العرب مع يوسف العرب غير حسين عصرنا -رضوان الله عليه- قائلاً: (أشرف شيء عملته في حياتي، أفضل شيء عملته في حياتي، أعظم شيء عملته في حياتي، هو الخطاب الذي ألقيته ثاني يوم من الحرب السعوديّة على اليمن، وبشعر أن هذا هو الجهاد الحقيقي).
وكان لحسين عصرنا -عليه السلام- الدور الأبرز والمتميز والفريد في تقديم الدعم المعنوي والجهادي والثبوتي والنهضوي لمجاهدين اليمن في معركة الساحل الغربي قائلاً: (يا ليتني كنت معكم، يا ليتني أستطيع أن أكون مقاتلاً من مقاتليكم تحت راية قائدكم العزيز والشجاع)، وقد حفز هذا الخطاب التاريخي الكثير من شباب شعب الإيمان والحكمة والتحقوا بمعسكرات التعبية والتدريب بأعداد مهولة، وجلب في أنفسهم الغيرة والحمية والقوة والشجاعة، ووقفوا أمام مخطّطات العدوّ وأطماعه الاستراتيجية التوسعية والاقتصادية سداً منيعاً وحصناً أمنيًّا، ولم يؤثر فيهم الحصار فسطّروا أروعَ وأعظمَ الملاحم في صمودهم وانتصاراتهم والدفاع والتقدم وتطوير قوة الردع اليمنية المتمثلة بالصواريخ الباليستية والطيران المسيّر وتمكّنوا من دحر العدوّ وإفشال مخطّطاته العدوانية، وأكبر شاهد التوثيق الإعلامي الحربي لهذه العمليات البطولية وَأَيْـضاً العروض العسكرية للقوات اليمنية وخطاب حسين عصرنا يتردّد فيها يا ليتني كنت معكم.
وكان أَيْـضاً لحسين عصرنا -عليه السلام- الدور الأبرز في توحيد فصائل المقاومة ومحور المقاومة.
ونجدد عهدنا وبيعتنا قيادة وشعبًا ومجاهدين لحسين عصرنا (والله لو علمنا أننا نقتل ثم نحرق ثم ننشر في الهواء ثم نحيا ويفعل بنا ذلك ألف مرة ما تركناك يا حسين عصرنا، قسماً ببحارنا المسجورة وبابنا المغلق وصواريخنا الفتاكة وطائراتنا الأبابيل وزوارقنا الغواصة وألغامنا المحطِمة ومراحلنا الجهادية وجحافل جيوشنا سنثأر لحسين عصرنا).