شهيدُ الإسلام والإنسانية
خديجة المرّي
قائدٌ نهج بنهج القرآن، وتحَرّك بوعي وبصيرة وإيمان، حياته كلها جِهاد وبيان، نهض ضد الظلم والطُغيان.
واجه كُـلّ مُنافقٍ جبان، صرخ في وجه الأمريكان، وقهر قرن الشيطان، مواقفه خالدة يشهد لها الميدان، ولا يُمكن أن يطويها النسيان، إنه نصر الله ودينه بكل ما تعنيه الكلمة، جاهد في الله حق الجهاد وختم حياته بالاستشهاد.
يقول الشهيد القائد السيد/ حسين -رضوان الله عليه-: «من أعظم نكبات الأُمَّــة أن تفقد عُظماء كالحُسين وعلي وزيد والحسن وأمثالهم من أعلام الهُدى خسارة عظيمة» وبالفعل إنها والله خسارة عظيمة، وفاجعة كُبرى، أن يسقط السيد/ حسن نصر الله ويصعد على هذه الأُمَّــة شهيدًا، ولكنهُ والله صنع بِدمه الطاهر نصرًا عظيمًا، وصبرًا جميلًا، وعنفوانًا شديدًا، وبأسًا لا يلينا، وثباتًا قويًّا، وصمودًا أُسطوريًّا، ونهرًا جهاديًا مُستمرّا.
وبلا شك إن استشهاد هذه البطل الشامخ والرجل المؤمن المجاهد العظيم هو إعلان لمرحلة جديدة أقوى، فما قدمهُ الشهيد نصر الله ليس بالقليل، إنما تضحيةٌ في سبيل الله ليس لها مثيل، فقد نكل بأعداء الله أشد تنكيل، وتحدى أمريكا و”إسرائيل”، ولا ننسى دوره في مواجهة الخطر الصهيوني اليهودي وإلحاق الهزائم بالعدوّ الإسرائيلي كما تحدث بذلك السيد القائد/ عبدالملك -حفظه الله- وقال أيضًا: «إن السيد حسن نصر الله أحرز الانتصارات الكبرى وكان متكاملًا بكماله القيادي الإيماني وما جسده من القيم والأخلاق ورشد وبصيرة، وإن الله منحه مؤهلات عالية وتميز بالحنكة العالية».
لقد ظن الأعداء باغتيالهم السيد حسن نصر الله أنهم سيضعفون حزب الله، ودول محور المقاومة، ظنوا بأنهم حازوا نصرًا بغدرهم وخيانتهم، ولكنهم لا يعلمون بأن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة، إن “انتصرنا انتصرنا وإن استشهدنا انتصرنا” كما نطق بها شهيدنا أبا هادي، نحنُ من سيُزهق الباطل، ويُعلي صوت الحق، نحنُ من سَنُحرّر القدس، ونُطهر كُـلّ شبرٍ في الأرض من الرجس، نحنُ قومٍ لا نخشى في الله لومة لأئم، نحنُ الذين في دين الله لن نُساوم.
ولا ننسى ما أكّـده الشهيد القائد/ حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- وهو يتحدث عن حزب الله، وقال عنهم: «إنهم سادة المجاهدين في هذا العالم، إنهم من قدموا الشهداء هم من حفظوا ماء وجه الأُمَّــة فعلًا ما زالوا هم يحافظون على ماء وجوهنا، هم الذين حفظوا الشهادة على إن الإسلام لا يمكن أن يُهزم» وبالفعل لقد تحقّق ما تحدث عنه الشهيد القائد فها هم اليوم حزب الله يقدمون خيرة أبنائهم شهداء، اليوم قدموا قائدهم قربانًا في سبيل الله وشهيدًا على طريق القدس.
لم يقتلوا نصر الله بل أحيوه فينا من جديد، وصنعوا فينا ألف نصر الله من أولي قوةٍ وبأسٍ شديد، وإن دماء الشهيد لن تذهب هدرًا، بل صنعت وقودًا يدفع بنا للاستمرار ومواصلة المشوار بعزيمة وإصرار، وإن دمه ودماء جميع الشهداء ستتحول إلى براكين من غضب ثائرة يقض مضاجع الكيان المغتصب.