إعدادُ القوة نصرٌ وتمكين
ق. حسين بن محمد المهدي
ما من شك أن الحزم أَسَدُ الآراء، والغفلة أضرُّ الأعداء.
وإن من آفة الشجاعة إضاعةَ الحزم، وقلةَ التدبير، وسوءَ التقدير.
فمن قعد عن تدبير أمره، وإعداد عُدته أقامته الشدائد، ونبهته المكائد.
ولهذا قيل: إذَا عقدتَ فأبرم، وَإذَا دَبَّرْتَ فأحكِم، وَإذَا عملت فأتقن، وَإذَا قارعت عدوك فأقدم قبل أن يظهر أَثَرُه فيسوءك غيه وخدعه، وإن تجرعت في عدوك الغصة فقد تجد الفرصة.
فإذا وجدتها فانتهزها قبل أن يفوتك الدرك، أَو يغشاك الفلك؛ فَــإنَّ الدنيا دول، والحرب سجال تبينها الأقدار، ويهدمها الليل والنهار.
ولهذا فَــإنَّ إعداد العدة من المال والسلاح والطائرات والصواريخ ظَفَرٌ ونجاح.
فَحُسن الاستعداد بالقوة والعتاد والعزيمة على الجهاد طريق الفلاح.
فهذه الصهيونية اليهودية تحتل فلسطين، وتقتلُ بالغيلة والغدر زعماء المجاهدين، مع أن اللهَ قد ضرب عليها الذلةَ والصَّغار؛ فهم لا يقاتلون إلا بتقنية أمريكا أَو من وراء جُدُر.
إن إعدادَ العُدة وإظهارَ القوة ورَدَّ الصاع على المجرم بصاعَين، وإخراجهم من أرض الإسلام والأقصى الشريف قوة وإيمان؛ فقد جاء في الحديث: (المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف).
(ومن جهّز غازيًا في سبيل الله فقد غزا)، (ومن أنفق نفقةً في سبيل الله كانت له بسبع مِئة ضِعف).
إن العزة والمجد لأُولئك الذين يصنعون الطائرات والصواريخ الفرط صوتية لينكّلوا بها أعداء الله الصهيونية المستكبرة؛ وهم موعودون بالنصر والغلبة والفلاح، فقد جاء في الحديث: “إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ الْجَنَّةَ: صَانِعَهُ يَحْتَسِبُ فِي صَنْعَتِهِ الْخَيْرَ، وَالرَّامِيَ بِهِ، وَمُنْبِلَهُ، وَارْمُوا وَارْكَبُوا، وَأَنْ تَرْمُوا أَحَبُّ إِلَيَّ”.
وقد أمر الله بإعداد القوة؛ لما لها من أثر كبير لإلحاق الهزيمة بالعدوّ، فقال سبحانه: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّـهِ وَعَدُوَّكُمْ)، وجاء في الحديث (ألا أن القوة الرمي) وجاء في حديث آخر (مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَسْلَمَ يَنْتَضِلُونَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “ارْمُوا بَنِي إسماعيل؛ فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا” وأسلم من قبائل اليمن الشهيرة.
فيا أنصار الله وأحفاد الأنصار ارموا بالصواريخ والطائرات فَــإنَّ الله مسدِّدُ رميَكم.
لقد حث الله المؤمنين على إعداد القوة والجهاد، وبشّرهم بالثواب الجزيل، والجزاء الجميل، والفوز العظيم؛ فقد جاء في الحديث (لأن أقتل في سبيل الله أحبُّ إليَّ من أن يكون لي أهل المدر والوبر) أي أحب إليَّ من أن أملك أهل الحواضر والبوادي.
المؤمن لا يحزنه القتل في سبيل الله، وكيف يحزن من أمرٍ فيه سعادته ونجاته وفلاحه.
وهذا النبي الكريم يود أن يقتل في سبيل الله ثم يحيا، كما جاء في الحديث (لَوددتُ أن أُقتَلَ في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل) وفي القرآن الحكيم (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ).
فيا أسود هذه الأُمَّــة، ويا حزب الله وأنصاره انتهزوا الفرصة، وأَعِدُّوا العدة، وقاتلوا الصهيونية اليهودية تنالوا شرفَ الدنيا والآخرة، (قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).
العزةُ لله ولرسوله وللمؤمنين، والخزي والهزيمة والعار للكفرين والمنافقين، ولا نامت أعين الجبناء.