ذكرى الطُّوفان
دروب العزي
بسم رب الواقعة والقارعة والطامة والصاخة والزلزلة وعلى بركة رب المغيرات صبحًا
والذاريات ذروًا، والراجمات رجمًا والقاذفات جمرًا، والفاتحات نصرًا.
ثم افتتح بالفاتحة ورتل وعد أولاهم، ومن جاسوا خلال الديار، قل جاء أولو بأسٍ شديد سقوا التين والزيتون بفيض دمائهم، ومن طور سينين لاحت الرايات، وفي الوادي المقدس طوى خلعوا نعل حب الدنيا، ومن الثغور إلى المسجد الأقصى سيُسرى بهم راكبين لا على ظهر البراق بل على أجنحة الملائكة، فاستبشري يا ليلة الإسراء أن قد جاء وعد الآخرة حينها نتلوا إذَا جاء نصر الله، إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا.
وبئس صبح اليهود في أُكتوبر المجيد، شاهت وجوههم، وتهاوت هيبتهم، وسُحبوا بالنواصي والأقدام، يوم جاءوا زبانية الدنيا صفعوا بالناصية، يوم وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة، هذا يوم خيبر يا أيها الحفة اليهود، قد اقتلعنا بيد أحفاد علي أبواب خيبر صهيون، وهدوا الجدار الملعون،
واقتحموا الغلاف المزعوم، جاؤوهم بغتة كعزرائيل يقتلون فريقًا ويأسرون فريقًا.
إنه يوم فار التنور، وتفجر الطوفان العارم، وأرسلت السماء طيراً ابابيل، مسيراتٍ ترمي بسجيل، وأزبدت الأرض رجالًا دخلوا عليهم الباب حاملين رايات الجهاد سجدًا، هدفهم الوعد المرقوب، تأدوا الأرض بأقدامهم، فكانت القدس نصب أعينهم.
والشمس ضحاها من غزة، والقمر تلاها من لبنان، وَإذَا البحار سُجرت من اليمن، وَإذَا الحشد حُشرت من العراق، والليل إذَا سجى من إيران، فالفتح الموعود والجهاد المقدس، والدعم والإسناد والوعد الصادق، أسماء شتى يجمعها الطوفان العارم.
فساء صباح اليهود، وغلت أيديهم، وغدوا ناكسي رؤوسهم، وتنادوا خائفين هل إلى مفر من سبيل، بل قد جاء موعد زوالكم المحتوم.
هذا السابع من أُكتوبر ثورة الدماء، وصرخة هيهات منا الذلة، وَعنوان من أحب الحياة عاش ذليلاً، ونداء حيا على الجهاد، وشعار الموت لإسرائيل والنصر للإسلام.
بل جاء من أقصى العشق عاشق مدجج بالطهر، رافعًا إصبعه كمأذنة الأقصى لن تنكسر، وفي شيبته حشر حب الدنيا وملأ قلبه عشقاً للقاء الله
يقال له نصر الله، وعن يمينه حزب الله الغالب تنكيلًا للغاصب، فتهاوى حلم الصهاينة.
أين الجرذان المحتلّة؟
قد فروا من غير عودة، لا أمان لهم بعد اليوم في أرضنا المقدسة، كُـلّ ذرة رمل فيها هي ملك لنا نحن وحسب.
وشعوب التطبيع الأعمى
سكرى في المرقص والملهى،
صم بكم عمي لا يعقلون ولا يفقهون، قلوبهم غلف، لعنهم الله بكفرهم وعليهم لعنة كُـلّ قطرة دم تسقط إلى يوم يبعثون ويحشرون.
وعلى الله بماذا سيجيب الساكتون، وبأي عذرٍ سيعتذرون عندما يُسألون؟!
في هذا اليوم المشيد، والتاريخ المجيد، بعد مرور عام على (طُـوفَان الأقصى) عهدنا ووعدنا لشلال الدماء النازف من نحور الشهداء الأبرياء، ولجراح الجرحى وصمود الأسرى وصبر المشردين، لدماء الشهداء القادة والمجاهدين على طريق القدس وعلى رأسهم ويقود قافلة شهداء القدس سماحة العشق المقدس سيد شهداء الأقصى وأمينهم العام الشهيد السيد حسن نصر الله، وللمجاهدين الثابتين في المحاريب والثغور في كُـلّ محور الجهاد والمقاومة نرفع لكم عهدًا كتبناه بالدمع والدم أنا على طريق القدس لن نحيد ولن نكل أَو نمل نحمل روح الجهاد، وراية النصر وفي قلوبنا شرارة الثأر وعيوننا تقدح غضباً لله، نحمل أرواحنا على أكفنا، لن نعود لن ننكسر ولن ننهزم، نعيش منتصرين أَو نسقط شهداء كرماء وفي كلا الحالتين نحن المنتصرين، وهيهات منا الذلة.