٧ أُكتوبر فخر أُمَّـة الأحرار وهزيمة أقران الأشرار
بشرى المؤيد
حين أصبح الحق أبلجاً واضحًا وضوح الشمس، والباطل غامضاً فيه شك وريبة، أصبح سهلاً على من يتخذ طريق النور مساره أن يميز بين الطريقين، بين المسارين، بين الاتجاهين، بين الخطين؛ فطريق الحق يرشدك، ينير بصيرتك، يفتح مدارك، يوقظ ضميرك ليجعله منتبهاً، مؤمناً، متيقناً يلحقك بركب المؤمنين؛ فتكون في سفينتهم سفينة النجاة التي توصلك إلى بر الأمان بعد أن خاضت في بحارها معارك شديدة، وأمواجاً عالية، ورياحاً عاتية؛ فتجاوزتها بكل عنفوان وشموخ وتحد وَإيمان كامل أنهم على طريق الله، الذي أوصلهم إلى نجاتهم ومفازهم ونجاحهم ونصرهم.
يشعر كُـلّ إنسان حر فطرته سليمة بأن هذا اليوم هو يوم هزيمة الأشرار الذين كان يعتقد أنهم لا يهزمون، لا يقهرون، لا ينكسرون أَو يذلون؛ لكنهم في حقيقة الأمر كما وصفهم سماحة السيد/حسن نصر الله أنهم “أوهن من بيت العنكبوت” وَهذا حدث في ٧ أُكتوبر كانوا أضعف مما يتخيله أي إنسان، كانوا بلحظة نصر خاطفة منهزمون، منكسرون، ذليلون، مرتعبون؛ نتيجة لـ:
– هدم الجدار العازل الذي اقتحمه المقامون “ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ”.
– كسر حاجز الخوف في النفوس، وهم كما وصفهم الله سبحانه “ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أين مَا ثُقِفُواْ” وقال تعالى: “وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ”.
– سحب جنودهم ببدلاتهم العسكرية كما تسحب الكلاب في الشوارع بخزي وذل وَعار لن تمحى من ذاكرة وتاريخ العالم أبداً هذه المواقف؛ وسيسجل التاريخ العالمي كيف هبط المقاومون بطائراتهم المظلية إلى أرض المعركة وانقضوا عليهم بعنصر المفاجأة وسجلوا نصراً خاطفاً، بسرعة فائقة، كانوا كأنهم جند من السماء هبطت لخطف ونزع أرواحهم من بين أجسادهم.
فعلاً كانت لحظة تاريخية عالمية لن تمحى من الذاكرة أبداً مهما عملوا لستر فضيحتهم المزلزلة التي انكشفت عورتهم أمام العالم أجمع.
ومن نتائج هذا النصر المذهل والإعجازي من الناحية المعنوية وَالنفسية:
أن “إسرائيل” ضاعت هيبتها، انكسر شموخها، مرغت أنفها في التراب كالنعامة حين تدس رأسها في التراب، بث الرعب في نفوسهم فانعدم الأمن والأمان والاستقرار لديهم؛ مما أَدَّى هذا إلى هروبهم وَجنونهم وانتحارهم.
أما من الناحية العملية:
أصبح شعبهم ناقماً على حكومتهم التي أَدَّت بهم إلى هذه النتيجة المزرية، انهار الاقتصاد لديهم، انهيار مالي، انهيار تعليمي، انهيار سياحي، انهيار وإغلاق ٦٤ ألف شركة وَ٦٠ شركة مقبلة على الانهيار والإغلاق، نزوح وهروب أكثر من نصف مليون من شعبهم، توقف وشلل حركة الميناء عندهم، هذا ما قاله عالمهم وبروفسورهم الاقتصادي شير هافر، قال “إنها حقائق مؤلمة وقاسية”.
أما أعضاء الكنيست فقد وجهوا توبيخاً مؤلماً وَقاسياً “لنتن ياهو” ووصفوه بأنه “مجرم حرب” وأنه لا يستعرض قوته إلا أمام “الأطفال والنساء” الضعفاء، ووصفوه بأنه “قاتل الأطفال” وأنه تسبب في نزوح مئات الآلاف؛ بسَببِ سياسته الغبية، وأنه لم يستطع إعادة الطلاب إلى مدارسهم، وقالوا له أنت {حكومة خراب}، جعل الاستثمارات التكنولوجية تنخفض إلى ٦٠ % وَخسرت تجارتهم، وَأشاروا له بإصبع الاتّهام كمجرم، وكيف لرئيس المفروض أنه قائدهم وحاميهم أن يختبئ كفأر مدلل في فيلا لملياردير في غرفة محصنة تحت الأرض، كان واضحاً الغضب والتذمر وَالصراع فيما بين أعضاء الكنيسيت وأنهم ليسوا راضين على ما يعمله رئيسهم الفاشل.
انتصرت غزة، وانتصر كُـلّ محور المقاومة، وانتصر الأحرار والضمائر الحية في كُـلّ بلدان العالم، وأصبح لهم تأييد شعبي عالمي؛ لأَنَّهم يدافعون عن أرضهم وَعرضهم، واتضح ما كان مخفياً ومغيباً عن العالم أن الأرض للفلسطينيين، وأنهم مُجَـرّد مغتصبين لأرض ليست لهم ولا من حقهم، وظهر للعالم جليًّا بالوثائق والبراهين مدى توحش وإجرام الصهاينة، وأن الحق لصاحب الحق، لصاحب الأرض التي ولد ونما وتربى وعاش في أرضها وَحماها.