أحبك وأتولاك يا ابن بدرالدين
الشيخ / موسى المعافى*
الحمدُ لله والصلاة والسلام على حبيبنا وسيدنا رسول الله وعلى آله، ورضي الله عن صحابته المنتجبين وبعد:
اللهم ربنا ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب كُـلّ عمل يجعلنا نفوز بحبك..
وبين يديك يا سيدي القارئ الكريم سأضع ما احتوته خلجات قلبي من حب عظيم لعظيم سلب بحبه العظيم لبي.
ومن المهم جِـدًّا أن أقف وشخصك الكريم قبل أن نبدأ في الدخول إلى محتوى هذه السطور فنوضح معنى الحب فهو شعور قلبي لا يولد بل يخترق العيون كالبرق الخاطف، ويجتاح جنبات القلب وكأنه جيش قوي عاصف، ليتحول المحب لمحبوبه كولي حميم يجود بروحه فداء لمن أحب، غير آبه بحياته ولا آسف.
الحبّ هو دفء القلوب، والنغمة التي يعزفها المحبّون على أوتار الفرح فتتبخر مع ألحان وفائه الكروب، وهو شمعة الوجود التي أذن الله لها فاقتبست من نور وجهه الملك النور سبحانه، ضوءها فأضاءت أمام المحب أحلك الدروب، وهو السلاسل وَالقيود الفولاذية التي قيدت المحب، ورغم أنها سلاسل وقيود إلا أنه من فرط حبه لها وَزهوه بها يكاد في حمده لربه يذوب..
ولمه لا يكون هذا حاله وقد قيدته سلاسله تلك بحب كُـلّ ما يحب محبوبه، وسوى الله وكلّ صراط يؤدي إلى رضا الله لا يحب محبوبه..
يقولون إن القلب يعشق كُـلّ جميل وَمحبوبي جميل وأي جمال يضاهي جماله، أم أي حسن في هذا العصر قد يشابه حسنه وَشمائله وخصاله.
ولعل شخصك الكريم يا سيدي القارئ الكريم تتساءل الآن: فمن يكون محبوبك؟
وأجيبك: هو قائد ثورتنا القرآنية المباركة المنصورة، وإمام أمتنا اليمنية، التي أضحت بحنكته على عدو الله وعدوها ظاهرة، محمودة، مسرورة.. وهو الذي ولا فخر تتوقف الأمجاد لتأخذ إلى جوار سماحته صورة..
إنه القائد، العلم، الشامخ، الشاهق، القامة، العملاق، والذي تساقطت أمام نهجه الحق المنير أقنعة العمالة والنفاق..
والذي جعل من اسم جمهوريتنا اليمنية اسماً لامعاً بأنظار كُـلّ الخلائق براق..
هو القائد الفذ العَلم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، عليه سلام الله ورضوانه عدَّ ما نادى المنادي للصلوات، وعد ما ورد في كلمات سماحته وَدروسه وَمحاضراته وَالخطابات، وعد ما حوت سماوات ربنا من نجوم وكواكب وأجرام ومجرات، وعد ما جاء في كتاب ربنا من حروف وأجزاء وسور وآيات.
نعم، أحبه وأتولاه وأقبل الأرض تحت قدميه، وَوالله الذي لا إله غيره لو كانت النجوم تتكلم لكنت أرسلت مع كُـلّ نجمة إلى سماحته -عليه السلام- كلمة أحبك في الله، يا أعظم قائد بعصرنا، يا ابن بدر الدين..
أحبك وأتولاك، أي والله أحبك وأتولاك، يا نصرة الله للمضطهدين..
أحبك وأتولاك وَسأظل أردّدها قولاً وعملاً إلى أن تتجمد الدماء بعروقي، يا أسد أُمَّـة جدنا عليه وآله من الله أفضل الصلاة والسلام، يا سيدي يا حامي حمى الدين..
في زمن اختلطت فيه الأوراق، وكشف فيه عن وجوههم أهل الخزي والعمالة والنفاق، وابتعدت أُمَّـة الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- عن قيم ومبادئ دينها، واستطابت بأحضان عدو الله وعدوها العناق، ونزل فيه الرماة من رباطهم المقدس على جبل البطولة، وارتضت حياة الذلة والمهانة والاستعباد فصارت على خطى قياداتها العميلة، وسلمت العقول والقلوب فيها للكافرين غير مشفقة من غضب ربها ولا خجولة.
وحده ابن بدر الدين -رضوان الله وسلامه عليه- حبيبي وقرة عيني من ظل ثابتاً وَخلفه أسود الله الأزد اليمانيون، من رانوا على جبل البطولات..
ووحده حبيبي وقرة عيني سيدي ومولاي السيد عبدالملك، من صرخ في وجوه الطغاة والمستكبرين وفراعنة العصر بهيهات منا الذلة هيهات..
ووحده حبيبي وقرة عيني قدم مع إخوانه في دول محور المقاومة أعظم التضحيات..
أحبه وأتولاه، قائداً من أعماق القرآن الكريم خرج، وإلى سماوات العزة والكرامة بشعب الأنصار عرج، وتحت ظل عهد حبيبي وقرة عيني السيد القائد كُـلّ ميدان وساحة بملايين الغاضبين لعيون فلسطين وغزة وجنوب لبنان عج.
ولست أبالغ حين أقول إن أكبر فخر لسماوات الشهامة والنشامة وَالمروءة وَالنخوة والنجدة أن حبيب قلبي وقرة عيني عبدالملك قمرها، وأكبر فخر لدنيا الحب أن ابن بدر الدين غيثها الهنيء المريء وجناتها وَشذاها وبذرها وشجرها، وأكبر فخر لخادمكم موسى أن يقول لكم إن هذا القائد العلم المقدام حبيبي وهو اليوم لروحي سمعها وبصرها.
ولماذا لا أحبه وعلى يديه المباركتين الكريمتين الشريفتين تبوأت جمهوريتنا اليمنية بين دول العالم برمته مكاناً علياً..
وفي غضون عشر سنوات فقط أراد لنا فيها الكافرون وأذنابهم من الأعراب زوالاً من على وجه الأرض، أراد الله لنا على يديه -عليه السلام- أن نولد من رحم معاناتنا شعباً مؤمناً عزيزاً قويًّا..
فكيف لا أحبه قائداً قرآنيًّا محمديًّا جسوراً، وعلى أُمَّـة جده عليه وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم، غيوراً وبها رؤفاً ولها وفيًّا..
وتحت ظل عهد سماحته تجلت حقاً لا كذباً وزوراً وبهتاناً كسابق العهود (لن ترى الدنيا على أرضي وصيا).
كيف لا أحبه ويحبه كُـلّ اليمانيين الأحرار الشرفاء، وقد تحولت جمهوريتنا من دولة كانوا يسمونها ضعيفة نامية لا وزن لها إلى دولة عظمى تصنع مختلف الأسلحة والصواريخ والمسيَّرات…؟
ويملأ صيتها العالم، إذ افتخرت بمواقف قيادتها وشعبها المشرفة التي ترفع الرؤوس كُـلّ البريات.
ولا سوى شعب مولانا أبي جبريل من أعد واستعد وتهيأ وتعبأ لليوم الموعود، يوم يفرح المؤمنون بنصر الله القريب الآتي..
يوم يثأر الأنصار للسيد حسن نصر الله وَهنية ولدماء الشهداء الأبرار مذ اشتعلت ثورة السابع من أُكتوبر وإلى يومنا هذا، بل ومنذ بدء هذا العدوان والاحتلال لأراضينا الفلسطينية برمتها وإلى اليوم، وعلى يدي هذا القائد الرباني (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ).
حبيبي وقرة عيني سيدي ومولاي السيد القائد خير من علم فآمن وأيقن بالثلاث الحتميات..
وسعى جاهداً ليغرسها في قلوب أسوده الميامين، ونصره الله وأيده فأصبحت بنات أفكارنا محصنات بثقافة القرآن الكريم ومحميات..
فلا أمريكا بعد اليوم سترعبنا ولا “إسرائيل” سترهبنا ولا الموت نفسه عن استئصال هذا الكيان المستبد الغاصب سيعقينا؛ فالله متم نوره ولو كره الكافرون..
وشعب اليمن قد فاز وظفر بشرف الانتساب إلى قوات الله الضاربة الغالبة (جند الله) الموعودة من العلي العظيم، الذي لا يخلف الميعاد بالغلبة بنص قرار ربنا جل ربنا وعلا، في محكم التنزيل؛ إذ قال عز من قائل كريم سبحانه وتعالى: (وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ).
فسلام على حبيبي وقرة عيني السيد القائد العلم، سلام عليه، وعلى كُـلّ أبي مؤمن شريف غيور جسور تولاه وَوالاه واقتفى أثره واتبع خطاه.
* عضو رابطة علماء اليمن