(طُـوفَان الأقصى) نقطة تحول في مسار القضية الفلسطينية
عبدالحكيم عامر
في السابع من أُكتوبر 2023، شهد العالَمُ حدثًا غيرَ مسبوق عُرف باسم “طوفان الأقصى”، حَيثُ نفَّذت المقاومة الفلسطينية عمليةً عسكريةً واسعةَ النطاق ضد الاحتلال الإسرائيلي، هذه العملية، التي جاءت كصدمة للكيان الإسرائيلي والعالم أجمع، أعادت تشكيل المشهد السياسي والعسكري في المنطقة وأحيت القضية الفلسطينية من جديد.
وتجسد “طوفان الأقصى” روحًا إسلاميةً عميقة وهُــوِيَّتها الحضارية، حَيثُ عبرت الفصائل الفلسطينية عن اعتزازها بتاريخها وهُــوِيَّتها، مما أضفى على العملية طابعًا وطنيًّا مسؤولًا ومتوازنًا، هذا التناغم بين الهُــوِيَّة الإسلامية والروح الوطنية يعكس وعيًا جماهيريًّا عميقًا بأهميّة القضية الفلسطينية، التي تُعتبر القضية المركزية للأُمَّـة العربية والإسلامية.
لقد أعاد هذا الحدثُ الاعتبارَ للقضية الفلسطينية، وجعلها أولوية على مستوى الأُمَّــة، حَيثُ ارتبطت بمصيرها ومستقبلها، بحيث إن معركة “طوفان الأقصى” تمثل فرصةً حقيقية لاستعادة دور الأُمَّــة في الساحة الدولية، ويعكس قدرة الفلسطينيين على الصمود والمقاومة رغم التضحيات الجسيمة.
كما أنها تمثل نقطة تحول في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حَيثُ سجل كإنجاز نوعي للمقاومة، وكمحطة مهمة نحو إنهاء الاحتلال، وإن هذا الحدث سيظل محفورًا في الذاكرة الجماعية للأُمَّـة، ويعكس قوة الإرادَة الفلسطينية وقدرتها على الصمود في وجه التحديات.
إن معركة (طُـوفَان الأقصى) كانت حدثًا تاريخيًّا هامًّا أتى ليقلب الطاولة وليخلط الأوراق وليعيد للقضية الفلسطينية اعتبارها، وفي هذه المعركة برز بأن للمقاومة الفلسطينية حاضنة شعبيّة أبهرت العالم بصبرها وصمودها وتضحياتها.
ويمثل، صمود المقاومة الفلسطينية وتناسق أداءَها العسكري والسياسي، كعوامل حاسمة في نجاح العملية، حَيثُ إن عدم الخضوع للضغوط والابتزاز، والسعي لتحقيق أهداف العملية، وهذا يعكسُ استراتيجيةً مدروسةً تساعِدُ في إدارة المواجهة بشكل أقوى.
وفي الأخير، برزت معركة (طُـوفَان الأقصى) كحدث محوري يعكس صمود المقاومة الفلسطينية وتضحياتها، لقد أظهرت هذه المعركة قدرة الفلسطينيين على مواجهة التحديات، مما لفت أنظار العالم إلى قيمهم الإيمانية العميقة.
وتجسد المقاومة الفلسطينية في هذه المعركة روح الصبر والثبات، حَيثُ أظهر المقاتلون والمواطنون على حَــدّ سواء استعدادهم للتضحية؛ مِن أجلِ قضاياهم الوطنية والدينية، إن هذا الصمود لم يكن مُجَـرّد رد فعل على الأحداث، بل كان تعبيرًا عن إيمان عميق بالقضية الفلسطينية وحقهم في الدفاع عن أرضهم ومقدساتهم.