سبعة أُكتوبر.. والجهادُ المقدَّس
وردة محمد الرميمة
إنه لمن دواعي العزة والكرامة على أُمَّـة الإسلام أن تأتي الذكرى الأولى للطوفان المبارك الذي أعاد للأُمَّـة الإسلامية كرامتها وعزتها، بالوقت الذي ظهر للعالم عربدت الصهاينة في المقدسات وتهويدها والعبث بالمقدسات وإذلال الشعب الفلسطيني المسلم وجلب المزيد من الصهاينة للاستيطان داخل الأراضي الفلسطينية غصبًا واحتلالًا للأرض والإنسان.
وهنا كان لازمًا لهذا الطوفان أن يتفجر ويجرف كُـلّ محتلّ وصهيوني إلى مزبلة التاريخ، وهذا ما فعله الأبطال في “٧ أُكتوبر”، الذي كسر هيبة المحتلّ الذي كان يتباهى بقوته ويتغنى بدفاعته الجوية، وكذلك الاستخباراتية.
فجاء ٧ أُكتوبر حتى أصبحت كُـلّ تلك القوى تحت أقدام الأبطال وكسرت هيبة “إسرائيل” أمام العالم؛ إذ إنها معركة فضحت الزعماء العرب المتصهينين الذين وقفوا موقف المحايد والبعض وقف محاميًا لهذا الكيان دون خجل.
والسابع من أُكتوبر كشف العملاء والخونة والمندسين الذين وقفوا موقف الخزي والعار والانبطاح للأمريكي والصهيوني، بل أصبح العملاء بوقًا إعلاميًّا باسم الصهيوني والمبرّر لكل جرائم الاحتلال، وليس ذلك فحسب بل ومن خلال تجنيد أقلام لنشر وبث خطابات تقلل وتشكك العالم بهذا الطوفان وشيطنته بقولهم إن هذا الطوفان كان سببًا في تدمير غزة، والبعض وصفه بالعمل الإرهابي، وللأسف أنهم محسوبون على الأُمَّــة الإسلامية، والإسلام منهم بريء.
ومن خلال هذا الواقع العربي المخزي تمرد الصهيوني في القتل وسفك الدماء دون أي خوف، ونحن نسمع ونرى مجازر وإجرامًا وهدم البيوت وتدمير البنية التحتية لغزة وكذلك في الضفة الغربية والقدس، وهذا ينذر بالنوايا الخبيثة التي تهدف إلى ترحيل الفلسطينيين من أرضهم.
إن الأحداث في غزة وفي لبنان كشفت وعرت المجتمع الدولي المتواطئ مع العدوّ، وَإذَا لم يتحَرّك العالم بعد عام من هذا الطوفان فمتى إذًا؟!
وفي المقابل من بركات هذا الطوفان أن جعل للأُمَّـة فرصة حقيقية للمواجهة مع هذا الكيان.
فتوحد الأحرار في محور المقاومة الإسلامية لمواجهة هذا المحتلّ ولقنوّه دروسًا قاسية وموجعة لن ينساها.
وأخيرًا أقول لكم ما قاله السيد القائد عبد الملك في خطابه الأخير، عن حتمية الزوال، وهذه الحتمية التي أرهقت اليهود، وجعلتهم يخافون من هذا الطوفان فسارعوا بكل الإمْكَانيات وحشدوا العالم للوقوف معهم ضد حركات المقاومة وضد الإسلام الذي يهدّد بزوالِ “إسرائيل”.