الإسرائيلي يناقِضُ نفسَه
عبدالخالق القاسمي
يناقِضُ الجيشُ الإسرائيلي نفسَه بنفسه وينسفُ دعاياته من خلال مجريات الأحداث، فاستهداف قوات حفظ السلام الدولية “اليونيفيل” من قبل الجيش الإسرائيلي -عن طريق الخطأ بحسب قوله- يؤكّـد أنه لا يمتلك القدراتِ الاستخباريةَ المطلقة.
إضافة إلى فشله والموضوع الأهم وهو أنه وبعد اغتيال السيد حسن ونحن على مقربة من أربعينيته لم يستطع الإسرائيلي أن يحقّق هدفه المعلن وهو إعادة المستوطنين إلى الشمال، بل إن حزب الله ضاعف من هجماته ورفع من وتيرة الاستهداف للمواقع الإسرائيلية وهو مُستمرّ في تحقيق الإنجازات وحصد النقاط التي سينتصر بها في نهاية الأمر.
وعلى المستوى البري وبعد مسح الجيش الإسرائيلي بعض القرى بمئات الغارات؛ تمهيدًا لدخولها، أعاد مقاتلو حزب الله تموضعهم إلى حين دخول القوات الإسرائيلية وعادوا ليلتحموا معه مباشرةً ويحيدوا سلاح الجو بهكذا خطوة وكبّدوا الجيش الإسرائيلي خسائرَ في العتاد والعديد، ويعترف الجيش الإسرائيلي ببعض خسائره وينشر صورًا لبعض قتلاه من حين لآخر، واللافت أن عناصر الحزب رفضوا الانسحابَ من بعض المواقع غير المهمة عسكريًّا وأصروا على مواجهة العدوّ فيها.
وكل هذا يعني هزيمةً جديدةً لـ “إسرائيل” على غرار ما حدث في غزة بعد فشلها في تحقيق الهدف المرجو من عمليات الاغتيال والتوغل البري في جنوب لبنان.
والخلاصة أن معنوياتِ حزب الله مرتفعةٌ، خُصُوصاً أنه لا يملك بعد الآن ما يخسره، بينما يتعرض الجيش الإسرائيلي لضغوط كبيرة وهو يحاول تحقيقَ أهدافه أمام ثباتِ مقاتلي الحزب وتصاعدِ عملياتهم في عمق الكيان المؤقَّت.