أمريكا ومسمارُ جحا
بُشرى الشامي
مرحبًا عزيزي القارئ، هنا وفي هذا المقال سأتكلم بكل وضوح وشفافية عن بعض الأحداث، لستُ مُحلِلة سياسية، ولكن الأمور أصبحت محللَةً من تلقاء نفسها، ولذلك عليك أن تعرف أنك ستكون من مُثيري الشفقة إن ادّعيتَ بأنك لا تعرف من هم أصحاب الحق، بل يجب عليك أن تتأكّـد بأنك في أوج وقمة الجهل والغباء.
والسبب يعود لِتَعنُتِك وإعراضك عن الحقائق الواضحة وضوح الشمس.
فهل سمعت يوماً أَو قرأت عن بعض النوادر السخيفة، وعلى قائمة هذه السخافة يتصدر “جحا” المرتبة الأولى!
نعم، نوادر جحا السخيفة ومنها قصة مسمار جحا.
فهذه النادرة قديمة جِـدًّا ولكن مدلولها يصلح أن يكون منطبقًا على واقعنا الذي نعيشه اليوم، واقعنا المؤلم المضحك.
لأَنَّنا ندفع جميعاً ثمن ضحكتنا الساذجة جِـدًّا تشجيعًا لمن يقفون على مسرح كوميدي، والمُضحك أننا ندفع ثمن حماقتنا من دمائنا، أرواحنا، كرامتنا، حريتنا وأشياء كثيرة لا تُشترى، ولا تباع.
لأَنَّنا حينها نظن أن المُهم هو الاستمتاع بالمشاهدة فحسب، دون أن نسأل ما الذي يحدث خلف الكواليس.
عزيزي القارئ هل تحب الجغرافيا، أعتقد أن سؤالي فضوليٌّ بعض الشيء، والإجَابَة المتوقعة ستكون غالبًا هي “لا”، ولكنك الآن، ستكون مُضطرًا أن تراجع الأمور جيِّدًا وتُعيد التفكير فيما إن كنت مُجبرًا على ذلك!
فكُلّ ما عليك فعله هو أن تنظر إلى الخارطة الجغرافية لمناطق الشرق الأوسط بالكامل.
حدّد بقلمٍ أحمر لتعرف كم من الدول العربية والإسلامية التي ثقبتها أمريكا بمسمارها ذات الصناعة الإسرائيلية، وأكبر مثالٍ على ذلك فلسطين المغتصبة والمحتلّة.
ليس هذا فحسب، بل ما فعلته أمريكا في الشيشان وبورما وتركستان وتايلند وباكستان وكشمير واليمن والعراق وسوريا ولبنان، كُـلّ هذه المناطق قد ثُقِبت بمسمار إسرائيلي الصنع أمريكي التنفيذ.
وقد لا تستخدم أمريكا نفس المسمار ولكن في النهاية تحتاج إلى هذا التكتيك كَثيراً.
فلا تحصر تفكيرك بأن أمريكا لا يهمها أن تستخدم هذا المسمار إلا في الاحتلال الجغرافي فقط؛ لا يا عزيزي فهي تسعى كَثيراً لأن تستخدم هذا المسمار في فرض هيمنتها عن بُعد، كالحرب الناعمة التي تمكّنت بها من الانتصار على الشعب السعوديّ وشعب الإمارات وغيرهم من شعوب دول الخليج بحيث أبعدتهم عن بيئتهم المتدينة المحافظة فميّعت شبابها وجعلتهم كالحيوانات.
وكذلك الحرب التصنيعية القاتلة التي دسّت فيها قنابل تلقائية التفجير، كما حصل في الشعب اللبناني من مجازر وذلك من خلال تفجير كُـلّ هواتف البيجر بضغطة زر واحدة.
وكذلك الحرب الجاسوسية (التجسس) وما حدث من اغتيال للقادة المسلمين العظماء في كُـلّ اجتماع مهم يكون فيه قائد أَو شخصية عظيمة يشكل خطراً على بني صهيون يتم تنفيذ عملية اغتيال سريعة التنفيذ.
كذلك الحرب الاقتصادية التي تمكّنت بها على اليمن والسودان وإفريقيا وغيرها الكثير من المناطق التي تسيطر على اقتصادها؛ بسَببِ بعض المسامير التي قد تركتها في هذه المناطق، كحكام العرب، والعملاء والخونة والمطبعين وغيرهم، ممن روجوا للبضائع الأمريكية الصنع، ناهيك عن الخطورة التي تحتوي عليها هذه المنتجات.
هل عرفت كيفية استخدام أمريكا للمسامير القاتلة، وكيف تعمل على تثبيتها في كُـلّ مكان من بقاع الأرض.
إن مسمار جحا هي نادرة تحكي قصة اثنين باع أحدهما بيته للآخر واشترط في العقد أن يتم بيع بيت جحا ما عدا المسمار، ويكون له الحق في أن يأتي للمسمار كلما أحب فوافق.
هذه هي قصة أمريكا والمسمار.